خبر : مخاطرة مدروسة../يديعوت

الجمعة 09 ديسمبر 2011 02:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
مخاطرة مدروسة../يديعوت



 دولة اسرائيل في شرك. فهي تتصدى لجبهة ارهاب جديدة ومهددة في سيناء،  وليس لديها ردا مناسبا باستثناء الرد الدفاعي. فهي لا يمكنها أن تعمل داخل سيناء كي تدافع عن سيادتها خشية على علاقاتها مع مصر. الاضطرار المصري لا يسمح لها حتى بخلق ردع حيال العناصر العاملة ضدها في سيناء. ولما كانت لا تستطيع ان تضرب الحمار، فانها تضرب البردعة – فغزة تتلقى الضرب.  الفلسطينيون تعلموا منذ الان بانه أكثر تعقيدا بكثير محاولة كسر منظومة الدفاع الاسرائيلية حول القطاع. اذا كانوا يريدون أن يختطفوا جنديا او ينفذوا عملية، فأسهل بكثير عمل ذلك عبر محور "ح": غزة – سيناء – اسرائيل. ضد سكان سيناء الذين يمارسون الارهاب ضدها يمكن لاسرائيل أن تفعل القليل جدا. بالمقابل، عندما يدور الحديث عن عملية من سيناء يشارك فيها غزيون، يمكن لاسرائيل أن تنفذ عمليات عسكرية في غزة كي تعطل لديهم الرغبة في العمل. ولكن هنا أيضا تسير اسرائيل على البيض، بداية في مسألة الاستخبارات. حتى هذا اليوم، مثلا، توجد صعوبة في الاشارة الى صلة واضحة بين العملية في آب على طريق 12 الى ايلات وبين منظمة اللجان الشعبية في غزة، التي صفي كبار رجالاتها بعد ذلك.  الاخطار الحالي على حدود سيناء استمر منذ أكثر من اسبوع. هذا الاخطار ينتجه جناح أيمن جودة الذي ينتمي الى كتائب شهداء الاقصى. منظمة صغيرة من بضع مئات من الافراد ينفذون عمليات غير كبيرة ضد اسرائيل. يتحدث الاخطار عن محاولة اختطاف أو عملية قتل جماعي. اسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بأن تجلس مشلولة على مدى أسابيع على الحدود، مع قوات عسكرية في حالة تأهب، طرق مغلقة ومناطق مغلقة في وجه المواطنين.  بالتوازي، المصريون لا يتعاونون. محافظ شمال سيناء، الجنرال عبدالوهاب مبروك، أعلن هذا الاسبوع بانه يسيطر بشكل كامل في شمالي سيناء ونفى أنه في المكان تختبىء عناصر ارهابية مجهولة. وهو لا يتحدث عن المال الايراني الذي يتدفق الى شمالي سيناء وعن مبعوثي حزب الله الذين يتجولون هناك في محاولة لبناء الشبكات. باختصار: المصريون لن يساعدونا في التصدي لا لهذا الاخطار ولا للاخطارات التي ستأتي بعده.  هذه التصفية تقع في الاسبوع الذي تحتفل فيه حماس بـ 24 سنة على تأسيسها في مهرجانات احتفالية، وقبل بضعة أيام من تحرير 550 سجين فلسطيني آخر في اطار صفقة شليط، في عصر يتعهد فيه خالد مشعل لابو مازن بانه سيفكر بوقف عمليات الارهاب من القطاع ومن الضفة، وفي عصر تتخذ فيه اسرائيل جانب الحذر الشديد من عدم المس باهداف لحماس. كل هذا معا يخلق معادلة تقول: معقول جدا أن يأتي اطلاق النار على بلدات الجنوب فقط من جهة المنظمة المصابة، ذات القدرات المحدودة، وهو سيكون محدودا بالزمن وبالضرر. إن لم يكن كذلك؟ هذا ما يسمى مخاطرة مدروسة.