خبر : ادارة اوباما كفيلة بان تستخدم الفيتو لاول مرة على مشروع قرار فلسطيني في مجلس الامن../هآرتس

الجمعة 18 فبراير 2011 01:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
ادارة اوباما كفيلة بان تستخدم الفيتو لاول مرة على مشروع قرار فلسطيني في مجلس الامن../هآرتس



مجلس الامن في الامم المتحدة سيصوت اليوم على مشروع قرار للسلطة الفلسطينية والدول العربية يقضي بان المستوطنات في الضفة "غير شرعية وتشكل عائقا امام حل الدولتين". ومن المتوقع للولايات المتحدة أن تستخدم حق النقض الفيتو على القرار، لاول مرة في ولاية الرئيس براك اوباما. للامتناع عن استخدام الفيتو تحاول الادارة الامريكية ان تعرض على الفلسطينيين "رزمة سياسية" مقابل سحب مشروع القرار. الرئيس براك اوباما تحدث أمس مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) في محاولة للضغط عليه للتنازل عن مشروع القرار الفلسطيني اليوم في مجلس الامن في الامم المتحدة. وقد استمرت المكالمة الهاتفية خمسين دقيقة. في أعقاب المكالمة أعلن ابو مازن عن نقاش طارىء للقيادة الفلسطينية هذا الصباح ليتقرر فيه اذا كان سيستجيب لاقتراح حل الوسط الامريكي والمخاطرة بانتقاد جماهيري حاد، أم المطالبة بالتصويت في مجلس الامن والمخاطرة بمواجهة جبهوية مع الرئيس الامريكي. مسؤول كبير في وزارة الخارجية أفاد بان الولايات المتحدة مارست في الاونة الاخيرة ضغطا شديدا للغاية على السلطة الفلسطينية والدول العربية لسحب مشروعها. فقد تحدثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قبل ثلاثة ايام مع رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن). والتقت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس هذا الاسبوع مع سفراء الدول العربية في الامم المتحدة واوضحت لهم بان الولايات المتحدة ترغب في حل وسط يعفيها من وضع تستخدم فيه الفيتو على القرار. "الرزمة السياسية" التي اقترحها الامريكيون كبديل عن قرار مجلس الامن، تتضمن تشديد الضغط على اسرائيل لوقف البناء في المستوطنات؛ نشر بيان تنديد حاد من الرباعية أو من اوباما بالمستوطنات؛ والدفع الى الامام بالمشروع الروسي لزيارة مشتركة من اعضاء مجلس الامن الى الضفة تأييدا للسلطة الفلسطينية. وحسب تقارير وصلت الى القدس، فقد سار الامريكيون بعيدا واقترحوا ان في لقاء الرباعية في منتصف اذار يصدر تصريح عن الحل اللازم لعدة مسائل جوهرية بين اسرائيل والسلطة، مع التشديد على ان تقوم الدولة الفلسطينية على اساس حدود 67، الامر الذي يتعارض مع موقف الحكومة الاسرائيلية.وكان الفلسطينيون والدول العربية ردوا الاقتراحات الامريكية. وأعلن السفير الفلسطيني في الامم المتحدة رياض منصور بان مشروع القرار سيرفع الى مجلس الامن هذا المساء. في مسعى للحظة الاخيرة أمس لمنع التصويت، اقترحت الادارة الامريكية على السلطة الفلسطينية ان بدلا من قرار رسمي ينشر تصريح من رئيسة مجلس الامن، يضاف اليه رزمة الامتيازات السياسية. وأجرى رئيس الوزراء نتنياهو ومستشاروه أمس محادثات مع البيت الابيض وشددوا على أن اسرائيل لا تعارض نشر بيان رئاسي اذا لم يكن حادا على نحو خاص. في الامم المتحدة قدروا أمس بان المساومة على مشروع القرار الفلسطيني ستنتهي اليوم بتنازل فلسطيني عن المشروع في مجلس الامن، في صالح تصريح رئاسي يندد بالمستوطنات. مثل هذا التصريح عديم المفعول القانوني او العملي.الولايات المتحدة هي الوحيدة التي تعارض مشروع القرار رغم حقيقة أن صيغته لا تتعارض وسياستها في موضوع المستوطنات. 14 عضوا آخر في مجلس الامن يؤيدون المشروع. وينبع الاعتراض الامريكي من التخوف من أنه اذا ما أقر المشروع، فسيكون أكثر صعوبة استئناف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة. وقد سبق للادارة الامريكية أن اعلنت عن نيتها استخدام الفيتو على القرار الامر الذي سيكون محرجا جدا لاوباما. فقد امتنعت الان عن استخدام الفيتو كجزء من رغبته في تشجيع التعاون الدولي. الامريكيون، الذين يعتقدون بان سلوكهم في الازمة في مصر اكسبهم نقاط استحقاق في العالم العربي، يخشون من أن الفيتو سيشطب الانجازات. دبلوماسيون ومحللون في نيويورك قالوا امس ان الموقف المتصلب من الدول العربية في رفض الاقتراحات العربية هو تعبير أول على تأثير الثورة في مصر والاضطرابات في البلدان العربية على مواقف هذه الدول في الساحة الدولية. فمصر كانت معروفة كأنها العامل السائد في المجموعة العربية وتعمل رئيسا دوريا للمجموعة. وقال أمس مسؤول كبير في الامم المتحدة ان "السفير المصري في الامم المتحدة وسفراء الدول العربية يسعون الى الاثبات بأنهم لا يتجاهلون تطلعات المتظاهرين". التقارير عن الحل الوسط الذي اقترحته الولايات المتحدة على الفلسطينيين مقابل سحب مشروع القرار اثارت موجة من الانتقادات في أوساط مؤيدي اسرائيل في الولايات المتحدة وفي المعسكر الديمقراطي. وقالت عضو الكونغرس الديمقراطية نيتا لوي ان "التنازل عن التأييد لاسرائيل في مجلس الامن ليس خيارا على مشروع القرار وتوضح باننا لن ندعم المساعي لتخريب المسيرة السلمية".