خبر : المصالحة : اسئلة الحاضر والمستقبل ... ماجد عزام

الأحد 04 ديسمبر 2011 12:41 ص / بتوقيت القدس +2GMT
    المصالحة : اسئلة الحاضر والمستقبل ... ماجد عزام



              تبدو الظروف مؤاتية امام قادة فتح وحماس لاحداث الانطلاقة الصحيحة نحو  تطبيق اتفاق المصالحة الذى وقع فى القاهرة  ايار الماضى  عبر التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية من شخصيات او كفاءات مستقلة ومن ثم الانتقال الى  البنود الاكثر تعقيدا والمتعلقة بمعالجة ذيول واثار الاقتتال الاجتماعية والنفسية  واعادة بناء منظمة التحرير كمرجعية  قيادية وطنية عليا تاخذ على عاتقها  ادارة الصراع مع اسرائيل و وضع الاستراتيجيات والسياسات الكفيلة  بالاستفادة من طاقات وامكانات الفلسطينيين فى الداخل والخارج وصولا الى تحقيق الامال الوطنية فى العودة وتقرير المصير .لا يمكن برايى الوصول الى الاهداف والنتائج السابقة دون الاجابة على عدة اسئلة صعبة وحاسمة اولها واهمها ربما  سؤال السلطة وهل ما زالت ضرورة وطنية سياسية اقتصادية اجتماعية وامنية  ام انها تحولت الى ذريعة لتهرب الاحتلال من مسؤولياته وحاجز يحول دون  خوض معركة الاستنزاف معه بكافة اشكالها وابعادها ومستوياتها الميدانية والسياسية والاستراتيجية .السؤال الثانى يتحور حول  المفاوضات وعملية التسوية الميتة سريريا والتى تحتاج الى اعلان سياسى حاسم عن موتها كونها لم ولن تحقق اى نتائج بل على العكس مثلت طوال الوقت عائق امام المصالحة  وامكانية بل ضرورة رسم استراتيجية وطنية بديلة  تجمع ولا تفرق ناهيك عن استغلالها طوال العقدين الماضيين من قبل الاحتلال لتجميل وجهه البشع وتحسين صورته الدولية وحتى لشن الحروب من جهة وفرض مزيد من الوقائع على الارض من جهة اخرى عبر مواصلة الاستيطان والتهويد خاصة فى القدس ومحيطها .السؤال الثالث يتعلق بالمقاومة ليس فقط بناء على  اجابة السؤالين السابقين وانما استنادا الى معطيات اخرى منها التنسيق الامنى فى الضفة الغربية والتهدئة التى باتت علنية فى قطاع غزة لابد من التوافق اولا على خيار المقاومة بكافة اشكاله واساليبه-بما فى ذلك العمل السياسى والديبلوماسى- كخيار  ناجع من اجل استرجاع الحقوق وتحقيق الامال الوطنية كما نصت وثيقة الوفاق الوطنى ومن ثم ترك التفاصيل والاليات للقيادة والمرجعية العليا اى لمنظمة التحرير ولكن بعد بنائها بشكل وطنى ديموقراطى نزيه وشفاف كى تعبر عن المزاج الشعبى وموزاين القوى السياسية والحزبية فى الشارع الفلسطينى ان فى الداخل او فى الشتات .ثمة امر اخير لا يجب نسيانه حيث لا ينبغى التاثر كثيرا او الخوف من التهديدات الاسرائلية الامريكية تجاه المصالحة لا ينبغى تجاهل ذلك نهائيا ولكن على قاعدة ان الامر بايدينا فقدرة الردع اوحتى الهيبة الامريكية  -الاسرائيلية- تتراجع صحيح بشكل بطىء تدريجى ولكن متواصل هذا  ما اتضح جليا من خلال صفقة تبادل الاسرى الاخيرة استحقاق ايلول وعضوية فلسطين الدائمة فى منظمة اليونسكو  وعلى ذلك ينبغى ادارة الصراع كما ينبغى واستغلال التطورات والتحولات  الاقليمية والدولية  الهائلة  لصالحنا-هى كذلك فعلا- والايمان التام  بضعف وعجز امريكا –واسرائيل- عن فرض ارادتها سواء فى فلسطين او فى المنطقة بشكل عام شرط ان نتصرف نحن بطريقة صحيحة و التساوق مع اهواء واجواء  الربيع العربى و وعدم الطلب من الاخرين ان يكونوا فلسطينيين اكثر منا. والفهم بل والايمان التام ان سيرورة نهاية اسرائيل بدات فعلا مع سيرورة زوال انظمة القهر والاستبداد  الاستئثار الفساد والهزيمة التى لم تحسن القتال ولا حتى التفاوض خلال الستين عاما الماضية  .                                                مدير مركز شرق المتوسط للاعلام