خبر : هدف ذاتي دولة الحدود المؤقتة/بقلم: الياكيم هعتسني/يديعوت 15/3/2011

الثلاثاء 15 مارس 2011 12:21 م / بتوقيت القدس +2GMT
هدف ذاتي دولة الحدود المؤقتة/بقلم: الياكيم هعتسني/يديعوت  15/3/2011



 الصور الفظيعة من المذبحة التي لا يمكن للجمهور ان يراها، ولا بد ان رئيس الوزراء قد تعرض لها، ترتبط ارتباطا مباشرا بـ "دولة ذات حدود مؤقتة"، يوشك على ان يمنحها للشعب الذي منه خرجت الوحوش المجرمة.  ايتمار يفترض ان تندرج ضمن اراضي هذه الدولة، التي حدودها فقط ستكون مؤقتة، ولكن سيادتها ستكون غير محدودة. الجيش الاسرائيلي لا يمكنه أن يدخل، مثلما يفعل اليوم، الى عمق المنطقة، ليفرض حظر التجول على القرى ويعتقل المشبوهين. وسيتعين على اسرائيل أن تعتمد على حكومة رام الله في أن تحقق، تعتقل، تحاكم وتعاقب القتلة. هل يوجد في العالم حتى مجنون واحد، يؤمن بصدق بان مثل هذا السيناريو يمكن أن يحصل عمليا؟ فالحكومة المستقبلية لـ "دولة الحدود المؤقتة" تسمى الميادين، المدارس والملاعب الرياضية على اسماء القتلة الذين ارتكبوا مثل هذه الافعال بالضبط وترى فيهم ابطالا وقديسين! لن يكون لحكومة اسرائيل أن خصت نفسها مفر غير التوجه الى الامم المتحدة أو الناتو بحيث تأمر هذه القوات الدولية التي سترابط على الحدود "المؤقتة" بين اسرائيل وفلسطين لعمل كل ما تعمله قوات الجيش والمخابرات الاسرائيلية اليوم في القرى المشبوهة وما يفعله القضاء في اسرائيل بالقتلة. من يؤمن بان هذا بالفعل ما سيحصل – فلينهض! اصبع الهي وحشي قدم في ايتمار لقادة اسرائيل هذا السيناريو المتوقع، ليجسد لهم الفارق الهائل الذي بين "السلطة" و الدولة، التي كل تدخل في ما يجري في حدودها، حتى وان كانت هذه "مؤقتة"، ستصبح حادثة دولية، ومسا بسيادة أجنبية. غير أن فظاعة ايتمار تجسد فقط لغما واحدا يدسه لنا غرس السيادة الفلسطينية في بلادنا. زعماء رام الله يعلنون صراحة بان فقط جراء ضعفهم هجروا حاليا الارهاب ويكافحون بوسائل دبلوماسية، ولكن خيار البندقية، لا يزال قائما. وعليه، فبعد ان يغرس نتنياهو في فمهم الفارغ اسنان السيادة، فما الذي سيمنعهم من العض. فالحدود ستسمى "مؤقتة" لان العرب لم يصلوا الى رضاهم عن حدود 67، القدس التاريخية، "تطهير" المنطقة من اليهود، اعادة اللاجئين، والى جانب هذا المؤقت سيواصلون النظر الى اسرائيل كدولة احتلال، مثلما يواصلون النظر الينا في غزة كمحتلين. وسيكون التغيير في انه من الان فصاعدا ستكون تحت تصرفهم في حربهم ضدنا ادوات ووسائل ما كانوا ليحلمون بها عندما كانوا لا يزالون مثابة "سلطة". المكانة السيادية التي ستمنحها اسرائيل لغير البشر من رام الله ستمنحهم سيفا حادا للقتال ضدها – أحلاف عسكرية معادية، مسيرات "لاجئين" نحو الحدود "المؤقتة"، شل فعالية الجيش الاسرائيلي في حربه ضد الارهاب، مقاطعات، عدد لا حصر له من الحوادث الدولية، كله – كي لا يسمحوا لـ "النزاع" بالنزول من جدول الاعمال العالمي والاسرائيلي الداخلي. المبادرة الجديدة لنتنياهو، ثمرة الفزع وليس للمرة الاولى، فقط، ستزودهم بوسائل قتال سيادية لمواصلة حربهم ضدنا على مستويات أخطر بكثير. كما أن منع وصولهم الى حدود 76، الهدف المزعوم لكل المناورة، لن يحققه نتنياهو. بل العكس. فان مكانة الدولة، التي هي مضمون هذا الهدف، سيجعل من السهل على الفلسطينيين الوصول الى هناك. النتيجة الصرفة من خطاب بار ايلان 2 لنتنياهو ستكون الانسحاب الى الخط الاخضر – على مرحلتين. "سيناريو ايتمار" سيكون واقعيا حتى لو أخلى نتنياهو ايتمار من داخل "الحدود المؤقتة". فالقاتل يمكنه أن يتسلل ايضا الى داخل اسرائيل ويختفي ما وراء "الحدود المؤقتة". ماذا ستفعل اسرائيل؟ هل ستنطلق في رصاص مصبوب (وغولدستون 2)، وهذه المرة في ظروف دولية اسوأ باضعاف، لحرب ضد دولة؟ "الدولة ذات الحدود المؤقتة" هي هدف ذاتي يسجله على نفسه حارس مرمى مفزوع. ولكن ماذا حصل لباقي اللاعبين، هل غاب وعيهم؟