ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي يعتقدون أن على اسرائيل العمل على تعزيز السلطة الفلسطينية من خلال منح سلسلة تسهيلات مدنية. وعلى حد قولهم، مصلحة اسرائيلية هي مساعدة المعتدلين وتعزيزهم في مواجهة حماس قبيل الانتخابات المزمع عقدها في شهر أيار من العام القادم. في الجيش الاسرائيلي يعترفون بانه حاليا لا توجد على الارض مؤشرات تدل على ضعف السلطة الفلسطينية وأجهزتها الامنية على خلفية تحرير سجناء حماس في إطار الصفقة لتحرير الجندي جلعاد شليط، والتنسيق الامني مع اسرائيل يتواصل بشكل مرضٍ. ومع ذلك فان ضباطا كبارا يعرفون جيدا الساحة الفلسطينية، يعتقدون بانه يجب العمل على دفع تسهيلات مدنية نحو الفلسطينيين بشكل كبير وذلك تحقيقا لرفاه الفلسطينيين، الأمر الذي سيعزز قدرة الحكم لدى السلطة. ضمن امور اخرى يدور الحديث عن زيادة تصاريح العمل، بما في ذلك داخل اسرائيل، إقرار مشاريع مختلفة غايتها خلق أماكن عمل، فتح محاور أخرى أمام الحركة داخل مناطق الضفة وفحص سياسة التفتيش من أجل التسهيل قدر الامكان. "في اسرائيل لا يمكنهم الجلوس على الجدار والانتظار. مثل هذا الوضع معناه تأثير سلبي على السلطة"، قال أحد الضباط. "اذا كنتم تريدون التأثير بشكل ايجابي والحفاظ على الانجازات التي سجلت حتى الان في النسيج الحساس الذي بين اسرائيل والسلطة، فينبغي العمل". في غضون بضعة أسابيع يفترض بكتيبة أخرى، ثامنة في عددها، لاجهزة أمن السلطة أن تنهي تدريباتها في الاردن وتنضم الى النشاط في أرجاء المناطق. في الجيش يعربون عن الرضى من نشاط هذه القوات الذي لا يتلخص فقط في الرقابة على القانون والنظام بل ويساهم أيضا في مكافحة الارهاب. ضباط في قيادة المنطقة الوسطى أشاروا الى أنه غير مرة سجلت حالات سبق فيها الفلسطينيون في اعتقال مطلوب كانت قوات الامن الاسرائيلية تخطط له. رغم النجاعة الكبيرة لاجهزة الامن هذه، في الجيش يدعون بان أساس الانتباه يجب أن يوجه للتسهيلات في المجال المدني. في الجيش الاسرائيلي توجد خطط احتياط ثقيلة الوزن لحالة تغيير الواقع في المناطق، ولا سيما في ظل موطيء قدم لحماس ولهذا يعتقدون بان غياب الفعل من جانب اسرائيل كفيل بان يؤدي بشكل غير مرغوب فيه بالذات الى مساعدة حماس في الانتخابات في السنة القادمة.