خبر : "الرباعية" مجدداً...بقلم: سميح شبيب

الجمعة 21 أكتوبر 2011 07:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
"الرباعية" مجدداً...بقلم: سميح شبيب



سيلتئم شمل "الرباعية" في القدس قريباً، وستلتقي بمسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين على حد سواء. الهدف الرئيسي لتلك اللقاءات هو بذل المزيد من الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية.لعلّ عودة سريعة لما سبق "للرباعية" وأن بذلته، من شأنه التدليل بوضوح، بأن تلك الجهود لم تكن حاسمة، ولم تتمكن من رسم الخطوط اللازمة لاستئناف المفاوضات.أطراف "الرباعية" كافة تدرك بأن الاستيطان هو عقبة كأداء في وجه السلام عموماً، والمفاوضات خصوصاً، وهم يدركون بأنه دون وقفها وعلى نحوٍ حاسم، فالمفاوضات باتت أمراً محالاً ولا فائدة من ورائها.التساؤل هنا، يبرز على ضوء مستجدات عدة، أبرزها التوجه الفلسطيني نحو مجلس الأمن؛ وإعادة طرح ملف القضية الفلسطينية على مؤسسات الأمم المتحدة.توقيت هذه الزيارة إلى القدس، وبذل محاولات جديدة، ترمي إلى استئناف المفاوضات، يأتي كخطوة اعتراضية في وجه التوجه الفلسطيني، ومحاولته لليّ اليد الفلسطينية، ودفعها لإعادة المفاوضات بإشراف ورعاية "الرباعية"، وهو ما يرفضه الفلسطينيون، بوضوح وجلاء.محاولة "الرباعية" تأتي وفق تصور يقول، باستحالة قبول حكومة نتنياهو وقف الاستيطان، وبعدم جدوى التوجه لمجلس الأمن، وبأن المفاوضات هي الطريق الصحيح لحل النزاعات القائمة!توني بلير أعلن أكثر من مرة، فحوى تلك الرؤية، وهو يصرّ عليها دون تراجع.الفلسطينيون من جهتهم، وخلال سنوات طويلة من المفاوضات، 1994ـ2010، حاولوا جاهدين الوصول إلى نقاط محددة، مع الإسرائيليين، وبرعاية "الرباعية"، لكنهم فشلوا في ذلك فشلاً ذريعاً. ما وصل إليه الفلسطينيون من قناعة، حول وقف المفاوضات، وطرح ملف قضيتهم على مجلس الأمن، لم يكن نبتا شيطانياً، بقدر ما هو قناعة تولّدت في أجواء المفاوضات، والمماطلة الإسرائيلية التي طال أمدها."الرباعية" لا تزال مطالبة، بتحديد موقفها الواضح إزاء ما حدث سابقاً من تعطيل المفاوضات، وتحديد أسبابه ودواعيه. هي مطالبة للاحتكام إلى قواعد القانون الدولي، أولاً وقبل أي شيء آخر. مطالبة بتحديد الاستيطان وتناميه، كسبب مركزي في وقف المفاوضات، وتمزيق الأرض الفلسطينية، والحيلولة دون الوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة."الرباعية" مطالبة بممارسة ضغط جدي على إسرائيل، لتنفيذ المراحل الأولى، "خارطة الطريق"، التي قام الفلسطينيون بتنفيذها، وبشهادة الجميع!لم يلعب توني بلير الدور المناط به، ولم يفصح بما رآه وشاهده وعاناه. بلير لم ير في الصورة سوى وجه واحد هو الاحتياجات الإسرائيلية، أما الاحتياجات الفلسطينية، فرآها باهتة لدرجة الضياع.عند التئام شمل "الرباعية" في القدس، ستجد نفسها أمام التساؤلات ذاتها، والقضايا ذاتها، خاصة معالجة الاستيطان ونموه المتسارع، والتوقف عن المفاوضات نتيجة ذلك أمامها، فما الذي ستفعله؟! وما هو الذي بين أيديها بشأنه؟!