خبر : وجهة نظر .. وعلامات استفهام ؟؟؟ ...بقلم د. ذوالفقار سويرجو

الأحد 13 نوفمبر 2011 10:58 ص / بتوقيت القدس +2GMT
وجهة نظر .. وعلامات استفهام ؟؟؟ ...بقلم د. ذوالفقار سويرجو



استنادا إلى أننا ((كعرب)) لا نزال نخضع تحت إعراب مفعول به وأننا بقينا لسنوات طويلة خارج دائرة الفعل .. وردود أفعالنا يجب أن تمر تحت الرقابة الأمريكية وكل ذلك بسبب الارتباط الوظيفي والمصلحي للقيادات العربية والإسلامية بالدب الأمريكي على حساب المواطن المقهور واستنادا إلى أن كل ما سبق لم يعد مفهوما للمواطن البسيط ولشريحة المثقفين كل هذا الذل والهوان ..واستنادا إلى ثورة الاتصالات وتوفر المعلومة للجميع  بدأت تعلو أصوات كثيرة في المنطقة تطالب بالتغير ورفض كل ما هو موجود وكل ما تم تجريبه في السابق من تيارات قومية ويسارية وليبرالية وبرغماتية وممالك وإمارات  وأصبحت الجماهير تحمل المسؤولية لكل هؤلاء عن تلك الحالة المتردية التي وصلنا إليها وبدأت تطرح سؤالا واضحا هل هناك خيارات قادرة على التغير؟؟وما هي السبل اللازمة لتشكيل قوى منظمة قادرة على قيادة الجماهير ؟ وتحت أي شعارات يمكن تحشيد الجماهير في اتجاه التغير؟ الكرامة؟..الفقر.؟ العدالة الاجتماعية.؟ الدين.؟ورغم ذلك لم يفلح احد في الإجابة على تلك الأسئلة حتى هذه اللحظة بمعنى انه لم تظهر أي قوة منظمة قادرة على الإجابة على تلك الأسئلة ... وهذا بالطبع يدفع الناس في اتجاه القوى القديمة والأكثر تنظيما بعيدا عن برامجها أو خبرتها في العمل العام أو أهدافها الإستراتيجية  واكتفت ببعض الشعارات التي تطالب بالحرية والكرامة والمطالبة بهدم الهياكل الكرتونية القديمة دون الحديث عن كيفية البناء والتقدم ومواكبة متطلبات العصر وهنا ظهرت قوى وأحزاب الإسلام السياسي في المنطقة وكأنها الممر الوحيد نحو كل ما سبق في ظل العجز الغريب الذي أصاب كل النخب في العالم العربي والتي اكتفت بموقف المتفرج ...وعليه ستكون السنوات القادمة حبلى بالعديد من الأحزاب الدينية والتي ستدور في فلك المنظومة العالمية تحت شعار البرغماتية والاعتدال والحداثة وعدم تصادم الحضارات ومغادرة مربع التطرف الديني والفكر الوهابي الذي أنتج العديد من المدارس الفكرية المتعصبة والتي اصطدمت بكثير من المعوقات التي أفشلتها وقادتها نحو الاندحار لصالح الفكر الجديد المتحضر والليبرالي والأكثر قبولا بالعلمانية الأخلاقية وليس المطلقة بالطبع والذي سيقودها نحو السلطة وبمساعدة الأعداء القدامى وهنا يكمن بيت القصيد ...هل سيقبل الغرب الاعتراف والتعامل مع تلك الأحزاب كإفراز طبيعي للمرحلة؟ وان قبل فلماذا ..؟ وأين تكمن مصلحة الغرب بهذا القبول ؟؟  إن العداء الغربي للعرب والمسلمين له عاملين أساسين الأول اقتصادي والثاني حضاري بمعنى أن هناك أطماعا دائمة بمقدرات المنطقة وهذا يستوجب السيطرة عليها وعلى حكوماتها وهذا ينتج عداء  مستمر مع الشعوب .. أما الحضاري فهو يكمن بطبيعة الثقافة الغربية التي تعتبر الآخرين وخاصة العرب والمسلمين خطرا حقيقيا على الثقافة والحضارة الغربية وعليه يجب محاربة أي تأثير لهم قد يحدث تهديدا استراتيجيا على بلادهم وحضارتهم وهذا أيضا يخلق نوعا من العداء الديني والعرقي .. ولكن إذا ما استطاع الغرب أن يجد شريكا جديدا يضمن له مصالحه الاقتصادية في المنطقة ويقبل ببعض المفاهيم التي تحافظ على التوازن الثقافي ما بين الشرق والغرب ويبعد شبح المد الفكري الشرقي على الغرب فمن الممكن القبول بهذا الشريك  خاصة انه لا يتناقض معه بالمفاهيم الاقتصادية الرأسمالية على أنها نظام نهاية الكون ومشيئة ربانية ... على ما تقدم بدأ الغرب بدفع الأمور في اتجاه تعميم التجربة التركية على المنطقة وسنشهد في الفترة القادمة اجتياح لأحزاب الإسلام السياسي لعروش المنطقة حتى عرين الأسد وسندخل في سايكس بيكوا جديد ولكن هذه المرة على أساس ديني وليس جيوسياسي ؟؟ وستقود هذه الوجهة تركيا والتي طالبت الشعب المصري وعلى لسان السيد أرودغان ببناء مجتمعا علمانية قادرا على العيش داخليا وخارجيا والغريب أن تلك الدعوة وجدت آذان صاغية عند البعض وبدأت خطوات عملية في اتجاه ذلك ... وها هي تونس تبدأ وللمرة الثانية في تغير وجه المنطقة فهي من بدا الثورة وهي من يحتويها الآن .. والمرحلة المقبلة هي مصر فالجزائر والمغرب وسوريا واليمن وحتى السعودية ... وفي الطريق إلى ذلك سيتم التصعيد ضد إيران وحزب الله لتحجيم التأثير الشيعي في المنطقة ومحاصرته ... أما الحليف الثالث فقد أصبح أكثر برغماتية  وباعتراف كافة الأعداء والأصدقاء وهو على استعداد بقبول المفاهيم العلمانية وأدواتها في سبيل الحفاظ على السلطة  وعلى استعداد لقبول هدنة طويلة المدى تصل إلى ثلاثين عاما جديدة  مقابل الاعتراف بوجوده وقبوله ضمن النظام الجديد وعدم مطالبته بالاعتراف الصريح بدولة إسرائيل وسيبارك ذلك كل أرباب السلطة في النظام الجديد ... وهنا يظهر السؤال هل سيستطيع الإسلام السياسي أن يقود مرحلة البناء والحفاظ على الحقوق المدنية للأفراد والجماعات والحفاظ على الكرامة الوطنية لشعوب المنطقة وهو لا يمتلك أدنى خبرة في ذلك أم انه سيعيد كتابة التاريخ من جديد وندخل في مرحلة جديدة من التبعية والعبودية للدولار الأمريكي والبسطار الصهيوني... وتشابك المصالح وتبادل المعلومات الاستخباراتية بالطبع للحفاظ على المصالح المشتركة على غرار التجربة التركية ... وصراحة أنا لست متفائلا  إلا إذا غادرنا مربع المفعول به إلى مربع الفاعل وهذا يستوجب عدم القبول بكل المشاريع الغربية المزيفة والتي لا تهدف إلا لاستعبادنا ... وخلاص البشرية لا يكمن إلا بالقضاء على النظام الرأسمالي فكرة وبنية وغير ذلك سيبقى باب الصراع مفتوحا على مصراعيه ولن يرحم التاريخ أي متآمر أو متخاذل و متعاون  وعاش الوطن من النهر إلى البحر وعاشت العروبة رمزا للتقدم والكبرياء وعاشت إرادة الفقراء حتى تحقيق العدالة الحقيقية  ونعم لإرادة العرب الحرة في بناء المجتمع العربي الحر والمتقدم ..