خبر : "فيروس شاليت" هل سيضرب معركة الأسرى؟!! ...بقلم: عبد الناصر النجار

السبت 15 أكتوبر 2011 12:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
"فيروس شاليت" هل سيضرب معركة الأسرى؟!! ...بقلم: عبد الناصر النجار



مُنحازون لكلّ أسير يُحرَّر، ولكل أمٍّ انتظرت تقبيل ابنها قبل أن تغمض عينيها إلى الأبد، وهي في حسرة لنظرةٍ أخيرةٍ.. منحازون لزوجات وأطفال لم يحظوا بمشاعر دافئة من أقرب الناس إليهم!.صفقة شاليت دفع الشعب الفلسطيني ثمناً غالياً لها... أكثر من 1400 شهيد وآلاف الجرحى والمعوقين، والبيوت المهدمة، والأُسَر المنكوبة بسبب حربٍ عدوانية كان أحد أركانها قاعدة "دفع الثمن"... وهي قاعدة أساسية في الفكر العدواني العنصري للاحتلال الإسرائيلي.سنوات عجاف وسلطات الاحتلال تستخدم هذا "الشاليت" لتشكيل رأيٍ عام سياسي وجماهيري، خاصة في الغرب، من أجل التغطية على جرائمها تجاه الأسرى الفلسطينيين، وعلى رأس ذلك إقرار الكنيست الإسرائيلية أخطر التشريعات العنصرية، وهو قانون "شاليت".. حيث مُنِع الأهالي من زيارة أبنائهم، وحُرِم الأسرى من التعليم الثانوي والجامعي عن بعد، وسُحِب كثير من الامتيازات، ومنها مشاهدة ومتابعة وسائل الإعلام، ومنع إدخال الصحف، لعزلهم عن المجريات التي تدور في العالم الخارجي.. والأخطر من ذلك هو سياسة العزل الانفرادي، بحيث يدفع أي أسير أشهراً أو سنوات من عمره في زنزانة، لا يحدّث فيها إلاّ نفسه، بحيث عجزت الأفلام السينمائية عن تصوير مثل هذه المَشاهد، لأشخاص عاشوا بمفردهم على جزر، وليس زنازين، ووصلوا إلى حافّة الانهيار النفسي والجنون!.وجاء تدخّل وسائل الإعلام الإسرائيلية، وما تبثّه القناة العاشرة في التلفاز الإسرائيلي، حول تناول أسرى فلسطينيين الدجاج في أحد المعتقلات، لإعطاء فرصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحكومة التطرف، لإصدار قراراتها سحب كافة الامتيازات والحقوق التي ناضل من أجلها الأسرى على مدى عشرات السنين.. بل دفعوا مقابلها كثيراً من الشهداء، وخروج العديد منهم بأمراض مزمنة.. بحيث لم تكن هذه الإنجازات منّة من سلطات الاحتلال، بل حقاً يفرضه القانون الدولي الإنساني!.وتذكيراً لمَن تخونه ذاكرته، فإن سلطات الاحتلال تجبر زوجات وأمهات الأسرى على التعرّي، بحجّة الفحص الأمني، قبل الدخول للزيارة.. بحيث إن الكثير من الأمهات اضطررنَ، تحت أسلوب الإذلال هذا، إلى إلغاء زياراتهن، في الوقت الذي يُمنَع فيها أهالي القطاع، بشكل مطلق، من الزيارات، منذ عدّة سنوات!.وعودة إلى معركة الأمعاء الخاوية، التي لم تندلع بشكل عفوي، ولكن سلطات الاحتلال ظلّت تنفخ باعتداءاتها تحت جمر السلاسل والقيود في المعتقلات، ولم يترك الأسرى وسيلة خلال الشهور الماضية إلاّ واستخدموها من أجل وقف مسلسل الإذلال بحقهم!.انطلقت المعركة، وهي ليست معركة الأسرى وحدهم، ولكن معركة الشعب الفلسطيني كافة؛ السلطة بكل مكوناتها، والمؤسسات الأهلية والقطاع الخاص، والفلاحون.. الطلاب.. والصحافيون.. والأطباء.. والمهندسون.. وعلى رأسهم عائلات الأسرى.خِيَم الاعتصام والإضراب تنتشر في كل المحافظات الفلسطينية، رغم تردد أسرى من "حماس"، حتى الآن، في المشاركة بهذا الإضراب، الذي ناشدت القوى الوطنية والإسلامية وأمهات الأسرى المتخلّفين إلى الالتحاق بإخوانهم في الأسر.. فلا يُعقَل أن يظل أسرى من "حماس" يتناولون الطعام في خيمة يحتضر فيها زملاء مقاومة لهم!.خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، كان هناك تفاعل جماهيري واضح، ولكن منذ ثلاثة أيام، وبعد الإعلان عن صفقة شاليت، بدا وكأنّ هناك شيئاً ما يتحرك تحت الأرجل، يثبط الهمم، ويحاول تفتيت جبهة الرأي العام، التي تشكلت خلال هذه الفترة.. وهذا أمر خطير، وكما يحلّل البعض، فإن توقيت الصفقة إسرائيلياً، ليس بريئاً بالمطلق!.ومن هنا، لا بد من التأكيد على الترحيب بالمحررين، على قاعدة مواصلة المعركة.. ويجب على كل المُفرَج عنهم أن ينضموا إلى خيام الاعتصام والإضراب عن الطعام، وأن يساهموا في تفعيل النشاطات، وتثبيت الرأي العام على مواقفه، لأن عكس ذلك سيؤدي إلى نشر "فيروس شاليت" في كل هذا البناء، ولا نريد أن نخسر معركة كسر العظم التي أجبرتنا على خوضها قوات الاحتلال وحكومة إسرائيل العنصرية.دعونا جميعاً نكون شركاء حقيقيين في برنامج وطني لحماية معركة أسرانا من "فيروس شاليت"، والذي تخلصنا أخيراً من "وجع دماغ" سبّبه لنا، وحجّة إسرائيلية أرهقتنا محلياً ودولياً!. abnajjarbzu@gmail.com