خبر : حل ازمة الرواتب لا تكون على حساب المواطن : ضريبة جديدة على الوقود بغزة ... بلال جاد الله

الخميس 25 أغسطس 2011 12:58 م / بتوقيت القدس +2GMT
حل ازمة الرواتب لا تكون على حساب المواطن : ضريبة جديدة على الوقود بغزة ... بلال جاد الله



حل أزمة رواتب موظفي حكومة غزة يجب أن لا يكون على حساب المواطن المنهك بالفقر والبطالة.  - مما لا شك فيه أن أي حكومة في العالم بحاجة الى تغطية نفقاتها ورواتبها  ولها الحق في فرض الضرائب لتسيير أمورها المالية ، ولكن في المقابل مما لا شك فيه إن هذه الضرائب يجب أن تراعي أحوال الناس وأوضاعهم  الاقتصادية. - ولا يمكن لأحد أن ينكر الحصار الجائر الذي فرض على غزة ، هذا الحصار الذي فرض على الشعب المثقل بالهموم تماما مثلما فرض على الحكومة  ، مما يعني أن الجميع شركاء بالمعاناة وربما الشعب هو الأكثر عناء، وفي المقابل فان لأي شعب حق على حكومته بأن توفر له ابسط مقومات الحياة الكريمة كالكهرباء والماء والسلع الأساسية والوقود والغاز والبنية التحتية وحق السفر بكرامة  ...الخ ، وذلك مقابل  دفع المواطن للضرائب  التي تستفيد منها الحكومة . - وان من حق أي شعب في العالم وفق القوانين أن يعرف وبشفافية  ما هي الآلية التي يتم بموجبها صرف الضرائب التي تم جبايتها من المواطن ، وهذا ما يحدث في  بعض الدول المتحضرة  حيث يحق لكل مواطن        ( دافع للضرائب ) أن يطلب من الجهات المختصة  اطلاعه على كيفية والية صرف أموال الضرائب التي هو جزء من دافعيها  أو أن يراها على الأقل على صفحة الحكومة الالكترونية  . - وهل يا ترى أدت الحكومة ما عليها من واجبات للمواطن تماما مثلما أخذت حقها في فرض الضرائب عليه على أكمل وجه  ؟؟ وهل وفرت الحكومة ابسط مقومات الحياة والاستقرار الاقتصادي وكافة ما عليها من واجبات تجاه المواطن كأي حكومة في العالم  قبل أن تفرض الضرائب ؟؟ - هل يا ترى هنالك كهرباء منتظمة ومياه متوفرة وصحية وسفر بكرامة عبر المعابر وعلاج ودواء وبنية تحتية متجددة ومعابر مفتوحة للتجارة واستيراد وتصدير سهل وفرص عمل متوفرة للأيدي العاملة ومكافحة مستمرة للبطالة وسهولة في إدخال وإخراج البضائع  ؟؟ أم أن الحصار هو العائق ؟؟؟ - أليس الأجدر  بالحكومة أن تعزز صمود شعبها المحاصر والمنهك بعد سنوات من الحصار والفقر وقلة العمل عبر توفير مقومات الصمود له ودعمه لمواجهة ما يعانيه من وضع استثنائي صعب ؟؟؟ -  وهل تعزيز صمود الشعب لمقاومة الحصار يكون بفرض مزيد من الضرائب على المواطن الذي تجاوزت نسبة البطالة في صفوفه معدلات قياسية بلغت حسب معدلات الامم المتحدة اكثر من 45 %  ؟؟؟ - هل الارتفاع المتتالي للضريبة المفروضة على الوقود  أمر منطقي يعطي مؤشرا على حالة من الاستقرار والرخاء الاقتصادي الكبير في غزة  ؟؟ - هل يوجد شعب في العالم يدفع الضريبة مرتين لحكومتين وهل القرار بفرض  ضريبة جديدة على السيارات القادمة عبر المعابر الإسرائيلية قرار عادلا ؟؟!! . - هل على الشعب أن يكون الضحية لأزمة الحكومة المالية وان يدفع الثمن من قوته الذي يحصل عليه بشق الأنفس لتدفع الحكومة رواتب الموظفين؟؟. - هل على المواطن أن يقلق عندما يسمع بتأخر رواتب الموظفين لأنه سيدرك حينها أن مزيدا من الضرائب قد تفرض عليه ، وهل مخرج الأزمة المالية للرواتب يكون على حساب الشعب أم انه من الأجدر إتباع أساليب أخرى ؟؟ -  أليس من الأجدر ترشيد النفقات المالية للحكومة  بدلا من فرض مزيدا من الضرائب على المواطن ؟؟ - وفي الختام : إن تعزيز صمود الشعب الفلسطيني لا يكون بفرض مزيدا من الضرائب عليه ، فبدلا من فرض الضرائب يجب على الحكومة توفير فرص العمل ومكافحة البطالة والفقر  وتعزيز صمود شعبها في مواجهة الحصار الذي شل الاقتصاد الفلسطيني ،  أما إن كان الاكتفاء الذاتي للحكومة سيكون على حساب المواطن   ( المحاصر ، المنهك ، الفقير ، المغلوب على أمره ........) فهذا ليس اكتفاءا ذاتيا لان الاكتفاء الذاتي يجب أن يوفر للمواطن كل حقوقه الحياتية أولا في مقابل حصول الحكومة على حقها في فرض الضرائب. الكاتب : صحفي من غزة