خبر : القبة الحديدية – الانجاز وثمنه/بقلم: مئير إلران/هآرتس 10/4/2011

الأحد 10 أبريل 2011 11:34 ص / بتوقيت القدس +2GMT
القبة الحديدية – الانجاز وثمنه/بقلم: مئير إلران/هآرتس 10/4/2011



 ستُعد عمليات التثبيط الناجحة لقذائف "غراد" الصاروخية التي أُطلقت من قطاع غزة في الايام الاخيرة مرحلة تأسيسية ايضا لنظام "القبة الحديدية" وتطور التفكير العسكري في اسرائيل ايضا. فهذه أول مرة ينجح فيها نظام الدفاع الجوي الاسرائيلي في مواجهة تحدي السلاح المائل المسار. لم يأت تحقيق مبدأ الدفاع الفعال الى الجيش الاسرائيلي بسهولة، فقد تم جدل قوي لسنين طويلة في جهاز الامن في مجرد الاحتياج الى هذا النظام. تحفظ كبار مسؤولي الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو من ذلك إذ رأوه شذوذا غير ملائم عن التأكيد الهجومي الواضح. إن حرب لبنان الثانية وتعبيراتها المعوجة هي التي قادت وزير الدفاع آنذاك عمير بيرتس الى الامر لتطوير حلول تكنولوجية تعطي ردا على التهديد المائل المسار القصير. وأسهم وزير الدفاع اهود باراك في ذلك بعد ذلك بـ "تصور الطبقات" للدفاع الفعال (للمدى البعيد – "حيتس"، وللمدى المتوسط – "الصولجان السحري". وللمدى القصير – "القبة الحديدية"). إن انجاز النظام الجديد مهم. فهو أولا يُعبر عن قدرات تقنية اسرائيلية من الطراز الاول. لقد برهن سلاح الجو مرة اخرى على قدراته التنظيمية باستيعاب النظام وجعله عملياتيا. إن التأليف المبرهن عليه بين المطورين والمنفذين كنز ثمين سيكون له تأثير فيما يلي ايضا وسيشجع بيع دول اجنبية هذا النظام. والى ذلك يمنح نجاح النظام اسرائيل وقادتها بُعدا نوعيا جديدا من قدرة الرد على تحديات حماس وحزب الله: إن النظام في الحقيقة لا يرد على جميع السيناريوهات، في النشر الضيق الحالي بيقين، لكنه يشير الى امكانية جديدة حيوية لا مثيل لها ستضاف منذ الآن فصاعدا الى الترسانة الاسرائيلية في مواجهة التهديد. يوجد من يدعون منذ سنين الى زيادة قدرة دفاعية على القدرات الهجومية الملحوظة للجيش الاسرائيلي تناسب التهديد الحالي. والآن أصبح يوجد أداة تحقق هذه الرؤيا المناسبة. وهناك للدفاع الفعال عامة ولـ "القبة الحديدية" خاصة معنى نفسي حيوي للسكان المدنيين الذين يهددهم السلاح المائل المسار. فان تتابع النجاح سيُسهم في شعور الجمهور بأمنه ومنعته وقدرته على مجابهة الصعوبة. لكن لسلسلة الانجازات المدهشة هذه ثمنا عاليا ايضا. تُنشر اليوم في جنوب البلاد بطاريتا "القبة الحديدية". من اجل انتاج المظلة الضرورية لحماية تجمعات السكان والبنى التحتية الوطنية والعسكرية الحيوية مع الموازنة بينها، يُحتاج الى نحو من 18 بطارية وربما أكثر. وكلفة شرائها واستعمالها باهظة جدا. يفترض ان يأتي جزء من النفقة وهو 205 ملايين دولار من الولايات المتحدة بحسب اتفاقات مع الادارة. لكن هذا المبلغ بعيد عن المطلوب. لهذا ما لم يستقر الرأي على تخصيص نفقة لشراء البطاريات من ميزانية الامن نفسها مع تفضيل هذا المجال على مجالات اخرى، فلن يكون في الامكان تحقيق النشر المطلوب في الأمد القريب. هذا هو جذر المشكلة. وعلى حسب النجاح ستكثر المطالب ولا سيما من القيادة المدنية المحلية. إن "القبة الحديدية" قد أصبحت منذ زمن قضية سياسية. علاوة على أن وزير الدفاع يجهد في تضخيم إسهامها قياسا بمقولات منضبطة لكبار المسؤولين في الجيش. سيصعب على حكومة اسرائيل أن تصمد أمام الضغوط المتوقعة وستجد نفسها منجرة الى توسيع الاستثمارات في النظام على نحو بطيء جدا وربما متأخر جدا. كان يجدر بها ان تستثمر المطلوب في أسرع وقت وفي زخم.