خبر : البؤرة الاستيطانية الاردنية لفتيان التلال../ اجتازوا الحدود../يديعوت

الثلاثاء 13 ديسمبر 2011 12:41 م / بتوقيت القدس +2GMT
البؤرة الاستيطانية الاردنية لفتيان التلال../ اجتازوا الحدود../يديعوت



 فيما تهدد قضية ترميم جسر المغاربة على الهدوء في القدس، وفيما يتضعضع استقرار الانظمة العربية في الشرق الاوسط أكثر من أي وقت مضى – اجتازت أمس مجموعة من فتيان التلال السياج الفاصل وهددت بتدهور العلاقات الى نزاع بين اسرائيل والاردن بل وربما كل المنطقة. التوقيت تم اختياره بعناية. في الايام الاخيرة تحتشد قوات كبيرة حول البؤر الاستيطانية رمات جلعاد ومتسبيه يتسهار في السامرة ومتسبيه افيحاي المجاورة لكريات اربع، والتقدير في اوساط جمهور المستوطنين كان ان حملة الاخلاء والهدم للبؤر الاستيطانية ستتم في ساعات الليل المتأخرة. وبالتالي، فقد جاء اجتياز السياج واجتياح الاراضي الاردنية ليشكل مثابة "شارة ثمن" واشغال قوات الامن. لذات السبب خطط في اثناء الليل فتيان التلال للدخول الى نابلس من عدة اتجاهات ومحاولة الوصول الى قبر يوسف. كما ان رجال اليمين ادعوا بأن اجتياز السياج الفاصل جاء ايضا لخلق ضجيج دولي واحراج السلطات في اسرائيل وفي الاردن، وذلك في أعقاب ادعاءاتهم بأن الاردنيين يتدخلون في قضية ترميم جسر المغاربة. في ساعات المساء بدأت العملية التي كان من شأنها أن تدهور المنطقة نحو المواجهة: فعند الساعة السادسة اجتازت مجموعة من نحو عشرين شابا من نشطاء اليمين السياج الفاصل بجوار قصر اليهود، وشرعت في الركض السريع نحو الشرق. وقد استندوا الى معلومات مسبقة أفادت بأن السياج هو قيد الترميم ولم يواجهوا صعوبة في ثني حبال المطاط التي حلت محل السياج الدائم. بعد مسيرة كيلومتر باتجاه الاردن، وصل نشطاء اليمين الى الهدف – كنيسة يوحنا المعمدان، بجوار موقع التعميد قصر اليهود على ضفة نهر الاردن. ومع أنهم اجتازوا السياج، كانوا لا يزالون في ارض تعود الى اسرائيل – ولكن على الضفة الشرقية، بمسافة غير بعيدة، كان يراقبهم جنود اردنيون مسلحون. "نحن نعلن عن بدء استيطان يهودي شرقي النهر، حسب رؤيا جابوتنسكي وبن غوريون"، هتف مئير براتلر، من رؤساء فتيان التلال. "في نيتنا اقامة عشرات المستوطنات في كل المنطقة". واختار الشبان تسمية أنفسهم "نواة زئيف"، على اسم زعيم اليمين الاسطوري زئيف جابوتنسكي الذي تبنى فكرة الاستيطان على جانبي النهر. البؤرة الاستيطانية الجديدة التي حاولوا اقامتها خلف السياج أسموها "متسودات زئيف" على اسم مقر الليكود في تل ابيب بل ان بعضهم وضعوا على وجوههم أقنعة تمثل وجه جابوتنسكي. حتى ساعات الليل المتأخرة بقي نشطاء اليمين داخل الدير، محوطون بقوات كبيرة من الجيش، الشرطة وحرس الحدود. وأوضحوا بأن ليس في نيتهم اخلاء الموقع لأنهم معنيون باقامة بؤرة استيطانية في المكان، وبالمقابل لم تسارع قوات الامن الى اعادتهم الى الجانب الاسرائيلي من السياج الفاصل. أحد التقديرات هو انه اذا كان خُطط بالفعل اخلاء لعدد من البؤر الاستيطانية في اثناء الليل، فقد فضلت الشرطة ان يبقى اولئك الشبان بالذات في الدير وألا يعرقلوا الاخلاء. على كل الاحوال، صحيح حتى ساعات الليل المتأخرة لم يكن واضحا بعد متى سيخلي الشبان المكان. "المواطنون لم يجتازوا الحدود الدولية، بل اجتازوا السياج قبل الحدود ودخلوا الى منطقة عسكرية مغلقة"، هكذا شددت اوساط الجيش الاسرائيلي تعقيبا على الحدث. "هذا استفزاز يصرف انتباه الجيش الاسرائيلي عن اهتماماته ومهامه الأساسية في حماية مواطني دولة اسرائيل وحدودها". في الجيش فوجئوا من الخطوة، وعززوا القوات في لواء الغور. في قيادة المنطقة الوسطى يرون الحدث بخطورة شديدة، ويعتزمون اجراء تحقيق لفحص كيف نجح نشطاء اليمين في تخريب السياج والانتقال الى الطرف الآخر.