الصراع المتفجر حول جسر المغاربة في البلدة القديمة في القدس آخذ في التعقد، بل وأصبح أكثر تعقيدا: شرطة لواء القدس قررت أمس اغلاق الجسر، في ظل توجيه انتقاد شديد لسلوك البلدية في هذا الموضوع. انتقاد شديد ضد البلدية ورئيسها يأتي أيضا من ناحية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي شعر كأن رئيس البلدية نير بركات أدخله في فخ في الموضوع الاكثر تفجرا. مواطنون سعوا امس الى الوصول الى ساحة الحرم اصطدموا بيافطة كتب عليها بخط مهمل تقول انه عقب المخاطر التي في الجسر تقرر اغلاقه فورا. في مدخل الجسر وقف أفراد من الشرطة، اضطروا الى أن يشرحوا المرة تلو الاخرى أسباب الاغلاق. ولم يتبقَ للشرطة مفر غير اغلاق الجسر كون المسؤولية عن أمان الزوار كلف بها قائد اللواء نيسو شوحم. وغضب كبار المسؤولين في الشرطة من الاخطار الذي أصدره مهندس البلدية شلومو اشكول يوم الخميس بان الجسر خطير لانه قابل للاشتعال جدا وفي حالة حريق قد تقع مصيبة جماعية. وبزعم الشرطة فان البلدية في واقع الامر تتنكر بذلك لمسؤوليتها عما يجري. "هذا الجسر، في وضعه الحالي، يوجد قيد الاستخدام منذ أربع سنوات ولم تقع أي مصيبة. فلماذا إذن يقررون فجأة اغلاقه؟"، يقول مسؤولون كبار في الشرطة. "الاغلاق قد يشعل اضطرابات شديدة في هذا المكان الحساس". ليس في الشرطة وحدها غاضبون من البلدية: في الايام الاخيرة انتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشدة قرار رئيس البلدية نير بركات اغلاق الجسر. نتنياهو غاضب على أنه بركات قيده بقراره هذا الذي يعني أنه لاول مرة منذ 44 سنة لن يكون لليهود قدرة وصول الى الحرم، الامر الذي سيحدث ضغطا شديدا على نتنياهو من جانب منظمات ستحتج على ذلك. ويعتقد نتنياهو انه ما كانت ضرورة لاغلاق الجسر الخشبي ولكنه لا يمكنه أن يقف ضد توصية جهة مهنية كمهندس البلدية. ويشعر نتنياهو بان بركات بقراره هذا يقوض صلاحيته ومكانته وانه نسي من هو رئيس الوزراء ومن هو "فقط" رئيس البلدية. بل ان نتنياهو بدأ التفكير بان يحتمل أن يكون بركات يعمل انطلاقا من محاولة التآمر عليه على المستوى السياسي. وكان بركات عمل على اغلاق الجسر كي يمارس الضغط على نتنياهو لاتخاذ قرار باستبدال الجسر القائم بجسر آخر، رغم معارضة الاردنيين والتخوف من اضطرابات للعرب. غير أن نتنياهو أدخل الى التجميد مسألة تغيير الجسر وفي الايام الاخيرة يعمل مكتبه على نحو حثيث للعثور على حلول ابداعية تسمح لجسر المغاربة بان يعاد فتحه امام حركة المارة. البلدية: "خطر على الامان" الخلاف عابر للحدود: فالاردن يفكر بارسال وفد يفحص حالة الجسر ويحسم هل بالفعل يحدق منه خطر على المارة. في يوم الجمعة نقل الاردن رسالة الى اسرائيل الا تغلق الجسر. لم يتحقق بعد توافق على أي مندوبين سيضم الوفد. وتدرس امكانية أن يدرج فيه ممثلو منظمة اليونسكو والاوقاف الاسلامية. وجاء من بلدية القدس التعقيب التالي: "مهندس البلدية أمر باغلاق وحظر استخدام الجسر كونه يشكل خطرا على أمان الجمهور ومن شأنه أن ينهار ويحترق. وحسب القانون، فان لصندوق تراث المبكى اسبوعا لرفع ملاحظاته على أوامر مهندس البلدية، والصندوق لم يحتج على القرار بعد".