لم تتوان رأس الاستكبار العالمي وراعية الإرهاب المنظم في العالم "الولايات المتحدة الأمريكية" يوماً عن نصرة دولة الاحتلال الحربي الإسرائيلي وتسخير إمكاناتها له لتنفيذ سياسته القائمة على الاحتلال والحرب والعدوان والقتل والدمار، بل هي الحامية للمشروع الإسرائيلي في المنطقة بما يضمن سعي الأخيرة للسيطرة على الإقليم. الولايات المتحدة هي من وقفت دائماً إلى جانب المحتل وحالت دون اتخاذ العديد من القرارات في مجلس الأمن لإدانة جرائمه بحق الفلسطينيين بشكل خاص "شعباً وأرضاً". والولايات المتحدة هي من تدعم إسرائيل بضربها الحائط كل القرارات الدولية المساندة للحقوق الفلسطينية، وهي من تقف حجر عثرة أمام انضمام فلسطين لعضوية الأمم المتحدة لنيل العضوية الكاملة بما يحمله ذلك من قدرة أكبر على طريق إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني، بل إنها وبجانبها إسرائيل بذلتا ما بوسعهما للحيلولة دون حصول فلسطين على عضوية اليونسكو، إلا أن جهودهما باءت بالفشل بحصول فلسطين على تلك العضوية. إن التغاضي عن ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية التي تقف حجر عثرة أمام إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير الذي كفله القانون الدولي- "لجميع الشعوب حق في تقرير مصيرها بنفسها، وهي بمقتضى هذا الحق حرة في تقرير مركزها السياسي وحرة في السعي لتحقيق نمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي" - يحتاج إلى وقفة جادة من أصحاب الضمائر الحية في هذا العالم، مخصوصين بالذكر الامتداد الطبيعي للفلسطينيين وهم العرب والمسلمين، مغتنمين في ذلك ثورات الشعوب العربية المقهورة والمظلومة التي أطاحت بعروش الطغاة في دولهم، آملين الاستمرارية بدك عروش من تبقى من هؤلاء الطغاة. فالاختيار الحر للشعوب العربية من المفترض أن يفرز قيادات ترسخ جهودها لخدمة مطالب شعوبها بما يعزز من مكانة القضية الفلسطينية، لتنتقل من ضمير ووجدان الشعوب إلى دعم الحكام لها.عليه فإن أي قيادة عربية جديدة لا تضع القضية الفلسطينية ضمن أولوياتها مسخرة جهودها لنصرتها، لن ترضي طموحات شعوبها التي كان من ضمن أسباب ثوراتها تنكر تلك القيادات لحقوق الشعب الفلسطيني وتركه وحده في الميدان يدافع عن شرف الأمتين العربية والإسلامية في وجه قوى الظلام والإرهاب إسرائيل وراعيها الأول الولايات المتحدة الأمريكية. أيها العالم الحر، من تدعُون إلى إرساء الديمقراطية وقيم العدالة وسيادة القانون وحماية الإنسانية من براثن الإرهاب. ندعوكم إلى أن تبرهنوا صدق دعواكم، وقد علمتم حقاً أن ممارسات إسرائيل الإجرامية هي محور أساسي في الإرهاب العالمي وأن رعاية الولايات المتحدة لسياستها هي راعية للإرهاب. إذاً فهي دعوة للوقوف جدياً في وجه الغطرسة الأمريكية-الإسرائيلية ليصبح العالم أكثر أمناً، فلا زالت الولايات المتحدة الأمريكية ترعى سياسة دولة الاحتلال الإسرائيلي الإجرامية بحق المدنين الغزيين، وذلك عبر رعايتها للحصار المفروض على قطاع غزة الذي له آثار كارثية على مجمل حقوق الإنسان بما يتنافي مع الحد الأدنى للمعايير الدولية لحقوق الإنسان ويرتقي إلى جرائم حرب تتطلب محاكمة قادة دولة الاحتلال أمام القضاء الدولي.فلتتكاثف جهود الإنسانية جمعاء وكل من يؤمن بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، للانتصار لحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره. كما آن الأوان أن توضع الولايات المتحدة وإسرائيل في خانة واحدة ضمن الدول الأكثر إرهاباً "رعاية وممارسة"، وكفى لهما أن يقفا حجر عثرة أمام تطبيق العدالة الدولية وإحقاق حقوق الشعوب المقهورة وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني. وكلنا أملاً أن يكون وقوف دول العالم إلى جانب الشعب الفلسطيني بالحصول على عضوية اليونسكو خطوة تتبعها خطوات أخرى في مسار نيل الفلسطينيين لكامل حقوقهم المشروعة.