ردت اسرائيل بطريقتها الخاصة على بيان اللجنة الرباعية نهاية ايلول الماضى الذى دعا لاستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ضمن سقف زمنى محدد-حتى نهاية العام القادم 2012-دون تحديد المرجعيات بشكل دقيق وحاسم والاكتفاء بالاشارة بشكل عام وفضفاض الى حزمة من الخطط والخطب والبيانات الدولية والامريكية الخاصة بعملية التسوية والية التوصل الى اتفاق نهائى للسلام فى فلسطين وعلى هذا الاساس وافقت ايضا على عقد لقاء مع الجانب الفلسطينى نهاية تشرين اول الحالى وتحت سقف الرباعية لمناقشة الية او كيفية العودة المفاوضات المجمدة منذ عام تقريبا .نعم ولكن هذا هذا العنوان الانسب للرد او الموافقة الاسرائلية الملغومة على البيان المذكور وعموما لفهم اوسع واشمل لخلفيات واهداف المناورة الاسرائلية المكشوفة يمكن عرض النقاط الاساسية التالية:-فهمت اسرائيل البيان على انه دعوة للتفاوض دون شروط مسبقة ما يتلاءم مع موقفها المعلن وهى لا ترفض بشكل كلى المرجعيات الى تمت الاشارة اليها مثل خارطة الطريق وخطاب باراك اوباما-19 ايار مايو وبيان الرباعية نفسها نهاية العام الماضى ولكن تملك فهمها او تفسيرها الخاص لتلك المرجعيات وتعتبر كما اعلن نتن ياهو صراحة ان طاولة المفاوضات هى المكان الملائم كى يعرض كل طرف وجهة نظره من اجل التوصل الى فهم موحد او مشترك لها ووالهدف واضح وجلى هنا جر الفلسطيين الى طاولة التفاوض دون شروط او مرجعيات قاطعة لكسب الزمن وفرض الوقائع على الارض فى الضفة الغربية بشكل عام وفى القدس ومحيطها بشكل خاص ما يفرغ اى مفاوضات من جدواها ومحتواها مع اظهار اسرائيل بمظهر الساعى الى السلام ونزع صفة الرافض او المعرقل عنها .-لم تتوقف حكومة نتن ياهو –او عصابة الثمانية وفق تعبير جورج ميتشل الشهير- كثيرا امام الجدول الزمنى الذى تضمنه البيان وهى هنا تصرفت وفق طريقتها المعتادة التى تعتبر نهاية العام القادم موعدا مستهدفا وليس نهائيا من اجل التوصل الى اتفاق كما انها ما زالت وفية لمنهج او مصطلح رابين الشهير لا مواعيد مقدسة ومن لا يعجبه فليتصبب عرقا كما لمنهج شامير الشهير عن التفاوض مع الفلسطينيين لمائة عام واعتقد ان هذا كان الهدف لمعظم الحكومات الاسرائلية خلال العقدين الماضيين اغراق السلطة فى مفاوضات لا تنتهى دون نتائج جدية وملموسة .-لم تكتف حكومة نتن ياهو او عصابة الثمانية-المجلس الوزارى الثمانى- بالتحفظات السابقة وانما عرضت تحفظات اخرى اكفيلة بنسف المفاوضات من اساسها وذلك عبر اعتماد تكتيك يتضمن التركيز على ملفات وقضايا اجرائية وتمهيدية وايضا دون سقف زمنى محدد حيث يرفض نتن ياهو مناقشة ملفى الامن والحدود بمعزل عن الملفات الاخرى مثل يهودية الدولة وحق عودة اللاجئين وغلق الصراع بشكل نهائى ويصر فى المقابل على ان تتم المفاوضات على كافة الملفات بشكل متزامن ما يعنى نسف بيان الرباعية من اساسه وتحويل العملية برمتها او اعادتها بالاحرى الى ما كانت عليه طوال العقدين الماضين ماراثون مفتوح دون افق اونهاية واضحة المعالم .- ثمة هدف اخر وقف خلف الموافقة الملغومة على بيان الرباعية ويتمثل بقطع الطريق على استحقاق ايلول وتزوير او تشويه الواقع عبر تصوير اسرائيل بمظهر المستعد للعودة للمفاوضات والمنفتح على فكرة التوصل الى اتفاق سلام بينما ياتى الرفض من قبل السلطة الذاهبة الى الخطوات الاحادية تهربا من المفاوضات وتعقيداتها واستحقاقاتها . - االمعطيات او الحقائق السالفة تعبر فهم راسخ لدى نتن ياهو وحكومته باستحالة استئناف المفاوضات فى المدى المنظور وان الامر قد لا يتحقق قبل الانتخابات الامريكية القادمة وثمة قناعة اخرى تتضمن ضرورة المراوحة فى المكان وعدم تقديم اى" تنازلات" الى حين اتضاح مالات وافاق الربيع العربى وميدان التحرير المتنقل من دولة الى اخرى علما ان ثمة قناعة اخرى مستترة ذا طابع استراتيجى يتم التعبير عنها فى الجلسات المغلقة واحيانا بشكل ضمنى عبر التصريحات والمواقف العنلنية ترى ان هذا نزاع غير قابل للحل لا الان ولا فى المستقبل ايضا وما يجب عمله هو ادارته فقط باقل الخسائر الممكنة للدولة العبرية. مدير مركز شرق المتوسط للاعلام