هذا زرعك والغراس ... اليوم يحق لهذه المؤسسة العامرة وهي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن تحتفي بعد أن أضحى الشعار الذي رفعته واقعا ملموسا والذي كان يردده دوماً الراحل المؤسس د. فتحي عرفات وردده خلفه من بعده د. يونس الخطيب وهو "بلسمه جراح الشعب الفلسطيني" . بدر ياسر عرفات ، دلال التاجي ، المرحوم حمودة الكركي هم غيض من فيض ممن احتضنتهم الجمعية في أوائل الثمانينات وسعت دون كلل أو ملل لترسم البسمة والأمل على وجوههم بعد أن تقطعت بهم السبل ، وربما لان لبدر خصوصية خاصة حيث لم يتم التعرف على احد من آسرته أو عائلته وقت اجتياح إسرائيل للبنان في العام 1982م ما حدا بالزعيم الخالد ياسر عرفات إلى تسميته باسمه ومنذ ذلك الوقت أصبح بدر يعرف باسم بدر ياسر عرفات . بدر الذي ولد في العام 1980م في لبنان واستلمته الجمعية من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعمره ثلاثة أعوام عاد في العام 1995م إلى ارض الوطن وتحديدا مدينة خانيونس وكانوا وما زالوا يقيمون في سكن خاص تحت إشراف ورعاية مباشرين من قبل إحدى المتطوعات الأوائل في الجمعية د. جين كالدر استراليه الجنسية والتي أمضت ما يزيد عن ثلاثة عقود من التطوع في الجمعية . بدر الذي أصبح شابا يافعا وتجاوز الثلاثين عاما بسنه واحدة يعاني من شلل نصفي أيسر ولديه صعوبات في التعلم ،ولكن كل ذلك لم يمنع القائمين على رعايته من السعي لتعليمه حيث انضم في طفولته إلى مركز صغير للأطفال تابع للجمعية ، ثم انتقل بعد ذلك إلى مركز للتأهيل بعين شمس في القاهرة ودرس حتى الصف الخامس في إحدى المدارس المحلية ،وعندما اشتد عوده تقلى تدريبا عمليا في برنامج التدريب المهني في مدينة الأمل لتنمية القدرات في خانيونس حتى اصحب في نهاية المطاف احد الموظفين في الجمعية . وسط حالة من الفرح العارم وبمشاركه مسئولي الجمعية في محافظات غزة وموظفيها ومتطوعيها لبدر بمناسبة دخوله القفص الذهبي اليوم بعد أن عقد قرانه قبل شهرين على فتاة من خانيونس ،وقامت الجمعية لهذه الغاية بتجهيز كل ما يحتاجه الزواج حيث سيقيم في نفس السكن الذي كان يقيم فيه. فمن كل قلوبنا ونيابة عن الجميع نقول لبدر زواج مبارك إن شاء الله ، كما لا يفوتنا أن نبعث بالتهنئة الحارة لرئيس الجمعية د. يونس الخطيب ومديرها العام د.خالد جودة ولأم بدر أن جاز لنا ذلك د. جين كالدر ولكل من عرف بدر وأحبه خاصة رفيقه دربه دلال التاجي .