بيت لحم / وكالات / انطلقت الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة، مساء اليوم الخميس، لأول مرة من فلسطين، من مدينة بيت لحم. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينه، في كلمته باسم السيد الرئيس محمود عباس، في الاحتفال الذي نظم لمناسبة الإعلان عن البدء بالاحتفالات، إن عملية السلام متعثرة وتمر بمنعطف خطير، نتيجة الرفض الإسرائيلي المستمر بالالتزام بشروطها وقواعدها المتمثلة بوقف الاستيطان والاعتراف بحدود عام 1967 لندخل مفاوضات جادة ومركزة. وأضاف ’أن إسرائيل، وللأسف، لا زالت ترفض منطق السلام ولا تزال الإدارة الأميركية والمجتمع لدولي لا يقدرون أن يفرضوا على إسرائيل الالتزام بمرجعيات عملية السلام خاصة بمواقف الرباعية’. ونقل أبو ردينه تحيات السيد الرئيس محمود عباس وشكره وتقديره واعتزازه بما تقوم به محافظة بيت لحم بدءا من المحافظ، والبلدية، ووزارة السياحة، لتطوير هذه المدينة المقدسة التي تعتبر جزءا من الحضارة والتاريخ الإنساني والبشري طريقها في سعيها نحو السلام والأمل والمستقبل. وتابع ’من جانبنا فإن الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية ملتزمون تماما بعملية سلام قائمة على أسس واضحة التي تمهد وتؤسس لسلام عادل، ولا نريد سلاما منقوصا، بل سلام يدوم ويحقق لشعوب المنطقة الأمن والاستقرار’. وأضاف أنه جرى إبلاغ الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي أن عدم حل القضية الفلسطينية سيبقي المنطقة في حالة ثورة وغليان وعدم استقرار، وعليه فإن عدم حل القضية لم يقد إلى حل أي شيء في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه حتى هذه اللحظة الموقف الدولي أقل مما هو متوقع، و’هذا لن يثنينا ولن يثبط من عزيمتنا وسنستمر في النضال والصمود ولن نسمح لأحد أن يمس الثوابت الوطنية’ . وتطرق أبو ردينه للمصالحة الفلسطينية، مشيرا إلى أنه ’تم التوقيع على اتفاقية لإنهاء حالة الانقسام ونحن نتمنى أن تتكلل كل هذه الجهود بالنجاح، انتخابات حرة ونزيهة في الرابع من أيار المقبل، من شأنها أن تساهم في توحيد البلد واستقراره، وهي الطريق الوحيد لمستقبل الشعب الفلسطيني’. وعرج إلى الربيع العربي، قائلا ’ قلنا للمجتمع الدولي أنه دون حل القضية الفلسطينية لن يجدوا شعبا عربيا واحدا مستقرا، ولا بد من تركيز الجهود على حل قضية شعبنا انطلاقا لحل أي قضية، فهي جوهر الصراع والمنطقة’. وأكد أبو ردينه وحدة الدم الفلسطيني الواحد، الإسلامي المسيحي، المستمرة عبر آلاف السنين والتي تجسدت بهذا الشكل الرمزي الذي قام به الرئيس الراحل أبو عمار وما يقوم به الرئيس أبو مازن من ترأس قداس منتصف الليل في ليلة عيد الميلاد . وأشار إلى أن السيد الرئيس سيصل إلى مدينة بيت لحم للاحتفال بعيد الميلاد المجيد في الـ 23 من الشهر الجاري، متمنيا للجميع أعيادا سعيدة، وأن يكون العام المقبل عام الدولة الفلسطينية والاستقلال والحرية. وحضر الاحتفال، الذي احتضنه مركز السلام، إلى جانب أبو ردينه، وزيرة السياحة والآثار خلود دعيبس، ومحافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، ومستشار الرئيس للشؤون الدينية المسيحية زياد البندك، ورئيس وزراء الأردن الأسبق عبد السلام المجالي، ورئيس بلدية بيت لحم فيكتور بطارسة، ورئيسا بلديتي بيت ساحور وبيت جالا، وغبطة البطريرك لطائفة الروم الأرثوذكس ثيوفلوس الثالث، ورؤساء الكنائس في الأراضي المقدسة، ومطارنه، وعدد من السفراء والقناصل وممثلو السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السلطة الوطنية، وممثلون عن بعض المؤسسات الأجنبية العاملة في الأرض الفلسطينية، وقادة الأجهزة الأمنية ومدعوين. وأشارت دعيبس إلى أن فلسطين في هذا اليوم تحتفل بالأمل الذي هو حقيقة رسالتنا في أعياد الميلاد المجيدة، لافتة أن الأمل يحذوهم في أعياد الميلاد أن تتحقق الأمنية الفلسطينية بالاستقلال والحرية . وقالت ’ إن هدية العيد في هذا العام كانت كبيرة وهي حصول فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو’. ورغم التحديات التي واجهت قطاع السياحة بسبب الربيع العربي، قالت دعيبس إن قطاع السياحة شهد تطورا ملحوظا خلال عام 2011 من خلال الحضور الكبير للسياح والحجاج وكذلك ليالي المبيت ونسبة الإقامة في الفنادق، نتيجة للجهود الجبارة التي قامت بها الوزارة والمشاركات العالمية والقطاع الخاص. وأعلنت أن هذا الاحتفال يأتي بالتعاون مع محافظة بيت لحم والبلدية والمركز الإعلامي الحكومي، ومؤسسات أخرى بهدف الإعلان عن الانتهاء من كافة التحضيرات والترتيبات وإعلان البرامج النهائية لاحتفالات أعياد الميلاد المجيدة . وأشادت بالتعاون البناء والمثمر بين كافة المؤسسات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص، حتى تكون بيت لحم وكافة المدن الفلسطينية واجهة سياحية مشرقة ولتظهر للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني رغم كل المعاناة لا يزال يحتفل بالأمل، ومن هذا المنطلق اتخذ هذا العام شعار ’ فلسطين تحتفل بالأمل ’ كشعار لأعياد الميلاد، بعد أن كان في العام الماضي ’ لنصلي من أجل حرية فلسطين ’. وقدمت شكرها للقطاع الخاص للمساهمة بتطوير قطاع السياحة، وكذلك الدول المانحة، والمجتمع الدولي والكنائس والجميع. ومن جانبه، قال رئيس بلدية بيت لحم ’إن رسالة مدينة بيت لحم دائما ستبقى رسالة المحبة والأمل في تحقيق السلام العادل الشامل الذي يضمن حقوق شعبنا ولا ينتقص من حقه الشرعي الذي كفلته مواثيق وقرارات الأمم المتحدة ’. وأعرب عن أمله بأن ’تنهار الجدران ما بين الشعوب ويعم السلام بينها’، وقال ’لا بد أن يزال جدار الضم الذي يخنق الشعب الفلسطيني حتى نصل إلى ما ننشده كما حدث في جدار برلين’ . ووجه بطارسة للحضور ولكافة محبي السلام ولكل من يعطي مدينة المهد الاهتمام دعوة للحضور يوم الخامس عشر من الشهر الجاري للمشاركة في احتفالات إضاءة شجر الميلاد . بدوره، قال غبطة البطريرك ثيوفلوس الثالث ’ نحتفل اليوم لإعلان عن احتفالات أعياد الميلاد ، لنتذكر في هذه المناسبة أن حياة البشر لديها هدف وهو تحقيق السلام’، مضيفا أن ’رسالة الميلاد أن المواجهات بين الضوء الذي يمثل الإنسانية والظلام المتمثل بالشر عليه أن ينتهي، متمنيا للجميع أعياد ميلاد سعيدة .وشكر كل القائمين على هذا الاحتفال، معبرا عن سعادته لتواجده اليوم بين المشاركين، داعيا الجميع إلى إعطاء مدينة بيت لحم حقها من الرعاية والاهتمام حتى تكون في صورتها البهية وهي تستقبل زوارها للمشاركة في فعاليات الميلاد . واستعرض سامي خوري من القطاع الخاص انجازات السياحة خلال عام 2011، كما تخلل الاحتفال فقرات فنية وترانيم دينية، كذلك عرضت وزارة السياحة أول فيلم سياحي عن فلسطين يصورها بمقاصدها السياحية والأثرية وعاداتها وتقاليدها .