خبر : يرفض التجسّس..توفيق أبو شومر

الجمعة 01 يوليو 2011 04:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
يرفض التجسّس..توفيق أبو شومر



اعترف القاص والأديب اليهودي العراقي  سامي ميخائيل في 1/7/ 2011 في القناة الثانية، في برنامج السبت الثقافي، ونشر في صحيفة هارتس، أنه تعرَّض لمطاردة المخابرات الإسرائيلية والاستخبارات العسكرية، والشين بيت في خمسينيات القرن الماضي لينظموه كجاسوس إسرائيلي !! واعترف بأن أشهر الجواسيس الذين كشفوا في ستينيات القرن الماضي ، وهو إيلي كوهن كان زوج أخته ناديا .وإيلي كوهن هو الجاسوس الذي أعدمته سوريا في  15/5/1965  بعد أن كاد يصل إلى مرتبة رئيس وزراء قال سامي ميخائيل:" طاردتني كل أجهزة المخابرات، ولكنني رفضتُ وقلت لهم إذا أقنعتموني بأن عملي كجاسوس سوف ينفع أبناء شعبي، فإنني سوف أفعل، وعرضوا عليّ أن أعود للعراق، ثم أُسجن لغرض الاتصال بالسجناء الأكراد!!" قال أيضا:" كانت عائلة إيلي كوهن تعرف بأنه يعمل جاسوسا، ولكن.... كجاسوس تجاري ومالي  فقط ، كنتُ أحادثه يوميا، قال لي إنه يعمل في بلد عربي، يسافر ثم يعود لسوريا، عبر بلدان أوروبية، وأبلغني عن مكافأته، وعن غيرة وحسد نظرائه الموظفين منه، وعندما ألقى السوريون عليه القبض تمسمرت عند المذياع، واستمعت إلى أقواله أمام القضاة، وكنتُ آنذاك شيوعيا منبوذا!!"إن هذه الوثيقة جاءت على لسان الروائي اليهودي العراقي سامي ميخائيل المنتمي للحزب الشيوعي، المولود في بغداد عام  1926  وكان معاصرا للشاعرين، البياتي وبلند الحيدري. هاجر سامي ميخائيل لإسرائيل عام 1949 وترك بيته الجميل في الكرادة في بغداد ليسكن في خيمة في ضواحي تل أبيب!! كنتُ أتابع ما يكتبه هذا الروائي، وأجمع مقالاته: فهو يقول:" طُردنا من العراق لأننا يهود، وعندما وصلنا إسرائيل صرنا أعداء لها، فنحن مواطنون من الدرجة الثانية فيها، فنسكن قبل أن ندخل المدن في (محاجر) أما الإشكنازيم ، فهم لا يسكنونها، بل يذهبون للمدن مباشرة"." لوالدي أشباهٌ كثيرون، من الفلسطينيين وأكراد العراق، وأرمن تركيا، غير أننا محظوظون فلم نُبد بالغازات السامة، كما حدث لأكراد العراق في حلبجة !! وحين وصل لإسرائيل، عمل في تقليم أشجار الشوارع" وسامي ميخائيل عمل في صحيفة الاتحاد الحيفاوية، وكان صديقا مقربا من الكاتب الفلسطيني إميل حبيبي، وهو قد ترجم إلى اللغة العبرية ثلاثية نجيب محفوظ. وهو أيضا كاتب رواية(فكتوريا) وهي رواية ترصد حياة الجالية اليهودية في العراق في القرن الماضي، وترصد فسيفساء المجتمع العراقي عبر شخصية البطلة فيكتوريا ، التي ظلت تحاول الانتحار في دجلة!! وهو ناقدٌ للأفكار المتواترة في إسرائيل، فهو ينتقد النظرية الرئيسة في إسرائيل التي لا تعتبر يهود الدياسابورا أبطالا، إلا عندما يهاجرون إلى إسرائيل، وهو يقول:" إن هذه النظرية تنتقص من دور اليهود في المهاجر" كما أنه انتقد غزو الجيش الأمريكي للعراق، وقال:" كنتُ أُحس وأنا أرى النهب والتدمير في العراق، وكأنه يقتطع من لحمي، فأنا قد ولدتُ هناك "!!