خبر : عبد الناصر الأب في جنازة الإبن ...فريح أبو مدين

الإثنين 03 أكتوبر 2011 11:23 م / بتوقيت القدس +2GMT
عبد الناصر الأب في جنازة الإبن ...فريح أبو مدين



’مع السلامة يا خالد سلم على أبوك وقل له 300 مليون بيحبوك’ ولو استبدلت الكلمة الأخيرة بيفتقدوك لما جافيينا الحقيقة. كانت هذه إحدى الهتافات خلف نعش د.خالد عبد الناصر في جنازته التي انطلقت من المسجد الذي يثوي به جثمان الزعيم الراحل عبد الناصر. لقد كانت لحظات مفعمة بالمشاعر عادت بنا إلى نفس المكان من سبتمبر 1970 حيث قدر لي أن أكون في نفس المكان ولكن فارق الزمان واحد و أربعين عاما جرت فيها أحداث وتحولات مخيفة بل فاجعة في طول الوطن العربي.لقد جرفت الأحزان المشيعين إلى ذلك اليوم البعيد القريب حين فقدت الأمة زعيمها وهو واقف شامخ في الميدان يحاول حقن الدماء الفلسطينية في سبتمبر الأسود.كانت تلك ساعة الهول فتعالى صراخ و نواح العرب جميعا خاصة الفلسطينيون في كل مكان في الأرض المحتلة والشتات وفي زنازين القهر ومعسكرات اللاجئين مرددين ’عاش لنا واستشهد من أجلنا’ وهي جملة نحتها المرحوم المناضل شفيق الحوت وجسدها الفنان اسماعيل شموط . كان مشهد جنازة الإبن اسقاط بكافه المعاني على جنازة الأب فالشعور بفقد عبد الناصر كان طاغبا في ظل ما يجري في الساحات العربية من ثورات للشعوب العربية التي لم تجد من يعبر عنها كما يجب أو يسندها في مواجهة الإستعمار الجديد العائد الذي أصبح فيه ساركوزي والناتو عنوان لسايكس بيكو عسكري واقتصادي. ليس المقصود بهذا استنساخ ناصر جديد فلقد تغير العصر وتقلبت الظروف لكن تبقى الحاجة للعبرة و المغزى لإيضاح فكرة الثورة في وطن يحتاج إلى ثورية حقيقية .وهنا تكمن الحاجة إلى نموذج عبد الناصر لتنظيم حركة الشعب ولا أقصد نموذج تنظيم الضباط الأحرار ولكن بمنهج التغيير والتصحيح بعد ما حرف الحكام المسيرة والمصير بدكتاتورية ترعاها أمريكا والغرب والناتو وحتى لا يكون مصير الثورات هي تمزيق أوطانها جغرافيا و فئويا وربنا يستر. لقد حورب الرجل في حياته ومماته وتم سلب الشعب انجازاته ودوس كرامته في رغيف الخبز والتعليم والصحة....إلخ بعد أن كلن شعار الرجل ’ ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الذل والإستعمار’وساد الفساد و الخراب و الحمد لله أنه لم يتم التصرف في قناة السويس و السد العالي وهي من معارك عبدالناصر المجيدة. لقد ثقلت حركة الثورة وانفلتت الكثير من القوى وأصبحت بالعشرات ترفع مطالب فوق طاقة البلد ومقدراته واندست قوى التمويل الأجنبي (غربي و عربي بترولي) مما أثر سلبا على قوى الشعب وروحه الوثابة واذا جاز لي تقديم النصيحة لمئات الحركات والتنظيمات التي نشات بغسم الثورة أن هذا الكم الكبير من الفصائل والشعارات مدعاة للتشرذم و الإحباط ولكم في الحالة الفلسطينية خير مثال فلقد قامت عشرات التنظيمات والفصائل و الفسائل الفلسطينية تحت شعار تحرير فلسطين والحال كما ترون .واختم قائلا أننا نلــمح ظلك يا أبا خالد يهوم فوق وادي النيل بل أبعد من ذلك بطول العالم العربي و العالم الثالث الثواق إلى الحرية والكرامة فسلام عليك حيا و ميتا ولا نامت أعين الجبناء.’ محام فلسطيني