خبر : هذيان ... باسم الخالدي

الأربعاء 21 سبتمبر 2011 12:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
هذيان ... باسم الخالدي



بينما مكنت اغالب نعاسي ليلة امس علني اظفر بخبر يعدل من مزاجي المتعكر واذ بمذيعة سمحة المحيا تقرأ خبرا عن سلام فياض "أن السعودية ستحول 200 مليون دولار لخزينة السلطة الفلسطينية".  و مع أني لست موظفا حكوميا و لا أنتظر راتبي على احر من الجمر و لكن الخبر شدني من باب الاطمئنان على أن دعوة العشاء من صديقي الذي وعدنا به ان استلم راتبه في الميعاد ما زالت قائمة. و يبدو أن هذا الخبر السعيد هزم مقاومتي للنعاس فاستسلمت لنوم عميق. وتوالت, في نومي, أحداث كفيلة بأن تغريني بألا أفيق حتي لا تهرب لحظات الفرح اليتيمة في أيامنا هذه. رأيتني أشاهد التلفاز وخبرا عن أن الأخوة في حماس قد قرروا أن لا يتركوا الاسرائيليين و الامريكان يستفردوا بالقيادة الفلسطينية في نيويورك فأعلنوا "أنه مع الاحتفاظ بحقهم في رؤية سياسية مختلفة  الا أنهم يدعمون القيادة في توجهها للأمم المتحدة و سوف ليس فقط  يسمحون للفصائل في غزة بالقيام بفعاليات لدعم الموقف الفلسطيني في الامم المتحدة بل أيضا المشاركة الواسعة في هذه الفعاليات في غزة و الضفة".  هللت الله الله يا شعبي و اذا بالمذيعة تعلن أن الجماهير في مصر الكنانة تعلن عن مليونية في ميدان التحرير يوم الجمعة 23 سبتمبر لدعم الحق الفلسطيني و لن يرفع أي شعار أخر هذه المرة الى جانب العلمين الفلسطيني و المصري. ووجدتني أهلل قائلا: زيديني من أخبارك زيديني. و ما هي الا لحظات و تقرأ المذيعة المليحة أن الدول العربية النفطية قد قررت الرد على تهديدات الكونغرس الامريكي بدعم السلطة الفلسطينية ليس فقط بما كانت ترسله الولايات المتحدة ولكن بمبلغ نصف دولار عن كل برميل نفط عربي  لدعم القدس و اعادة اعمار غزة والدعوة لاجتماع طارئ لجامعة الدول العربية يخصص فقط لبحث أليات رفع الحصار عن غزة واعادة اعمارها. و تتوالى الأخبار عن أن الثورات العربية الأخري قد انضمت الى شقيقتها المصرية في فعاليات يوم الجمعة, و أن عمال الموانئ و المطارات في الدول العربية قد هددوا بأن يمتنعوا عن افراغ أية شحنة امريكية ان استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد قرار يسمح بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة. وقفت مشدوها لا أصدق ما أسمع و اذا بابني يأتيني ليخبرني أن شباب الفيس بوك العرب قد قرروا أن يقاطعوا وجباتهم السريعة المفضلة الى أن تغير امريكا من موقفها في مجلس الأمن و أن عدد أفراد هذه المجموعات وصل لعدة ملايين خلال ساعات فقط. لم يحتمل قلبي كل هذا الفرح و هو الذي جبل على توقع الأسوأ دائما, فقررت أن أخرج من البيت لأرى رد فعل الشارع على هذه البشائر, فاذا بحلقات كبيرة من الشباب و الصبايا يرفعون الأعلام الفلسطينية و هم يمارسون الدبكة الفلسطينية التي أعشق. تقدمت احدى الملاح و هي ترى انبهاري بأداء الشباب, تدعوني لمشاركتهم الدبكة, ضحكت و أخبرتها أن تقدم العمر, قاتله الله, لم يعد يسمح و لكن كتعويض لدعوتك الكريمة, سأذهب من فوري الى نابلس لأتيكم بالكنافة النابلسية للاحتفال معا. و اذا بأم العيال توقظني لصلاة الصبح. تبسمت و قلت سامحك الله , لو انك انتظرت عدة دقائق كي أصل نابلس و أحضر الكنافة التي وعدت الشباب, و خاصة تلك المليحة, ضحكت أم العيال بمرارة و أحضرت الهاتف النقال لتقرأ رسالة عن أن المستوطنين يغلقون طريق رام الله – نابلس.