خبر : وُقِّـع الاتفاق.. فهل ستتحقّق المصالحة؟!... عبد الناصر النجار

السبت 30 أبريل 2011 10:16 ص / بتوقيت القدس +2GMT
وُقِّـع الاتفاق.. فهل ستتحقّق المصالحة؟!... عبد الناصر النجار



حتى لا نَصدِم أبناء شعبنا، لا بد من التفريق بين إنجاز المصالحة وتوقيع اتفاق المصالحة؛ لأن التوقيع يأتي ضمن خطوط عريضة، يبدو ظاهر الخلاف عليها قليلاً.. ولكن تحقيق المصالحة يضم أصغر التفاصيل وأدقّها، وهنا يكمن "الشيطان".نحن مع المصالحة الحقيقية، وربما كنّا أكثر المتضررين من الانقسام على الصعد كافة، ابتداءً من الصعيد الشخصي، وحتى الصعيد الجمعي، أو المجتمعي... ومستعدون لدفع ثمن المصالحة من أجل القضية الوطنية الجامعة، ومن أجل توجيه البوصلة، بشكل كامل، نحو التناقض الأساسي والرئيس مع الاحتلال الإسرائيلي.ولكن؛ ماذا تغيّر حتى نُفاجأ بالاتفاق في القاهرة؟.. وهنا تُثار مجموعة أسئلة، منها: هل تم الاتفاق على إعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني، بحيث يكون نظاماً واحداً متكاملاً ومتوافقاً في إستراتيجياته وفي رؤيته لمستقبل الشعب الفلسطيني وحلّ القضية الوطنية؟ وهل تم الاتفاق على صياغة منظومة أمنية موحّدة لا تخدم أجندات حزبية أو فئوية، وتلغي ارتباطاً نُسِج خلال السنوات الماضية مع جهات إقليمية؟! وهل المقاومة حكرٌ على فئة معينة، تصبغها حسب رؤيتها الضبابية، بحيث تبدو مقاومة مشروعة ووطنية في لحظة ما، ثم تتحول إلى خائنة في لحظة أخرى؟! وهل سنُجمِع على المقاومة الشعبية في كل الأراضي الفلسطينية، بما فيها على حدود قطاع غزة؟! وهل ستأتي الوزارة المقبلة على شكل مفهوم التقاسم وليس التصالح، بحيث نحتاج إلى أسبوع للاتفاق على هذا الوزير أو ذاك، ولا نريد الخوض في مَن سيشكل هذه الوزارة؟ وماذا عن المعتقلين..؟!!هذه مجموعة من الأسئلة، إذا ما نظرنا في إجاباتها بصدق وضمير، فإننا سنقف أمام مجموعة من الألغام المتفجرة!!!إن الحقيقة الثابتة اليوم هي أن المتغيّرات في العالم العربي سرّعت في التوقيع على الاتفاق، وخاصةً الأحداث السورية.. فسقوط النظام السوري يعني، بالتأكيد، تغييراً كبيراً في شكل التحالفات القائمة في المنطقة اليوم.ولذلك، نتمنى أن يكون توقيع الاتفاق قائماً على أساس المصالح الوطنية، وليس المصالح الفئوية، كضرورة مرحلية... والمتابع لتصريحات قيادات كثيرة، يتأكد أن المشهد ليس ملائكياً، وتسيطر عليه كثير من الشكوك في المستقبل!.الشعب الفلسطيني يريد إنهاء الانقسام، والمصالحة.. فهل يحقّق لهم الاتفاق ذلك؟ نتمنى، وإن غداً لناظره قريب. ساحة "الفنا".. إرهاب من جديدقبل أسبوعين كنتُ في ساحة "الفنا" في مراكش.. مَن يدخلها تُحفَر في نفسه ذكريات لا تُنسى، وهي ساحة بحق جزء من التراث العالمي.. أكبر مطعم مفتوح في العالم، فِرَق موسيقية، حلقات ذِكر، رقصات شعبية، مقاهٍ على مستوى عالمي.. بمعنى آخر؛ كل ما تتمناه تجده في هذه الساحة، التي تعجّ بكل بني البشر.. في ساحة "الفنا" حضارة وفنّ وشعب مغربي عظيم، ومدينة عصرية.قبل وصولي إلى الساحة، مرَرْنا على فندق وقع فيه انفجار قبل عدة سنوات أيضاً، من قبل المجموعات الظلامية الإرهابية، التي ما زالت تقتل باسم الدين، وعندها شعرتُ كم نحن بحاجة إلى اقتلاع الأشواك السامة والإرهابية من مجتمعاتنا.. قبل أن نقع ضحايا لها، كأشخاص ومجتمعات.أول من أمس، ضرب الإرهاب قلبَ مراكش، مرةً أخرى، وعمّد الضحايا بدمهم طريق الحرية والتعددية والدمقرطة والتنمية، أما أولئك الذين يعتقدون، أنهم بقتلهم الأبرياء، إنما يرضون الله!! فالربّ منهم براء؛ لأنه الرحمن الرحيم العادل السلام، وليس الإجرام والإرهاب والدم.. قلوبنا وعقولنا معكم يا شعبنا المغربي الحبيب!. abnajjarbzu@gmail.com