لم يكد يمر أربعة أعوام على الهوس الذي أحدثته الحبة الزرقاء (فياجرا) حتى ظهر لنا عقار جديد يدعى ب (الترامال) أو كما يطلق عليه متناولوه في غزة (ترامان) ولهاتين الحبتين علاقة وطيدة مع أفراد مجتمعنا, فهما المحركان الأساسيان للحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينامو المحرك للعلاقة الزوجية التي اصبحت فاترة وواهية بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية..منذ عام 2004 وتم التداول بهذا العقار على أساس أنه أحد مسكنات الألم القوية, ثم بعد ذلك تفاجأت بالطلب الذي بدأ يتجاوز العرض في الصيدليات الخاصة, بدأ الطلب بال(حبة) لأن العشر حبات في شريط واحد ثمنه ثلاثون شيكل ما يفوق ثمن علبة سجائر, وبالتالي وجد المستهلكون أن الشراء بالمفرق أرخص!! ويؤدي الغرض أيضا!! على حد قولهم.. الترامادول( Tramadol) هو مسكن ألم مركزي له مفعول مقارب للكوديين، وهو نظير هذا الأخير. ويصنف ضمن مسكنات الألم من النوع 2. يؤثر على نفس مستقبلات المورفين، ويعتبر منافس على المستقبلات المورفينية. هو لا يحدد مفعول المورفينات الأخرى، و يسبب ادمانا ولكن بصفة أقل من باقي المورفينات المنافسة على نفس المستقبلات, ومن الأهمية بمكان أن جرعة زائدة من الترامال (400 مجم جرعة واحدة) تؤدي إلى انهيار متبوعا بتقلصات عضلية كبيرة تشبه تشنجات الصرع, كما أن استخدامه على المدى الطويل يؤدي إلى اكتئاب Depression)) وهذا الأخير ليس أقل خطرا من أي مرض نفسي يصيب الإنسان, و لهذا العقار من الاضرار التي لا يمكن الاستهانة بها أهمها الفشل الكلوي وهشاشة العظام ويعمل علي المدي البعيد على إرتخاء العضو الذكري عند الرجل وكذلك تدمير الأجهزه العصبية باعتباره أفيون صناعي, قانونيا لا يتم صرف هذا العلاج إلا بوصفة طبية من طبيب مرخص وهذا هو المتبع في كل أنحاء العالم, ومن الجدير بالذكر أن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أصدرت قرار في 15/2/2010 يتم بموجبه منع صرف الترامال في الصيدليات الخاصة والحكومية إلا بوصفة طبية من طبيب مرخص, ولكن لا حياة لمن تنادي !! المافيات الدوائية التي تسيطر على السوق الصيدلاني في قطاع غزة تعتبر نفسها فوق القانون وتمارس كل ما هو لا إنساني ولا منطقي وفي الخفاء ومن تحت ستار, فإلى متى هذا الحال وهذه الفوضى اللاأخلاقية؟؟ وبين من؟ بين الطبقة التي أقسمت على حماية الناس وأرواحهم وليس الاتجار بها مقابل حفنة من المال والدولارات...ما هو شعوركم يا ذوي الضمائر الحية,, أقصد الميتة عندما تصرفون او تصفون هذا السم لمراهق او مراهقة ادعاء منكم بأنه الحل الأنجع والأنجح ؟؟ هناك الكثير من المسكنات وقاتلات الألم في جميع الصيدليات, لكنني أعتقد أن أصحابها استخدموها لتسكين وقتل ضمائرهم,, ألم تتخيل أيها الصيدلي الكريم ابنك او ابنتك يبحثون لاهثين عن هكذا عقار؟؟ أم أنكم قررتم أن تصبحوا عقماء تمتنعون عن الانجاب حتى لا تلاحقكم الخطيئة؟؟!!من الملفت أيضا انتشار هذا ال (الترامان) في التجمعات الشبابية خصوصا في حفلات الأعراس والسهرات التي تقام في الشوارع, حتى باتت الصفات التي تطلق على متناوليه صفات شائعة مثل (مترمل) وهي تطلق على من تناوله وبكثرة إذ يعرف من جحوظ واحمرار في عينيه وترنح في جسده يلاحظ عليه حتى اثناء المشي, كذلك لفظ (ترامالجي) على وزن (عربجي) و(بلطجي) و(حمّرجي) وكلها مصطلحات تطلق على ممارسي مهنة معينة!! ومن المضحك المبكي أن له طقوس خاصة في الاستخدام, إذ يتم تناوله مع كأس من الشاي شديد الحلاوة حتى يشعر هذا المراهق أو الناضج (فسيولوجيا وليس عقليا) بحالة النشوةEuphoria) ) , وقد يضع بعضهم مسحوقه في الأرجيلة اعتقادا منهم أنه (يعدل المزاج)!!ماذا أصابكم يا شبابنا؟ وماذا أصابكن يا شاباتنا؟ يا رعاة الوطن يا بناة المستقبل يا من نتدرع بكم /ن لتقودوا الركب إلى الأمام.. إلى من اعتادوا على (الترامادول) فإن الخلاص منه ليس سهلا, لأنه سيكلفكم كثيرا وقتا ومالا (إذ أن الأدوية المستخدمة في علاج إدمان الترامادول مكلفة أكثر منه) فقبل التفكير بأن تصبح/ي مدمن/ة ترامال أنصحك بالرجوع خطوة في التفكير إلى الخلف, والتفكير بعمق أكثر, ما الذي ستجنيه من ذلك؟ ما هي الفائدة التي ستحققها؟ هل هو النسيان لما تعيشه من واقع, سرعان ما سينتهي مفعول تلك الحبة وينتهي بك المطاف كجرذ في زاوية أو كفأر ينتظر الرحمة من جرعة سم!!راقب نفسك وحاسبها قبل أن تجعل نفسك هدفا للرقابة والمحاسبة, كن إنسانا سليما خاليا من الشوائب المعنوية والمادية فأنت طبيب نفسك عزيزي..