خبر : تداعيات عملية ايلات..د. سفيان ابو زايدة

السبت 20 أغسطس 2011 01:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
تداعيات عملية ايلات..د. سفيان ابو زايدة



تداعيات العملية العسكرية النوعية التي على ما يبدوا نفذتها مجموعات سلفية ما زالت تتصاعد. اسرائيل ما زالت تجري التحقيقات حول الثغرات الاستخباراتية او كما يسمونه الفشل في الاستفادة من المعلومات  التي قدمها جهاز ( الشاباك ) الاسرائيلي للجيش. هناك جوانب اخرى لهذا التصعيد يمكن تلخيصها بالنقاط التالية: اولا: الامن الاسرائيلي يدعي انه كان لدية معلومات شبه مفصله منذ اكثر من اسبوعين تفيد ان هناك مجموعات سلفية في غزة تتعاون و تنسق مع مجموعات سلفية في سيناء تخطط لتنفيذ عملية كبيرة في منطقة ايلات. هذه المعلومات تم ابلاغها للجيش الاسرائيلي لاتخاذ اللازم . الجيش اغلق الطريق الحدودي في الليل ، على افتراض ان الهجوم سيكون ليلي و اعاد فتحها في صبيحة اليوم التالي ، اي في نفس اليوم الذي وقع فيه الهجوم. تحقيقات يتم اجرائها الان من قبل الجيش للتحقيق في هذا الفشل. ثانيا: على الرغم من مباركة لجان المقاومة الشعبية نفت اي علاقة لها بالعملية، و على الرغم من اتهام اسرائيل المباشر لهم الا ان  العملية اكبر من حجم لجان المقاومة الشعبية في غزة و قدرتهم على تنفيذها لوحدهم. لقد تم استخدام كل الوسائل الهجومية، الاحزمة الناسفة، قذائف الار بي جي، العبوات الناسفة والاهم من ذلك ووفقا للتقديرات الاسرائيلية عدد هذه المجموعة تجاوز الخمسة عشر شخصا. بعض الخبراء الاسرائيليين يعتقد ان هناك اصابع لحزب الله ، على الاقل وفقا للاسلوب. ثالثا: من الناحية السياسية، ومن حيث التوقيت ، العملية في مصلحة نتنياهو و الجيش الاسرائيلي. نتنياهو و الجيش معنيون ان يعود اهتمام الرأي العام الاسرائيلي الى القضايا الامنية و السياسية و ليس كما هو حاصل اليوم على القضايا الاقتصادية و الاجتماعية. العملية و ما تبعها من تطورات و توتر و قصف عمليا الغى كافة النشاطات التي كان من المفروض ان تجرى في المدن الاسرائيلية و المطالبة بالعدالة الاجتماعية. رابعا: على الرغم من ذلك اسرائيل غير معنية بعملية عسكرية كبيرة متدحرجة في غزة، و لكنها معنيه بالحفاظ على نار هادئة من التوتر، خاصة بعد الاغتيال السريع لقيادة لجان المقاومة الذي شكل "انتقاما شافيا" من ناحيتهم لهجوم ايلات. حماس ايضا غير معنية بالتصعيد، لكنها الان لا تستطيع منع لجان المقاومة و الجهاد الاسلامي من اطلاق الصواريخ. تحاول ان لا تتورط بنفسها و لكن قد يصيب صاروخ اصابة قاتلة، حينها قد تتطور الامور بعكس رغبة حماس و اكثر مما ترغب به اسرائيل. خامسا: على صعيد تداعيات العملية على العلاقات الاسرائيلية المصرية بعد ان قررت السلطات المصرية سحب السفير من تل ابيب تحت ضغط الشارع المصري، التقدير الاسرائيلي ان الامر سينتهي بتقديم اعتذار اسرائيلي رسمي على مقتل الجنود المصريين، و لكن ليس قبل ان تنتهي التحقيقات، حيث هناك من يقول في اسرائيل ان من قتل القناص الاسرائيلي و الضابط الاخر في القوات الخاصة هم الجنود المصريين و ليس السلفيين. على اية حال، هناك جدل في اسرائيل حول طبيعة الظروف التي يجب ان تسود الى حين توجه الفلسطينيين للامم المتحدة. هناك وجهة نظر تقول ان التوتر و التصعيد هو في مصلحة اسرائيل حيث سينشغل الرأي العام العالمي في تطفئة الحرائق بدلا من علاج جذور المشكلة، و هناك وجهة نظر اخرى تقول ان التصعيد لن يخدم اسرائيل قبل سيبتمبر لان هذا سيجعل اقامة الدولة الفلسطينية امر اكثر ضرورة. في كل الاحوال ان لم تحدث تطورات دراماتيكية، لا  اسرائيل راغبة في  عملية عسكرية كبيرة في الوقت الراهن، و في نفس الوقت حماس ايضا غير راغبة بأستدراج اسرائيل الى هذا المربع. لذلك من المحتمل جدا ان يتم السيطرة على الموقف خلال الايام القادمة مع الحفاظ على نسبة من التوتر لكي لا تعود الخيام في اسرائيل الى الساحات العامة.