خبر : لقاء عباس – مشعل.. هل سيحقّق "الاختراق"؟! .. بقلم: عبد الناصر النجار

السبت 12 نوفمبر 2011 06:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
لقاء عباس – مشعل.. هل سيحقّق "الاختراق"؟! .. بقلم: عبد الناصر النجار



إذا صَدَقَت الوعود، أو التصريحات، فإنّ لقاء الرئيس "أبو مازن" مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، سيكون في القاهرة قبل نهاية الشهر الجاري، ويتم البحث خلاله في بنود اتفاق المصالحة، التي لم تجد لها تعبيراً على أرض الواقع، وظلّت بمثابة حبرٍ على ورق!! تصفّح مواقع حركة حماس ووسائل إعلامها وبعض التصريحات التي تصدر عن قادتها، يؤكّد البرود التام حول هذا اللقاء، وكأنه تحصيل حاصل، ليس إلاّ..!! ولكن، ما هو السبب الحقيقي وراء عدم اهتمام "حماس" في قطاع غزة بهذا اللقاء؟ ومواصلتها سياسة الأمر الواقع، التي ستكون العقبة الرئيسة أمام تنفيذ فعلي لبنود المصالحة؟!! "حماس" ترى في المتغيرات العربية نصراً لها، وبالتالي تعتقد أن التحولات السياسية، ابتداءً من تونس، وليس انتهاءً بمصر أو ليبيا أو حتى سورية، تصبّ في مصلحة الحركة على المدى المتوسط والبعيد.. وبالتالي، يمكن تحمّل فترة إضافية من الحصار الإسرائيلي، الذي لم يعد ذا قيمة كبيرة، خاصة أن حركة المرور إلى مصر والخارج أصبحت شبه ميسّرة.. وتدفّق البضائع أصبح أكثر من المطلوب، سواء عن طريق المعابر أو الأنفاق أو ما يُقدَّم من مساعدات عربية وأجنبية، وبحسب مصادر مسؤولة في الحركة، فإن الحصار سيكون من الماضي بعد إجراء الانتخابات المصرية وفوز حركة الإخوان المسلمين فيها.. كما أن الحركة تنظر إلى التغيرات العربية من منظور أنها تساهم في خلق امتداد جغرافي متماسك لحركة الإخوان المسلمين، على شكل سلسلة تسير باتجاهين؛ اتجاه وطني داخلي، بمعنى خصوصية كل دولة من الدول التي طالها "الربيع العربي".. ونقصد بذلك تونس، ليبيا، مصر، سورية لاحقاً، أو التغيرات التي ستحدث في دول أخرى، كالتوقعات بفوز الإسلاميين في المغرب، ومهادنة الأردن لحركة الإخوان هناك، بل المحاولة لجرّ الحركة لأن تكون جزءاً من السلطة التنفيذية، على الرغم من رفض الأخيرة الانضمام إلى الحكومة الجديدة.. فإن تأثير الإخوان بات واضحاً في الأردن.. وفي الاتجاه الإقليمي (الإسلامي)، فإن إستراتيجية الحركة واحدة وثابتة، ولم تتغير منذ إنشاء الحركة. وعندما يطرح قادة ومسؤولون في "حماس"، وجهة نظرهم، على الشاكلة السابقة، فإنهم، بالتأكيد، لم يعودوا ينظرون إلى المصالحة، كأمرٍ مستعجل، وأن عدم تحقيقها ستكون له آثار سلبية على النظام السياسي القائم في القطاع، بل على العكس، على اعتبار أنهم يملكون قوة داخلية وخارجية. السبب الآخر، أن "حماس" تنظر إلى السلطة من عين أنها تمرّ الآن في أزمة، خاصة في ظل مجموعة من التصريحات الصادرة في الضفة الغربية، والتي يتم تأويلها على أساس أن السلطة قد وصلت إلى نهايتها، وأن حلّها أصبح أمراً قريباً، إضافة إلى انهيار المسار السياسي!. بمعنى آخر؛ "حماس" ترى أن السلطة في حالة ضعف ووهن، والبديل لن يكون سوى "حماس".. وربما من خلال تفاهمات غير مباشرة مع إسرائيل، أو من خلال واشنطن.. وسيكون العرّاب لذلك قيادات إخوانية في "الإقليم العربي"!!! أمام هذا الواقع، فإن حركة المصالحة تبدو أكثر ضبابية حتى مما كانت عليه قبل سنتين أو أكثر، وأن القضايا العالقة ليست هي العقبة بمقدار التحولات السريعة في المنطقة، والتي تخلق واقعاً مغايراً لما كانت عليه الأوضاع سابقاً!. ولذلك، فإن لقاء الرئيس مع مشعل سيبدو لقاءً بروتوكولياً، ما لم تكن هناك رغبة حقيقية عند "حماس" في بناء وحدة وشراكة أساسية، قائمة على أساس فلسطين أولاً.. دون ذلك، ستراوح المصالحة في المكان نفسه!. abnajjarbzu@gmail.com