خبر : وكأن إسرائيل تُسخّن محركات طائراتها ...!! ...أكرم عطا الله

الأحد 23 أكتوبر 2011 12:24 م / بتوقيت القدس +2GMT
وكأن إسرائيل تُسخّن محركات طائراتها ...!! ...أكرم عطا الله



التصريحات التي تزايدت حدتها مؤخراً من قبل قادة إسرائيل تجاه إيران ربما تشي بمغامرة قد تقدم عليها الحكومة الإسرائيلية مستغلة أجواء دولية قد تعتبرها فرصة لن تتكرر لأن الزمن سيكون قد فاتها، وآخر تلك التصريحات ما قاله الميجور جنرال عوزي دايان، رئيس مجلس الأمن القومي السابق، في مقابلة بالأمس مع صوت إسرائيل عن الخطأ الذي ترتكبه إسرائيل إذا لم تعد العدة لاحتمال ضرب إيران عسكرياً مضيفاً أن الفترة المتاحة أمام إسرائيل للقيام بمثل هذه العملية تقدر بين عدة أشهر وسنتين. في زيارته الأخيرة لإسرائيل بداية الشهر الحالي أشار وزير الدفاع الأميركي إلى ضرورة ألا تقدم إسرائيل على خطوة منفردة تجاه إيران، وكأن الولايات المتحدة الأميركية تشتم أو على علم بأن إسرائيل تخطط لشيء ما، ويؤكد ذلك عوزي ديان بنفس المقابلة قائلاً إن قادة الإدارة الأميركية يحاولون التوصل إلى تفاهمات مع إسرائيل بشأن الملف الإيراني من منطلق الموقف القاضي بأنه إذا ضربت إسرائيل إيران فلن يصدق أحد واشنطن بأنها لم تكن على علم (صوت إسرائيل السبت 22/10).ما الذي تناولته المحادثات السرية في تلك الزيارة المفاجئة لوزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إلى إسرائيل ؟ لا أحد يعلم بدقة وإن كان تصريح الوزير يشير إلى ما تم تداوله، لكن الساحة الدولية بعد تلك الزيارة شهدت إثارة ضجة محاولة اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة وتصعيد أميركي مفاجئ حد "عدم استبعاد الخيار العسكري ضد إيران" وكأن الولايات المتحدة أصبحت تدرك ما الذي تخطط له إسرائيل وبدأت بتجهيز المسرح الدولي لذلك."دمار الهيكل الثالث" هكذا يطلقون على امتلاك إيران للسلاح النووي وتعهد نتنياهو في دعايته الانتخابية، وفي برنامج حكومته أمام الشعب الإسرائيلي بحل تلك المشكلة "الأكبر التي تواجه إسرائيل منذ إقامتها" فقد قدم نفسه باعتباره المخلص للشعب الإسرائيلي متعهداً بوضع حد، وفي الزيارة الأولى للولايات المتحدة واللقاء الأول مع الرئيس الأميركي حاول نتنياهو فرض أجندته على الولايات المتحدة والدفع بالملف الإيراني ليكون على رأس أولوياتها وحينها يشب خلاف مع أوباما الذي طالب نتنياهو الاهتمام بالملف الفلسطيني وتحقيق تقدم بالتسوية وترك الموضوع الإيراني للولايات المتحدة دون تدخل إسرائيل.في السنوات الثلاث الماضية منعت الولايات المتحدة إسرائيل من القيام بعمل تجاه إيران، ولم تكن القوة الإسرائيلية على درجة من الثقة بقدرتها على العمل وحدها وهذان السببان شكلا رادعاً بالنسبة لإسرائيل فلم تغامر بالرغم من الضجيج الكبير الذي أثارته طيلة السنوات الماضية، ويمكن الاعتقاد أن إسرائيل أرادت أن توجه ضربة لإيران معتمدة على القوة الأميركية التي ستسارع بالدخول بالحرب إذا ما ردت إيران بضرب إسرائيل بمعنى توريط الولايات المتحدة بالحرب، لكن الوضع الأميركي وأولويات الإدارة الأميركية لم تكن لتسمح بتلك المغامرة.الشهر القادم تدخل الولايات المتحدة العام الأخير للانتخابات الذي يسمى المصطلح الأميركي بعام "البطة العرجاء" وهذا العام الذي يبلغ ضعف الولايات المتحدة ذروته أمام الرغبات الإسرائيلية، وبالمقابل تبلغ القوة الإسرائيلية ذروتها أمام الإدارة الأميركية، فهل ستذهب إسرائيل هذا العام نحو التصعيد في المنطقة مستغلة الظروف الجديدة والتي لن تتكرر إلا بعد أربعة أعوام تعتقد أن إيران تكون خلالها قد حصلت على القنبلة النووية كما تعلن وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن إيران تخطط لتخصيب مادة اليورانيوم في منشأة تحت أرضية بمدينة قم نقلاً عن مصادر دبلوماسية. ويترافق ذلك مع إعلان الرئيس الأميركي عن عزمه إتمام انسحاب القوات الأميركية من العراق حتى نهاية العام الحالي، هذا التواجد العسكري الأميركي في الواقع كان يشكل نقطة الضعف الأميركية أمام إيران.في إسرائيل هناك من يرصد اتجاهات المغامرة لدى الحكومة الإسرائيلية فقد نشرت الصحافة الإسرائيلية في الآونة عدداً من الآراء لخبراء يحذرون من إقدام إسرائيل على عمل كهذا ويشككون بالقوة الإسرائيلية التي من شأنها أن تشعل الشرق الأوسط وتدفع إسرائيل ثمناً كبيراً آخرها المقال الذي نشره مفتش عام الشرطة سابقاً والذي شغل قبلها رئيس قسم الأركان بالجيش بعنوان "حذار على إسرائيل أن تهاجم إيران".خلال الصيف استكمل الجيش الإسرائيلي خطة العمل الخمسية التي كان من المفترض أن تبدأ بالتطبيق بداية العام القادم والتي أطلق عليها "حلميش" وتعني بالعربية حجر الصوان والتي من المفترض أن توفر استجابات لاحتياجات الدفاع التي تزايدت هذا العام كالربيع العربي وإيران التي تجهز لاحتمال أن يضطر الجيش الإسرائيلي كما قالت الخطة لخوض معركة خلال عامين أو ثلاثة لمواجهة ساحات قتال جديدة سوف تندلع في الجنوب والشرق، وقد تمت بلورة الخطة التي تصل كلفتها الإجمالية طبقاً لحسابات الجيش إلى 20 مليار شيكل أي بإضافة أربعة مليارات على موازنة الجيش المخطط لها للعام القادم.لجنة تراختنبرج والتي شكلت للبحث عن حلول للأزمة الاقتصادية في إسرائيل اثر الاحتجاجات التي شهدتها خلال الصيف والتي تبنت الحكومة تقريرها أوصت بتقليص ثلاثة مليارات من موازنة الجيش أي أن العام القادم سيشهد نقص سبعة مليارات وقد أحدث ذلك أزمة بين وزارتي الجيش والمالية في إسرائيل وقد كان لتأخير طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي الشهر الماضي حين كان مغادراً لاجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في مطار بين غوريون مغزاه أمام الصحافة الإسرائيلية حين اخترق الجموع رئيس الأركان بني غانتس ليجتمع مع رئيس وزرائه في الطائرة ليحذره بشدة من تقليصات موازنة الجيش وفق توصيات اللجنة وتأثير ذلك على الأمن وخطط الجيش .بعد حرب لبنان الأخيرة والتي أصيب خلالها الجيش الإسرائيلي بانتكاسة شكلت على أثرها لجنة التحقيق "لجنة فينوغراد" تراجعت هيبة الجيش ومنذ تشكيل حكومة نتنياهو، لم يتوقف وزير ماليته شتاينتس عن التحرش بوزارة الدفاع لتقليص نفقاتها واستهداف الجيش باعتباره "جيشاً باذخاً" وقد اصطدم أكثر من مرة بإيهود باراك، هذا الجيش والذي بدا في الآونة الأخيرة عاجزاً عن حماية إسرائيل سواء من لبنان أو من التهديد بدمار الهيكل وبالتالي تصبح المغامرة على إيران أو غيرها عسكرياً جزءاً من أهداف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي أصبحت محل استهداف الجميع مالياً سواء شتاينتس أو تراختنبرغ أو غيرهما. التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب الله والوعيد بطحن عظام الإسرائيليين إذا ما شنت حرباً على لبنان، وكأنه يقرأ سباق التصعيد الإسرائيلي، وبكل الظروف إن اندلعت على الجبهة الشرقية وفقاً لخطة حلميش لن يكون لبنان خارجها بل ستمتد من الشرق نحو الشمال فهل هذا التحذير يأتي رداً على تحضيرات يعتبر العام القادم هو الأنسب لها إسرائيلياً؟ وإن مر لن يكون بإمكان إسرائيل فعل شيء فهل المنطقة أمام مغامرة بهذا الحجم ؟؟.. ربما.حين تمت صفقة التبادل وقدم نتنياهو ما سموه التنازل الكبير ربطت الصحافة الإسرائيلية بين تلك الصفقة ورغبة نتنياهو "بتنظيف الطاولة" للتفرغ لإيران، فهل يمكن ذلك باعتبار أن ماء وجه نتنياهو الذي نزعته الصفقة سيستعيده بمغامرة عسكرية ... ربما أيضاً...! Atallah.akram@hotmail.com