خبر : أيها الليبيون: إنتبهوا.. تلكمُ حقيقة علاقة القذافي بقوى النيتو.. فليبدأ التحرير الآن ..أ . د . علي الهيل

الجمعة 28 أكتوبر 2011 12:00 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أيها الليبيون: إنتبهوا.. تلكمُ حقيقة علاقة القذافي بقوى النيتو.. فليبدأ التحرير الآن ..أ . د . علي الهيل



لَوْ..لَوْ..أنَّ مسؤولاً أمريكيا أو أوروبيا واحداً بارك ـ مثلاً - إنجاز المقاومة اللبنانية المتمثل خاصةً في تحرير معتقلي سجن ’الخيام’ عام 2000 في إطار تحرير الجنوب اللبناني (دعك َ عن زيارة الجنوب) وعاتب على الأقل (ولا نقول انتقد أو هاجم إسرائيل) على جرائمها ضد الإنسانية البربرية الهمجية والمتوحشة وغير المسبوقة (حتى بمعايير سجن ’أبو غريب’ ذائع الصيت وفظائع الأمريكيين) أساليب تعذيبها في حق معتقلي سجن ’الخيام’.. ولَوْ..و لَوْ.. أن مسؤولاً أمريكيا أو أوروبيا واحداً ـ مثلاً - (لا نقول زار غزة متعاطفا أو متضامنا فهذا كان وسيظل ’كعشم إبليس في الجنة’) فقط لامَ اسرائيل (مجرد لوم) على مذابحها ومحارقها (هولوكوستاتها) في حق فلسطينيي غزة وأطفالها ونسائها وشيوخها ومدارسها وبنيتها التحتية وشعبها الأعزل إلا من كرامته باستعمال قنابل الفوسفور الأبيض المحرّمة في القانون الدولي وأعتى الأسلحة التدميرية الأخرى باستعمال الطائرات الأمريكية الأحدث في الحرب الصهيونية اليهودية ’الإسرائيلية’ نهاية 2008 وبداية 2009 والمدعومة أمريكيا وأوروبيا في المطلق ككل مذابح وجرائم الدولة العبرية المدللة من قِبَلِ الغرب والتي هي دائما وأبدا فوق القانون الدولي منذ 1948 وما قَبْلَها .. لَوْ..لَوْ.. ولَوْ.. أن ذلك كله حدث أو حدث ما هو أدنى منه (والأمثلة على دعم وتفهم وتعاطف الغرب قاطبة مع العدو الصهيوني ضد العرب كافةً والمسلمين جميعاً ومن يساندهم من شعوب الأرض الحرة والمتحررة وحكوماتها أمثلة لا تُعَدُّ ولا تُحصى) لَوقفنا احتراما ـ مثلاً - للسيدة (هيلاري كلينتون) وزيرة الخارجية الأمريكية وقبَّلناها فوق جبينها وهي تزور ليبيا عشية مقتل (القذافي) غير المأسوف عليه وتشد من أزر الثوار وتبارك خطوات (المجلس الإنتقالي) الذي ينتوي ـ نظريا ـ بناء ليبيا الغد وأعطت - كما بدا للكثيرين - الضوء الأخضر لحسم المعركة ضد (القذافي).صحيح أن (القذافي) لم يتأسف ولم يترحم عليه أحد، بَيْدَ أن التشفي فيه والكيفية التي أُسر بها والألفاظ النابية التي أطلقها بعض الثوار عليه والضرب على رأسه كما رأينا في الصور المتلفزية بعقب مسدسه الذهبي الذي حازه الثوار ضمن ما حازوه منه من أمتعة وأغراض ومرأى الدم الذي كان يسيل على وجهه وهو يحاول إبعاد الدم عن عينيه ليستطيع أن يرى ما يدور حوله من صخب وضجيج غير لائقين بأخلاقيات الثورة الشعبية النقية. لقد كنا دائما نراهن على حضارية الثوار وحسهم المدني الأخلافي ولذلك نربأ بهم أن يهبطوا إلى كذا مستوىً متدنٍّ من الأخلاق، وإن كنا نقر بجوانب راقية كثيرة في الثورة الشعبية الليبية سيما وأنهم لا ينفكوا يدَّعون ليلاً ونهارا بإقامة دولة مدنية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان، رغم أن (القذافي) يستحق أكثر مما حدث له، غير أن ذلك لم يكن ليبرر للثوار أفعالهم وكان عليهم عليهم معاملته معاملة ’أسير حرب’ والترفع عن إيذائه وتقديمه لمحاكمة عادلة تليق بشعب راقٍ وعموم الشعب الليبي هو كذلك، ليقدِّموا بالتالي ـ كما كنا نتعشم ونتأملُ - للعالم مؤشراً حضاريا وإيجابيا على مستقبلهم ولكنَّ ذلك للأسف الشديد ويا لَلحسرة لم يحدث، رغم تضارب الروايات حول هل قُتل على يد الثوار أو أحدهم أو قُتل في أثناء تبادل إطلاق النار أو بسبب آخر. المهم أنّ ما اكتشفته أكثر من منظمة حقوقية عالمية محايدة تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي في (فندق المها) عن أن أكثر من ستين جثة متعفنة وبعض تلك الجثث كانت لأشخاص مربوطة أيديهم خلف ظهورهم، وبعضها لمصابين كان - كما ظهر- بجروح كانت تُداوى، وتبين أن تلك الجثث لأنصار (القذافي)، والعثور على جثث أخرى ومقابر جماعية لجنود أو أناس مناوئين لثوار (المجلس الإنتقالي) ـ كل ذلك وغيره يلقي ظلالاً من الريبة ويشكك في رواية الثوار عن أنهم لم يعدموا (القذافي) كما أعدموا أولئك الأشخاص. كما سنرى لاحقا ؛ فإن نظريات أمريكية وغربية وصهيونية إسرائيلية يهودية ليست بالضرورة بلا أرضية تؤيدها إفترضت أن ثمة كمًّا هائلا من المصالح المتقاطعة كانت بين القوى المتنفذة في (النيتو) و(القذافي) وأبنائه وبقية أفراد عائلته وبطانته على مدى عقود حكمه الأربعة والعامين وأن اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة (إيباك) كانت المحرك الأساسي لتلك المصالح خدمة لإسرائيل. إن ثمة افتراضات وتكهنات ذهبت إلى أن (هيلاري كلينتون) ربما أملت على (المجلس الإنتقالي الوطني الليبي) أن التخلص من (القذافي) خيرا وأسْلَمَ من محاكمته وستكون كلفته أقل بكثير بالنسبة للغرب والتي (أي محاكمته) كان يمكن أن يكشف ويفضح (القذافي) المعايير المزدوجة والنهج المكيافيلي والكيل بمكيالين في التعاطي معه طوال العقود الأربعة ونيف التي حكم خلالها ليبيا بالحديد والنار والقبضة الفولاذية ورضى الغرب وسرائيل سواءً فيما يتعلق بتغير المواقف الغربية إزاء أزمة ’لوكربي’ وأحداث (سانت جيمس سكوير) حيث تم حصار السفارة الليبية عام 1984و قتل الشرطية البريطانية (إيفون فْليتشر)، أو فيما يتعلق بمواقف (القذافي) الداعمة للجيش الإيرلندي السري المحظور (IRA) وسواها. وفيما يتعلق بهذه النقطة بالذات فإن كثيرا من المحللين إستنتجوا أن تحويل (القذافي) مساعداته المالية والعينية والعسكرية لثوارِ (IRA)، كانت مؤامرة (إيباكية وأمريكية وغربية بامتياز خاصة أن الرؤساء الأمريكيين الأيرلنديين جميعا منذ (روزِفِلْتْ وحتى بوش الإبن) كانوا يدعمون (IRA) بالسلاح والمال) للحؤول دون لـــجوء القادة الفلسطينيين المحنَّكين من أمثال ياسر عرفات (أبو عمار) وصلاح خلف (أبو إياد) وخليل الوزير (أبو جهاد) وغيرهم لتحويل تلك الإعانات إلى صالحهم ضد إســـرائيل باستعمال الأسلوب الذي كانوا لا شك يجيدونه بإتقان وقد درسوا كما الجميع تقريبا سيكولوجية وعقلية (القذافي) أنه كان ساذَجاً يهوى النفخ في الذات ويحب المدح في شخصه وشخصيته على أنه ’الأمين على هذه الأمة’ و’رائد القومية العربية’ وما إلى ذلك من تُرُهَّاتٍ ’لم تحرر ذبابة’.وإضافة إلى كل ذلك كثيرون قالوا بحتمية كشف (القذافي) لأمور يؤْثر الغرب أن تبقى سرية إنْ قُيضَ له أن يُحاكم ولعلَّ ذلك يدعم نظرية حيثيات زيارة (هيلاري كلينتون) لليبيا ليلة القبض على (معمر) وتصفيته المفترضة. لقد ذكر مثلاً (روبرت فِسْكْ) في صحيفة (بريطانية) يوم السابع عشر من نيسان/إبريل عام ستة وثمانين وتسعمائة وألف، بالضبط بعد يوم واحد من الضربة الجوية التي أمر بها الرئيس الأمريكي المُتوفى ( رونالْدْ ريجان ) بالتنسيق مع بريطانيا / مارغريت ثاتشر باستخدام الأراضي الإيطالية كيف أن الغارات الأمريكية ـ البريطانية على (القذافي) كانت رغم الخسائر المادية المحدودة ومقتل إبنته بالتبني ذات زهاء السنتين، لم يكن (القذافي) مقصودا بها وإنما هي رسالة لغيره، وأن القذافي ليس الكلب المسعور في الشرق الأوسط ـ كما كان يصفه (ريجان) وإنما هو معبر الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ومهربها (an escape goat) لإخافة آخرين في الشرق الأوسط باعتباره هدفا سهلا، وأن الغارة الأنجلو أمريكانية خدمت (القذافي) وعززت شعبيته داخليا وإقليميا وإسلاميا، لا سيما أنه تخلص لتوه من ذيول العملية الإنقلابية التي قادها (عمر المحيشي) عام 1984، وكان لا بد من عمل غربي (نُطر إليه على أنه كان مسرحية) يؤكد على وطنية وقومية (القذافي) ويمجد ما قام به إزاء إفشال حركة (المحيشي) الذي أظهر فيها (القذافي) نفسه أنه ضد الغرب، وصور فيها (المحيشي) على أنه رجعي وخادم للإمبريالية. ’ أكاديمي وكاتب قطري