خبر : ابكوا بكاء الأحرار : عباس ومشعل ...د. طلال الشريف

الجمعة 18 نوفمبر 2011 05:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
ابكوا بكاء الأحرار : عباس ومشعل ...د. طلال الشريف



عندما يلتقي الكبار في لحظة صحوة الضمير لابد أن يبكوا بكاءً حارا ولو دقيقة على الأقل للتطهر الصريح إذا كانت النوايا الخيرة حقيقيةِ وإلا فلن نصدقكم ولن يصدقكم شعبكم الذي بذل مجبرا العزيز عليه ولديه، البنون والمال والمأوى وراحة البال على مذبح الصراع على السلطة من أجل عيونكم.   لا يريد شعبنا مراسم تضخيم الأناوات، والرايات، نريدها بيضاء إذا كانت قلوبكم بيضاء أدركت في لحظة حساب مع الذات أنها أخطأت في حق شعب وقضية تصعب على الكافر. البسوا الأبيض في عز البرد لتشعروا لحظة بصقيع ما فعلتموه.  بيضوا وجوهكم بلباسكم وحزنكم في مناسبة تهتز فيها ضمائر الصخر والصوان ليرفع الرب عنكم ما أنزلتموه بشعبكم وقضيتكم، بيضوا سرائركم كي يرفع هذا الشعب الصبير أياديه المتعبة تسامحا إن أراد العفو عنكم.  هناك من في القبور والعبور من ينتظر ، هناك من في المنافي والعوافي من ينفطر، هناك من اختل توازنه باختلال توازنكم يحتاج لحظة عودة اتزانكم،  فالعين الفلسطينية القاهرة ذبلت واستحت من فعلكم، والقلب الفلسطيني الكبير قد احتشى خجلا من عصيانكم وظلمكم، كفى هجهجة ومكرا بشعبكم والمكر أولى بكم لعدوكم.  كيف أبدلتم الخلاص بكم إلى الخلاص منكم، فابكوا على حالكم وحال شعبكم في رحلة يريدها تمضي بلا رجعة لعله في لحظة رضا، يرضى بكم، ابكوا لعل الشهيد والوليد ينام هانئا في نومه ولعل الشيخ والشاب يعيد لكم الاعتبار ... ابكوا لعل هذا الشعب المغلوب يطفئ نار الانكسار.  ابكوا بكاء الأحرار إن كنتم كذلك فالحُرُ يبكي مرتين، مرة من قهره، ومرة عند انتصاره على نفسه.