انتهت الجولة الاولى من الانتخابات الاولية ( البرايمرز) لحزب العمل الاسرائيلي دون ان يستطيع احد المرشحين من الحصول على 40% من اصوات الناخبين لكي يفوز برآسة الحزب, حيث حصلت شيلي يحيموفتش على 32% من الاصوات في حين حصل عمير بيرتس على 31%. المرشحان الاخران هرتسوق و عمرام متسنع خرجوا من السباق . وفق نظام الحزب ستكون هناك جولة قادمة و نهائية يوم الاربعاء القادم بيت شيلي و بيرتس, مع الاخذ بعين الاعتبار ان هناك صفات مشتركة اساسية بين الاثنين و ان اختلفوا قليلا من الناحية السياسة, كلاهما يعتبر من المحاربين المعروفين من اجل القضايا الاجتماعية. شيلي يحيموفتش ابنت الواحد و الخمسين عاما و التي بدأت حياتها كصحفية ناقدة رفعت شعار العدالة الاجتماعية منذ الصغر, ربما لانها ولدت لاب كانت مهنته عامل بناء. عمير بيرتس التي يكبرها في السن بعدة سنوات من ابرز السياسيين الاسرائيليين الذين يرفعون راية العدالة الاجتماعية, حيث كان رئيسا لنقابات العمال الاسرائيلية( الهستدروت) لسنوات طويلة. من الناحية السياسية عمير بيرتس يعتبر من قوى اليسار و مواقفه تجاه الاستيطان و الدولة الفلسطينية اكثر وضوحا بالمقارنة مع شيلي يحيموفتش التي تعتبر من الناحية السياسة في الوسط مع الميل قليلا الى اليمين سيما بعد تصريحاتها الاخيرة التي قالت انها لا ترى في الاستيطان خطيئة. لكن الامر السياسي لم يكن هو المهم او الحاسم في هذه الانتخابات لان العامل الاجتماعي هو الاكثر تأثيرا في هذه المرحلة. على اية حال, ما تمحضت عنه النتائج الاولية و ما ستتمخض عنه الجولة القادمة يوم الاربعاء بين شيلي و عمير بيرتس هو مؤشر لما هو قادم من تغيرات و تحولات في المجتمع الاسرائيلي قد تؤدي الى تغيير في الخارطة الحزبية و البرلمانية في اسرائيلي. سيما ان استطلاعات الرأي التي اجريت فور اعلان النتائج الاولية تشير الى ان حزب العمل بقيادة شيلي يحيموفتش سيحصل على 22 مقعد في حين سيحصل على 18 مقعدا في حال فوز عمير بيرتس, هذا يعني انه و في كل الاحوال سيعود حزب العمل كقوة ثانية او ثالثة في اسرائيل لكي يسجل اول سابقة في التاريخ الحزبي الاسرائيلي و هو انتعاش الحزب و اعادة استنهاضة بعد ان يتركه زعيمه , اي بعد ان تركه بارك. الملاحظات الاولية التي يمكن تسجيلها و المتعلقة بنتائج هذه الانتخابات هي: اولا: شارك في هذة الانتخابات حوال 65% من نسبة الاعضاء المسجلين و اصحاب حق الاقتراع و الذي بلغ عددهم حوالي 66300 ناخب. هؤلاء لم يبحثوا عن حنرال جديد على غرار ما حدث في السنوات الماضية. لم يعد المجتمع الاسرائيلي مولع بالحنرالات لكي يقودوه, على ما يبدوا لقد سئم الاسرائيلي القيادات العسكرية السابقة التي كانت تفوز بسهولة في اي انتخابات اذا ما تنافست مع مدنيين. ثانيا: الاولية اليوم بالنسبة للناخب الاسرائيلي هي القضايا الاجتماعية و الخدماتية لهذا كان الخيار الاساسي بين شيلي و عمير بيرتس, الاحزاب الاخرى في اسرائيل بما في ذلك الليكود ستأخذ هذا الامر بعين الاعتبار عندما تختار مرشحيها و شعاراتها في الانتخابات المقبلة. ثالثا: بعد مرور ستين عام على قيام اسرائيل , ما زال العنصر العرقي يلعب دور اساسي في عملية الاقتراع او عند اختيار المرشحين. في نظرة على توزيع الاصوات بين المتنافسين يلاحظ ان شيلي يحيموفتش التي هي من اصل بولندي حصلت على نسبة اصوات مرتفعة من منطقة تل ابيب و الكيبوتسات التي في غالبيتها من اليهود الغربيين في حين حصل بيرتس الذي هو من اصل مغربي على غالبية الاصوات من الاطراف و القرى التعاونية التي في الغالب من اليهود الشرقيين , اضافة على حصولة على نسبة اصوات عالية في الوسط العربي. هذه التوزيعة في الاصوات قد تعطي مؤشر على ان فرصة شيلي يحيموفتش في الجولة القادمة ستكون افضل بكثير من فرصة عمير بيرتس لانه ببساطه حزب العمل يعتبر بالاساس حزب اليهود الغربيين. الجزء الاكبر من الذين صوتوا لبوجي هرتسوق و الى حدا ما الى عمرم ميتسنع سيعطون اصواتهم الى شيلي يحيموفتش لان نسبة اليهود الغربيين من بين هؤلاء هي اكثر من نسبة اليهود الشرقيين. هذا بطبيعة الحال ليس الاعتبار الوحيد و لكنه بالتأكيد احد الاعتبارات الاساسية. هناك اعتبار آخر قد يؤثر على نتيجة الانتخابات و هو نسبة المقترعين, كلما كانت النسبة اقل كلما كان ذلك في خدمة عمير بيرتس, كلما انخغضت النسبة كلما كان ذلك في مصلحة شيلي يحيموفتش وذلك لان مؤيدي عمير بيرتس اكثر تنظيما و اكثر تماسكا. خلاصة القول ان المجتمع الاسرائيلي يبحث في المرحلة المقبلة عن القائد الذي يعالج مشاكله اليومية و الحياتية و الاجتماعية و الابتعاد قدر الامكان عن القضايا السياسية و الايديولوجية العامة.