خبر : ماذا حدث في يوم 7 أكتوبر 1973 .. ؟؟!! ..بقلم :علاء اسعد الصفطاوي

الخميس 06 أكتوبر 2011 02:45 م / بتوقيت القدس +2GMT
ماذا حدث في يوم 7   أكتوبر 1973 .. ؟؟!! ..بقلم :علاء اسعد الصفطاوي



زرت ووالدتي الصابره والدي الشهيد بإذن الله في سجنه الصهيوني في سرايا غزه في نهاية العام 1973 ..، يومها كان عمر الورد الذي تفتح في قلبي أحد عشر عاما ..، كنت حريصا جدا على أن أسأله عن حرب اكتوبر التي لم يكن قد مر على اندلاعها آنذاك اكثر من شهر ..، لاسأله عن رايه في نصر أكتوبر المجيد ..، وفي اقتحام جند مصر البواسل لأمنع سد حربي بناه إنسان منذ بدء الخليقه ..يومها قال لي عباره لا تزال تضغط على عقلي وفلبي حتى اليوم ..قال لي : هل سمعت يا علاء ما حدث في مصر ثاني يوم من ايام الحرب أي في يوم 7 أكتوبر ؟؟ ..،أجبته بأن الناس كانت في الشوارع يغمرها الفرجه ويتحلق غالبيتهم حول أجهزة المذياع وو...، استدرك قائلا : هناك شيىء خطير جدا حدث في مصر ولم يعلق عليه أحد . وسأقول لك عنه : قال "صوت العرب من القاهره " في نشرة أخبار التاسعة مساء بأنه لم تسجل أيِ من محافظات مصر من أقصاها الى جنوبها حادثة نشل واحده بالمطلق ..!! ماذا يعني هذا يا علاء ..؟؟ّ  لم أجب حينها ..ولكن السؤال الابوي الذي لم أتمكن حينها من الرد عليه أجاب عنه الشاعر المرحوم محمود درويش بعدها بعشر سنوات تقريبا حين  قال : في زمن الحرب .. غطتني الشظيّة .. في زمن السلم .. غطاني العراء ..! الفضل في ذلك كله كان لجنود مصر ..خير أجناد الأرض .. الشعب بيحب بعضه بالفطره ..لكن عندما يقف على رأس المجتمع نظام وسيلته الأولى في الحكم هي إفساد الناس والحياة والعباد .. عندئذ يفقد الناس الثقه ببعضهم البعض و  يلجأون لممارسة الظلم على بعضهم بعضا .. وفجأة .. عندما يرون ابناءهم يفدون بلادهم وشعبهم بأرواحهم وأغلى ما يمتلكونه ..فعندئذ الكل يصبح ايده على ايد أخوه ... وتختفي دورة  الظلم والعداوة بين الناس بعضهم ببعض.. هذا هو دور مصر ..وقدرها ..أن تفدي شعبها وتفدي أمتها دائما ..وستجد مصر كل الشعب العربي يلتف حولها من المحيط الى الخليج ..وسيجد الجيش المصري كل الشعب يلتف حوله عندما يسجل كل يوم وقفات عز في وجه اعداء مصر والأمه جمعاء .  يوم 6 اكتوبر المجيد بدانا يامصر نتعلم درسا جديدا منك ..اسمه : " الله أكبر " .. غرفنا أكثر ..أن مصر ومعها الأمة كلها بدون "الله أكبر" ..لن تعبر الى المستقبل .. وأن القدس بدون الله أكبر .. لن تتحرر .. وأن العرب بدون الله أكبر سيفقدوا معنى وجودهم كأمه ذات رساله ملء سمع العالم وبصره ..  ومن هنا وبعد تسعة أشهر من اندلاع أجمل ثورة سطرها شعب على وجه الأرض في تاريخ الانسانية ..وحرصا على الثوره التي حلمت بها قبل أن تولد .. وضرورة أن تصل الى نهايتها السعيده والتي عنوانها تغيير السياسات وليس تبديل الوجوه ..،الانتخابات ..وليس التعيين من قبل السيد الأمريكي المجرم ..، مصالح الشعب أولا .. وليس المصالح الاسرائيليه الأمريكيه أولا ..، أجدني مصرا جدا وبأشد عبارات الاختصار أن أدلو بدلوي مرة اخرى في مسألة نهضة مصر ومستقبلها ..ذلك لأني لم أكن يوما قبائليا ..ولا أؤمن بشوفونية الاسماء التي فصلها لبلادنا سايكس وبيكو الملعونين..وليس عندي أدنى فرق بين مصر وفلسطين والمغرب والشام واليمن والعراق سوى ما خص به المولى عز وجل بعض البقاع وفضلها وقدسها على البقاع الاخرى ..، ولن أبالي بأي شخص موتور مريض بالشعوبيه والنرجسيه السياسيه من أية جنسية عربية كان يختلف مع مضمون ما أكتبه.. لياتي بعدها ( ليزين ) تعليقاته على ما أكتبه بعبارة : " ملكش دخل " ..! ، عندها سأجيبه كعادتي بأشد العبارات قوة وحزم بقولي :..( بلي ..لي دخل غصب عن ابو أبوك يا متخلف ) ..لأن القدس ليست لي وحدي ..ولأن اللغة التي تزين حنجرتي هي لغتك أنت ..ولأن القبلة التي تشير اليها بوصلة صلاتي هي قبلتك أنت ، ولأن حاكمك ونظامك المرتزق الذي ثار الشعب عليه بعد أن وضع شعبك ومستقبله في جيب الكاوبوي الصهيوني هو نفسه الذي يحاصرني في غزه .. ويفجر الأنفاق التي نبشتها باظافري لآكل وأتداوي ..ويغرقها بمياه المجاري ..وهو نفسه النظام الذي نافس الولايات المتحده نفسها في تقديم الدعم المالي لدولة الكيان ..نعم الدعم المالي بأكثر من عشرة ميارات دولار خلال 6 سنوات فقط عندما أرتضى أن يبيع غاز مصر لهذه الدولة المارقه المجرمه بأقل بستة مرات من السعر الدولي لكوب الغاز..هو نفس النظام الذي يقتل شعبك ويبيده يوميا باسم الممانعة في سوريا وهو نفس النظام الذي يوزع قواعده الجويه والبريه والبحرية في خليج العزة والكرامة .. ولأني باسمك أنت العربي رفضت أن اعترف بدولة الكيان ..فقد دفعت ولا زلت أدفع ثمن ذلك من دمي وقوت يومي .. فيما فضل بعض بني قومي من الذين أصروا على التمتع برفاهية الدولار الأمريكي والتنسيق الأمني مع حبيبهم الكيان أن يمروا من تحت المظله الأمريكية ليحصدوا عواصف وغبارا واياما سوداء ..، بعد أكثر من ستة عشر عام من توقيع اتفاق أوسلو المشئوم .. لهذا سأظل أتدخل في الشأن العربي ..شاء من شاء وأبى من أبى ..واللي مش عاجبه فالبحر الميت قريب منه ..! ، السلام على جيش مصر وجند مصر خير أجناد الأرض ، السلام عليكم .