خبر : كنــــــــعان ...صامد ابراهيم

الجمعة 04 نوفمبر 2011 04:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
كنــــــــعان ...صامد ابراهيم



كنــــــــعانكنعان رجلٌ غلبانْ ... يَقطُنُ في غَزًّة ... فِي قَلبِ العزِّة....... يَقْطُنُ في الشَّارعِ الثالِثِ مِن حيِّ الشِّيخِ رضوان. كنعان رجلٌ مُتفَانْ ... يسكُنُ في نُزُلٍ شَعبيٍّ ... تَمْلؤُهُ الهمَّةُ .. تملؤُهُ البَسمَةُ .. يَملأُ أركَانَ البيتِ شموخٌ رَغمَ الحِرمَان...كنعان فِي حُبِّ الوَطنِ وَلهَانْ ...يَحمِلُ في قَلبِهِ أحزاناً.... يحْملُ في صَدرهِ أَمشَاجَاً.... يَحملُ في جَوفِهِ أَشواقاً لثَرَى وَطَنٍ مُزِّقَ إِرَبَاً من رَفحَ حتَّى بِيسَان...كنعان رَجلٌ إنسَانْ... يَقطُنُ مَعَهُ في النُّزُلِ أَبُوهُ وأمُّه... ولهُ ابنةٌ صَبيةُ ..من زوجتِهِ عليَّة... وَكَذا مَعَهُ أَخُوهُ العَازبُ شَعبان...هذا الكَنعَان..... لا يَحمِلُ فِي جَوفِه حِقْداً.... لا يَعرِفُ للوَطَنِ نِدّاً...يَفِيضُ قَلبُهُ وُدّاً ... لا يَعرفُ مَعنَى الحِزبِيةِيُدرِكُ بِكلِّ جَوانِحِهِ بِأنَّ الأَوطَانَ لها حَقٌّ ..لهَا عَبَقٌ .. لَهَا شَدَقٌ.......وَأَنَّ الأفكَارَ لو اختلَفتْ لا تُفسدُ للوُدِّ قَضيةٌ كنعان يعملُ في حقلِ التعليمِ .. يُتقنُ فنَّ التَرميمِ .... ينقشُ في ذهنِ الطلبةِ... أنَّ الغَلبةَ لمنْ سَارَ على دربَ نبيِّه وَيخُطُّ على السُبورةِ مُبتسِماً يومياً ... حِكمتَهُ اليوميةُ..... عاشتْ فلسطينُ أرضُ الأجدادِ رغمَ الأحقادِ حرةًّ أبيةًفهذي فلسطينُ هِي أمِّي .. هي أبي ..  هي لي أبقى .. هي لي أرقى ..  هي لي أنقى ......  من عفنِ الحزبيةِ وَيهتفُ في القدسِ تَباعًا أَنْ عَلِّميهمْ يَا قدسُ الحَميةَ........عَلميهمْ أنَّ للأقصَى رجالاً قدَّموا الأرواحَ للقدسِ هديةًواصرخي فيهم أفيقوا يا سكارى لن يعيدَ القدسَ سلمٌ أو تحيةٌ.....واقراوا كتبَ التاريخِ يوماً..  اقراوا عُمَرَاً ..اقراوا عَمْرَاً..اقراوا صلاح الدينً  واقراوا  تاريخَ القدسِ  مُذ خَلقِ البريَّةِ....واعلموا أنَّ القدسَ لن ترجعَ يوماً بخطابٍ أو عِتابٍ لن ترجعَ القدسُ إلا بالبُندقيةِ... هذا الكنعانُ.. زرَعَ في الطلبةِ زرعاً ....فحصدَ الحبَّ... حبَّ الوطنِ ....وطنُ الكلِّ..... حَصدَ العفَّةَ والإيمانَفغَدَا عُصفوراً يشْدو لَحناً..... يعزفُ نَغَمَاً .. نَغَمَ وطنٍ ....... وطنٌ يعشقُه الخِلانِ..وفي يومٍ أُوقِظَ  كنعانَ على صوتٍ..... صوتُ عليّةٍ..... تصرخُ  في أرجاءَ المنزلِ .... تصرخُ من وقعِ الأحزانِكنعانْ كنعانْ اصح .. اصح يا كنعان ...حدثَ ما لم يكنْ في الحسبانِ..... سَقطَ تمثالُ الحريَّةِ.... مَا كُنتَ تعشَقُه ..  وَطناً أَضْحَى في ليلةٍ وَطنَانِ...افعلْ شيئَاً يا كنعانُ... قمْ فَرداً.. ضعْ حدَّا.. قلْ شعراً... قلْ نثراً.... سَلْ سيفاً ....قمْ واصرخْ في بني الإنسانِما هذا ؟.. ولماذا؟... يذبح وطني .....أمِّي وأَبي ؟ ..يُقتلُ حُبِّي .... يُسلبُ لُبِّي .... يُقسُمُ قَلبِي إلى شطرانِليتَها ما ولدتْني أمِّي ... ليتني أَحلُمُ... ليتَني أهذي .. ليت الذي كَان مَا كان....كنعان رجل صنديد.....يَخرجُ كنعانُ... يَحملُ في يَدهِ عَلماً.... عَلمُ فلسطين....  ويحملُ في الأُخرى قُرآنيتْلُوا مَا تيَّسرَ من الأحقَافِ... والأحزابِ... يُعلِّمُهم مَعنَى الإحسانِ....كنعان .. كنعان ما عادَ لفلسطينَ علم.....ٌ فلِكلِّ فصيلٍ منهم علمٌ...... يهوَاهُ ذويه..... يَعشقُه بَنِيهِ ..لا تُرهقْ نَفسَكَ يا كنعان...ذَهبتْ غزةُ....بسَلاسةٍ وخِفِّةٍ..... و بنفس اللهفه  تَلتْها الضَّفةُ....كنعان لاتفعل شيا  أَقبِلْ هيَّا .. تَعالْ إليّ .. ندعو سوياًّ رب الاكوانكنعان رجل عنيد يَخرجُ مُمْتشِقَ الهَامَةِ... يصرخُ فيهم.. يُوقظ فيهم حِسَّ الوَطنيةِ.... يَدفَعُ زَيداً.. يُمسِكُ صَخراً ..يَمنعُ غيثاً... يَنهرُ يَزجُرُ بكلِّ تفانٍ..كنعان .. كنعان هناكَ شهيدٌ ..هناكَ جَريحٌ يَنزفُ دماً.... كُتِبَ بالدَّمِ القَاني: ما ذَنبِي أنَّي.. افلسطيني  لاني؟ ...أعشقُ أرضِي.... أعشقُ شعبِي.... أحملُ كفَنِي... أصنعُ من حبِّ الوطنِ فنون...هل تعرفُ من هذا المغدورُ يا كنعان..  هذا المغدور أخوكَ ابنُ أبيكَ .. هذا المغدورُ شعبانصرخَ الوطنيُّ الثائرُ كنعانُ..... لا نامتْ عينُ الجبناءِ.... لا نامَ أبو صخرٍ وأبولهب.. ولا نامتْ رموزُ الطُّغيانِكنعان ماذا دهاكَ .. أُقَبِّلُ يَداكَ اِبقَ صامت.. لا تُلاوِتْ .. وبصوتٍ خافت قفْ وقلْ لِي ...منِ المقصودُ بمنْ قلتَ الآن.من باعَ ثَرى وَطنِه عَبثاً ... من لم يُلقي بَالاً لأنَّاتِ جَريحٍ .. آهاتِ ذبيحٍ .. صرخاتُ الجوعى آهاتُ اللَّوعى .. منِ استمرأَ الضَّحكَ على الأذقَانِكنعان... ماذا فَعلتَ يا كنعان...سقطَ اللثامُ ...قُطِعَ الراتبُ من رامَ الله.. ما كان عليك هجاؤُهم بهذي الغلةسأهجُوهم..  و سأبقى أهجوهم طالما أنهم باعوا  الوطنَ.... و قبضُوا الثَّمنَ..و عبَدوا العِهنَ .وتآخوا مع بني صهيونفغَدَو للتاريخِ مَطيَّةً....  فهل آخى يومًا ثعلبٌ سحلية.....وهل صَاحبَ قاتلٌ يوماً ضحيةً ... و هل أضحى للعهرِ فُنونٌلا تُقاومْ قُمْ و فَاوضْ .. لا تجاهدْ....هتَكُوا عَرضي قمْ و فاوضْ.... قَتلوا بنتِي قمْ و فاوضْ..حرقوا الأقصى هدموا القدسَ...ام م م م م!! ....إذاً لا تفاوضْ .... اجلسْ أنتَ و نحنُ عنكَ سنُفاوضْكنعان ماذا ستفعلْ يا كنعانُ قُطعَ الرَّاتبُ و قُتلَ أخوكَ شعبانُ العازبُسأذهبُ لأرى حراسَ القَضيةِ ... حَمَلةَ البُندقيةِ... ذَوي النَّفسَ الأبيةِ.. حَفظةَ كِتابَ اللهِ.. حَفظةَ الأربعينَ النُّوويةكنعان ما بالكَ يا كنعان  ما بالك الآن....الهي .. ما هذا الذي أرى.. مواكبُ  تِلوَ المواكبِ.... مواكبُ مَنْ يا كَنعان؟ ..موكبُ نهرٍ مَوكبُ بَحرٍ ... مَواكبُ عُبَّادِ الرَّحمنِ... اِنصِتْ اِنصِتْ علَّهُ يَتْلُو في موكِبِه مَا تيسَّرَ من آلِ عِمراناسألْ عنهُ... ادنُو منهُ ... تعالَ عَليهِ... اشكوا إليهِ ضِيقَ الحالِ....لا تبكي يا أخي فالأمرُ يحتاجُ إلى طولِ البالِأهلي جوعى يا إخوان ... قُطعَ الراتبُ من شهرانِ... أنا في مِحنةٍ.. أنا في لوعةٍ و أنا من ضيقِ العيشِ أُعانِمن أنتَ ؟... أنا كنعانهلْ بايعتَ أحداً يا كنعان؟.هلْ بايعتَ سعيداً ..بايعتَ وليداً....بايعتَ الحركةَ ... في الحركةِ بركةٌ.....هلْ قدَّمتَ الطاعةَ كالعمياننعم بايعتُ المولَى بيعتَهُ أَولَى... على حبِّ الوطنِ... ووَأْدِ الفِتَنِ.. وعلى نبذِ الظلمِ و الطُغيانِلا يكفي هذا يا كنعانيا إخوة ..بسببِ مواكِبكِم هذه .فُرضَ علينا حِصارٌ جَائرٌ... نحنُ نجوعُ وأنتم شَبعَى... نحنُ نموتُ نحنُ صرعَى ....نحنُ نئنُّ نحن نَهِيمُ نحنُ نعيشُ في ليلٍ بهيمٍ..وأنتم ... أنتم لا تعترفونَ بالغَيرِ ...لنا الظَعِينةُ و لكم الخير..  شعبي في أمرِكم حائِرٌ....لا مَاءَ لنا ولا كهرباءَ ..استشْرى في جسدِنا الوباءُ...و أنتم في رَغْدَاءِ العيشِ تصولوا .. سلْ نماءَ و سلْ أصداءَاذهبْ من هنا يا كنعان .. واحفظْ لنا أركانَ البيعةِ.... وابعدْ عن دربِ الشيطانِ..... ومن ثمَّ تعال وخذْ لكَ دُفعةً كنعان هل سمعتَ هذا يا كنعان عُدْ للبيتِ يا كنعان..... الزمْ بيتَك يا كنعان..... فهذه هي أشراطُ الفتْنةِ.... وادعوا اللهَ بكلِّ إيمان.... أن يذهبَ عنَّا هذه الغمَّة يرجعُ كنعانُ المهمومٌ يعاني من أعراضِ الحُمَّةِ .. يَهذِي من قلبٍ مكلومٍ .. يبكي على أحوالِ الأمةِ نامْ .... نامِ الآن يا كنعان.... ولا تُلقي لمَا حَدثَ بالاً... فسوفَ يَكفَلُكَ الديَّانُ... واعلمْ أنَّ الحربَ سِجالاٌ.... ومنْ لم يتعلمْ من التاريخِ درساً يَعِشْ مذموماً في ذلٍّ وهوانٍ كنعان.... كنعان... ماذا دهاكَ يا كنعان .. اصح الآن يا كنعان.. كنعان اصح .. ماذا دهاكَ مالي أراكَ لا تحرِّكْ فَاكَ اصحَ افتحْ عينَكَ أبي وأمي فِداكَ.... أقبِّلُ يدكَ أُقبِّلُ قَدمَك لا تتْرُكْنِي وحيداً ُ  فأنتَ حبِّي و انا حبك أنتَ قلبي وانا قلبك.. أنا وطنُك انا عقلك ما حَفظتُكَ , لاتتركني للظُّلًّام.....كنعان لا تمتْ .. متَّ قَهراً يا كنعان... قتلوك  في بضع ثوان..قتلوا الاحمر قتلوا الاسود قتلوا الاخضر..قتلوا العلم ..علم فلسطين ..قتلوك... الله اكبر.... قتلوك بكل اتقان...وفي الآن بلغَ الخبرُ عليَّة... فخرجتْ وفي قلبها بركانٌ هائجٌ.... تهتفُ عن غيرِ صوابٍ بملءِ فِيهَا.. أنا عليَّة فاسمعوها مني مدويةً  تبًّا تبًّا للحزبية ..  وخلفها ألفُ فلسطينيٍّ ثائر ..  يردد: عاشتْ فلسطينُ حرةٌ أبيةٌ تبّاً تبّاً للحزبيةِ تبّاً تبّاً للحزبيةفلنقف كلنا لحظة غضب على  علي روح كنعان هذا المسكين  و على روح المستقلين.... ساقرا الفاتحة وقولوا من بعدي امين....وااااااااااااه يا وطن