خبر : "نتنياهو" سيهاجم ...خالد معالي

الجمعة 04 نوفمبر 2011 04:31 م / بتوقيت القدس +2GMT
"نتنياهو" سيهاجم ...خالد معالي



"نتنياهو" الذي اتخذ قرارا صعبا ومؤلما بصفقة التبادل- بحسب وصف الكتاب والمحللين في دولة الاحتلال- قادر على مواصلة اتخاذ قرارات أخرى أكثر صعوبة وسخونة، وقد تكون متهورة وغير محسوبة العواقب تغير وجه المنطقة. بعد صفقة التبادل؛ أخذ "نتنياهو" يدق طبول الحرب من جديد في كل الاتجاهات، وهذا ليس بالأمر العجيب أو الغريب؛ كون بنية دولة الاحتلال ومنذ نشأتها، لا تقوم أصلا إلا على الحروب - كأكسجين لها-  كي تواصل الحياة كجسم غريب في المنطقة. قديما قالت العرب أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم؛ وهذا ما يعمل به قادة الاحتلال، ومن بينهم "نتنياهو"، وللأسف هذا ما تركه العرب والمسلمون، وباتوا متلقين للحدث، وليسوا صانعين ومبادرين له. تهديدات "نتنياهو" بضرب غزة، وايران وحزب الله؛ هي تهديدات جدية وحقيقية، وليس من قبيل اللعب بالأعصاب، وحرب نفسية للخصم. "نتنياهو" يملك القدرة على شن الحرب في أية ساعة يريدها، لامتلاكه أدواتها؛ لكن يبقى السؤال الأهم، وهو ما يؤرق قادة دولة الاحتلال: ماذا بعد العدوان، وإشعال المنطقة؟ صحيح أن القوي يفرض إرادته وأجندته على الطرف الضعيف والخاسر، حتى وان كان لا يتمتع بأية أخلاق، ولو لفترة زمنية معينة؛ بالمقابل وان كان "نتنياهو" قوي بطيرانه وقنابله؛ إلا انه ضعيف في جبهته الداخلية؛ كون أفراد دولته لقطاء من كل دول العالم، ولا يطيقون ولو خسارة جزئية للحرب القادمة. ستتساقط الصواريخ بالجملة على مركز دولة الاحتلال، وستتعرض مدنه للخراب والدمار، مع معرفتنا ويقيننا أن الدمار سيكون مضاعفا للمدن التي سيهاجمها "نتنياهو"، وللحرب ضحاياها وآلامها. مشكلة القوي دائما؛ انه يعتقد ويتصور أن قوته غير محدودة ومتواصلة، ويكون غافلا عن تطور قدرات، من كان يتصور انه ضعيف واقل منه شأنا؛ وهنا تكمن مفاجأة الحرب القادمة؛ حيث أن الكل يعلم قدرات دولة الاحتلال؛ ولكن لا احد يعلم القدرات الحقيقة للجهات الأخرى وما تملكه من مفاجآت. من السابق لأوانه توقع ومعرفة نتائج الحرب القادمة. بات من المؤكد أن الزمن لا يعمل لصالح دولة الاحتلال؛ وان لم يشن "نتنياهو" حربا - باتت قاب قوسين أو أدنى-  فان دولته ستواصل الانحسار وبشكل متسارع؛ وهو ما يعني نهاية دولته دون حرب، على شاكلة نهاية وتفكك الاتحاد السوفيتي دون حرب؟ النفس البشرية تواقة لعيش بسلام، ولا احد يريد الحرب والقتال؛ ولكن مع وجود دولة الاحتلال في قلب العالم العربي والإسلامي؛ فانه بات لزاما عليها الدفاع عن نفسها أمام الجسم الذي لم يتقبلها كونها دخيلة عليه بقوة السلاح وليسن أصيلة؛ من هنا تم قلب للحقائق بتسمية جيش الاحتلال بجيش الدفاع؛ مع انه طوال الصراع في المنطقة كان هو المهاجم والمبادر في شن وإشعال الحروب، فهذا الجيش يريد أن يدافع عن جريمته وسرقته لفلسطين؛ ولا يكون ذلك إلا بالقوة القاهرة والظالمة. كل  من يظن أن "نتنياهو" يمكن أن يعيش في المنطقة بهدوء وسلام فهو مخطئ. "نتنياهو" يعرف ويدرك سر بقاء دولة الاحتلال في المنطقة؛ بأنه ليس في العيش بسلام؛ كونه يدرك أن دولته ستذوب في محيط هادر من العرب والمسلمين؛ وهو ما قد يفسر سر فشل المفاوضات طيلة 18 عاما؛ حيث تنازل الجانب الفلسطيني في ظل اختلال موازين القوى، دون تجاوب يذكر من قبل دولة الاحتلال. احتمالات خسارة "نتنياهو" الحرب القادمة، هي أكثر من احتمالات فوزه بها؛ لأمور تتعلق بالتحولات والتغييرات الجدلية وسنن الحياة. المنطقة تمر في حالة مخاض عسير، من تطورات، وثورات عربية، ستتوج بحرب من "نتنياهو"، تودي بدولته إلى مهاوي الردى، وقد تطيح بدولته، غير مأسوف عليها.