خبر : هل يلتقط أبو مازن دعوة مشعل الواضحة ؟! ... د. حسن محمد أبو حشيش

الإثنين 03 أكتوبر 2011 04:41 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل يلتقط أبو مازن دعوة مشعل الواضحة ؟! ... د. حسن محمد أبو حشيش



جاء خطاب خالد مشعل أمام المؤتمر الخامس لدعم الانتفاضة في طهران يوم السبت الأول من أكتوبر الجاري، واضحاً وجلياً في الموقف من ذهاب الرئيس عباس للأمم المتحدة، ومؤكداً على موقف حركته المُعلن من قبل . لقد قطع الخطاب كل التكهنات التي ذهبت بعيداً في تفسير قرار حركة حماس . فلم يحمل الغموض ولا اللبس، حيث أتى بلسان جمعي ووطني عام بعيداً عن اللسان الحزبي الضيق...فأكد على طبيعة الصراع مع الاحتلال، وأكد على حق المقاومة الشاملة، وحق العودة، وحق التحرير وتقرير المصير للشعب الفلسطيني، وفرَّق بين المرحلي والاستراتيجية، ودعا مشعل في خطابه الرئيس أبو مازن وحركة فتح وكل القوى والشخصيات المستقلة إلى لقاء وطني جاد لإيجاد مراجعة سياسية شاملة للمسار السياسي الفلسطيني للتوصل إلى استراتيجية وطنية جديدة نحو التخلص من الاحتلال وتحرير الأرض...ودعا إلى سرعة تنفيذ المصالحة، وتحقيق المشاركة الحقيقية، وإنهاء الانقسام، وتفعيل المنظمة . دعوة مشعل وضّحت الخطوة الأهم المطلوبة من الكل الفلسطيني، وبمبادرة الرئيس عباس وفتح كونهم المتنفذين في القرار الرسمي بعيداً عن نبض الشارع، وأرى أنها دعوة تنسجم شكلاً مع تصريحات عباس برغبته في حوار معمق مع حماس حول كل شيء والتي كررها بعد الأمم المتحدة عدة مرات، ولترجمة هذا الانسجام من الشكل الإعلامي إلى الميدان التطبيقي مطلوب أن يلتقط عباس هذه الدعوة والبدء الفوري في آليات إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والشراكة الحقيقية في كل شيء ليبدأ الشعب وقواه بعدها في حوار مفتوح لصياغة الاستراتيجية الجديدة للنضال الفلسطيني . ولا اعتقد أن الشعب بات يصبر على اللقاءات الشكلية التي تتم على ذمة المصالحة ولأغراض استعراضية واستهلاكية وتوظيفية لموقف سياسي ودعائي هنا وهناك، فجدول أعمال أي لقاء سيعقد يجب أن يتناول الأمور الجوهرية الأساسية وعلى رأسها إصلاح منظمة التحرير، وتشكيل الحكومة، والمصالحة الاجتماعية...أمّا أن يتم الجلوس للتصوير وللتشدق الإعلامي، ولمناقشة شكليات لا وزن لها، فهذا مضيعة للوقت وتوتير للأعصاب والنفسيات . بالتأكيد إن الثورات العربية تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته، واستغلال أجوائها الإيجابية في إنهاء الانقسام مسألة وطنية ودينية ومسئولية الجميع...وخاصة أن الانقسام كان برعاية النظام الرسمي العربي البائد . الشعب الآن ينتظر خطوة إيجابية من الرئيس عباس تجاه الخطوة التي أعلنها خالد مشعل...فهل يلتقط عباس بمسئولية وطنية وفي لحظة تاريخية فارقة ؟! نأمل ذلك ؟! رئيس المكتب الإعلامي الحكومي