خبر : شاليط يعود والمبعدون باقون ويزيدون ..بقلم : المبعد فهمي كنعان

الأحد 16 أكتوبر 2011 09:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
شاليط يعود والمبعدون باقون ويزيدون ..بقلم : المبعد فهمي كنعان



بدايةً وحتى لا يفهم مقالي خطا فاسمحوا لي أُسجل هنا تقدير واحترامي العالي ، لكل من ساهم في انجاز صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي ، بدءًا بكل فرد من شعبنا الفلسطيني الذي صمد وصبر منذ خمسة أعوام ، على جرائم الاحتلال التي ارتكبها بحق أبناء شعبنا بحجة اسر الجندي شاليط ،  وخصوصا الحرب الهمجية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة والتي خلّفت أكثر من 1500 شهيد ، كما أسجل كل الاحترام والتقدير للفصائل الآسرة للجندي شاليط ، والى حركة حماس التي استطاعت أن تحول دون وصول الاحتلال إلى مكان احتجاز الجندي شاليط  لمدة خمسة أعوام ، ومن ثم استطاعت أن تُنجز هذه الصفقة قدر الإمكان والمتاح .   إن انجاز هذه الصفقة يعد انجازاً وطنياً بامتياز كسر كثير من المحرمات الإسرائيلية على مدار عمليات التبادل السابقة ، والتي لطالما أعلن عنها الاحتلال حيث كُسرت إرادة المحتل على صخرة صبر وصمود شعبنا الفلسطيني وفصائله الوطنية والإسلامية واستجاب الاحتلال للعديد من شروط المقاومة التي يعتبرها محرمات.   ولكن اسمحوا لي أن اسرد ولأول مرة بعض المحطات التي مررنا بها كمبعدين خلال الخمسة أعوام الماضية طوال فترة اسر الجندي شاليط ، فمنذ اليوم الأول لأسر الجندي شاليط طالبنا كمبعدين آسري الجندي شاليط  بإدراج قضيتنا في صفقة التبادل ، وكانت فحوى مطالبتنا بالحرف الواحد أننا لا يمكن أن نكون بديلا عن إخواننا الأسرى وخصوصا الإحكام العالية وألمؤبدات ، وإنما طالبنا بان يتم إدراج قضيتنا كملف يمكن أن يطرح في حال طرا أي تغيير أو تعديل على شروط الصفقة.   توالت الأيام بل الأعوام  ونحن نذّكرُ ونطالبُ في كل مناسبةََ بقضيتنا ، وكذلك ذكرنا بموضوعنا خلال تسليم شريط الفيديو لشاليط قبل عامين وتم بموجبه الإفراج عن الأخوات الأسيرات من سجون الاحتلال ، كذلك بعثنا بعدة رسائل إلى كل من السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، وكذلك للإخوة في قيادة حركة حماس وقيادة كتائب عزالدين القسام في غزة ، تحمل نفس المطلب وهو أن يأخذ موضوعنا بالحسبان في المفاوضات في حال طرا تغيير أو تعديل على شروط الصفقة ، إضافة إلى ذلك جلسنا مع السيد إسماعيل هنيه رئيس الوزراء في غزة قبل عامين ، ووعدنا بان يتم طرح القضية إذا ما تم  تغيير أو تعديل في شروط الصفقة .   واليوم وبعد أن تكشفت تفاصيل الصفقة وبدا واضحا انه قد طرا تغيير وتعديل في شروط الصفقة ؛ كان أبرزها استثناء ابرز قيادات الشعب الفلسطيني وكان من بينهم عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد وغيرهم من قادة القسام ، إضافة إلى العضوين في المجلس التشريعي النائب مروان البرغوثي ، والنائب احمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، فحُق لنا هنا أن نتساءل لماذا لم يتم طرح قضية عودة مبعدي كنيسة المهد كبديل عندما تراجع الاحتلال الإسرائيلي ورفض الإفراج عن هذه القيادات البارزة؟   ربما يقول قائل أن صفقة إبعاد كنيسة المهد جاء باتفاق ابرم بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بإشراف دولي ، وعلى السلطة الفلسطينية أن تتحمل مسؤولية ذلك ، وبالفعل أقول أن السلطة تتحمل جزء من المسؤولية عن الصفقة ، ولكن أقول لمن يتذرع بذلك أن الاحتلال عندما حاصر كنيسة المهد لمدة 39 يوما ، صمد خلالها المبعدون صمودا اسطوريا لم يحدث في تاريخ القضية الفلسطينية حتى اليوم ، ومن ثم كانت جريمة الإبعاد حيث ابعد 26 إلى قطاع غزة و13 إلى الدول الأوروبية .    والجدير ذكره أن الاحتلال تذرع آن ذاك بان المبعدين إرهابيون ومخربون ، وأنهم ينتمون إلى فصائل إرهابية (المقاومة) بحسب الادعاء الإسرائيلي ، وصرح الاحتلال آن ذاك أنهم ينتمون إلى كتائب شهداء الأقصى وكتائب القسام وكتائب أبوعلي  مصطفي والجهاد الإسلامي ، وبالتالي فان المبعدين محسوبون على فصائل المقاومة حسب العقيدة والفكر الفلسطيني لا حسب التعبير الإسرائيلي العنصري الإرهابي .   إضافة إلى أن عودة المبعدين من كنيسة المهد حسب هذا المنظور كان سيعد انتصارا وانجازا آخر سيسجل للمقاومة الفلسطينية ولحركة حماس تحديدا لو تم انجاز ذلك ، وقد أوضحنا ذلك في رسائلنا  لكن للأسف فقد ضاعت هذه الفرصة الكبيرة .   وكانت المفاجأة الأكبر أنة سينضم إلى المبعدين من كنيسة المهد مبعدون جدد ، وهنا تساءلت بأي حق سيعود الجندي شاليط إلى ارض مسلوبة ليس بأرضة وكذلك يعود إلى أحضان والدته ووالدة ، في الوقت الذي سيبعد الأسرى أصحاب الأرض الحقيقيون ، الذين ناضلوا من اجل تحرير هذه الأرض من الاحتلال ، فدفعوا ضريبة كبيرة في سجون الاحتلال من أعمارهم ، وسيد فعون ضريبة اكبر في الإبعاد عن الأوطان ، ولا يشعر بالإبعاد إلا من اكتوى بناره ، فرسولنا الكريم محمد صلى الله علية وسلم كرة الإبعاد عن مكة بعد أن أخرجه أهلها منها ، وذلك تعبيراً عن شدة ألم الفراق لمسقط الرأس وكذلك المعاناة العظيمة التي سيواجهها وهو بعيد عن الأوطان.   إضافة إلى ذلك فانه من المؤكد أن تلتحق أكثر من 200 عائلة بالأسرى المبعدين سواء الى غزة أو الخارج ، مما يحقق مخططات هذا الاحتلال المتمثلة بإفراغ الأرض من أصحابها الأصليين ،وسيبدأ مسلسل جديد من المعاناة بعيداً عن الأوطان.   على كل حال لا يمكنني إلا أن أُسجل احترامي وتقديري إلى هذا الانجاز للمقاومة الفلسطينية ولحركة حماس ، هذه الصفقة التي بالتأكيد بذل الإخوة المفاوضون كافة الجهود من اجل انجازها بهذا الشكل ، وهذا ما سمحت بة الظروف ، والأمر الآن يعود إلى  تقدير واختيار كل أسير بشكل شخصي .   وختاماً أوجه سؤالي إلى كافة فصائل وقيادات الشعب الفلسطيني هل سينتظر المبعدون 34 عاما كما انتظر الأسير البطل نائل البرغوثي لكي يعودوا إلى ارض الوطن ، في الوقت الذي يعود فيه الجندي شاليط إلى أرضنا المسلوبة المحتلة؟     سؤال أتمنى أن ألاقي إجابة علية عندكم !!!!!