خبر : ممنوع من الفُرجة .. توفيق وصفي

الأربعاء 28 سبتمبر 2011 01:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
ممنوع من الفُرجة  .. توفيق وصفي



الفُرجة على مباريات الكلاسيكو الأسباني مسموح بها، وغير ذلك إما مسموح وإما ممنوع، يُطلقها إن شاء المانح المانع بأمر رباني، كما يقول والمفتون التابعون له.. تُمنع الفرجة والاستماع إلى خطاب الرئيس محمود عباس في مطعم الغاليري، والحجة عند الاستفسار “ما معوش ترخيص”، دون أن ينتهي الأمر بالمنع وما تخلله من تفاصيل مستفِزَّة، فلا بد من معاقبة العاصي جمال أبو القمصان، الذي غصّ مطعمه الكائن في مدينة غزة ليلة الخطاب الممنوع بحشد من فلسطينيي غزة، أتوا للفرجة في فضاء مفتوح، فإذا بهم في لجة عرض آخر مثير للاستياء والسخرية!من يدافع عن هذه السياسة، ولمصلحة من؟ طبعاً لا أحد، حتى أن المانعين أنفسهم لا يُعلّقون على الأمر، وكأنه شأن لا يستحق التعليق، ولا تهزهم الاستنكارات والإدانات لما أبدوه من تطنيش وتحفظ وتلطيش، ليس فقط على ما حدث في الغاليري، كتتمة لما بدأ بمنع أي فعالية تتعلق باستحقاق أيلول، بل إزاء الحدث برمته، الذي يُثيرهم إبداء الإعجاب بما تضمنه من رجولة وثبات وقوة، عكَسَها الخطاب وصاحبه، حتى في تعليقات كثيرين من منتقدي سياسته.ممنوع من الإعجاب، ههههه، يعني احتكار حق التعبير، مع أو ضد، وإبقاء الآخرين “يعني إحنا” مخنوقين، ولا نَفَسْ، مشغولين بهموم الكهرباء والماء ودفع المخالفات والضرائب، لظنهم أننا لو التقطنا أنفاسنا فقد نفكر في مقارعتهم.. يا عمّي مبروك عليكم، بس خلوا لنا مجالا لنُغَنّي، نهتف، نعبر، نزعل، نفرح، نؤيد، نعارض، وبالتأكيد “مش انتو والله”، دعونا نعارض أي حد سواكم، فأنتم من الرَّبْع، دمنا دمكم، “ولاّ إلكو رأي ثاني”!إنَّ دَفْع الناس إلى مزيد من الخنوع والخوف والسلبية يشي بأن ثمة أسياداً وعبيداً، وكأن الوطن لفئة تستعبد فئة أخرى، يعني إذا اجتاحت إسرائيلُ غزة هل ستدافعون عنها وحدكم وتمنعون أهلها من الدفاع عن مدينتهم ومسقط رؤوسهم ورؤوس اللي خلّفوهم وخلّفوكم؟ أهذا حرص منكم علينا كأقلية مخروسة، أم تعزيز لهيمنتكم على الأرض وما عليها، كونكم الوطنيين وسواكم طابور خامس؟أرجو ألا أجد من يرد زاعما أن ثمة مسلكيات وإجراءات وقرارات فردية، نافياً أن تكون هناك سياسة مُقَرَّة من فوق، كموظف أمن في أحد المراكز الصحية الحكومية يمنع مواطنة شابة من فتح ملف طبي للعلاج، وحجته أنها لا ترتدي زياً شرعياً، وبعد إصرار على متابعة الأمر من ذوي المريضة والطبيب المعالج وإداري محترم يوقَفُ الموظف الأرعن عند حده، ويُصنف سلوكه بأنه محض سلوك فردي.أما آن الأوان لينتهي انتظارُنا السخيف موعدَ عودةِ حياتنا إلى مجاريها، أم سننتظر “أيضا” كمريض بحاجة إلى جراحة قسطرية، طال انتظاره ونوبات الألم في ازدياد، لأن الجهاز معطل، وعليه الصبر، وإذا حدث له شيء فهو شهيد الانتظار، يحتل سطراً ورقماً في كشف الضحايا السابقين! tawfiqwasfi@yahoo.com