خبر : روحي فتوح مناضل كبير يجب أن يستعيد حقه ..بقلم : زياد ابوشاويش

الجمعة 26 نوفمبر 2010 09:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
روحي فتوح مناضل كبير يجب أن يستعيد حقه ..بقلم : زياد ابوشاويش



تابعت باهتمام كبير مجريات الوقائع المثيرة للريبة مما وقع للمناضل الفلسطيني المعروف والرئيس الثاني للسلطة الوطنية بعد رحيل الأخ ياسر عرفات، الأخ روحي فتوح. في تلك الأيام لم نكتب رأينا رغم حساسية الأمر وأهمية الإدلاء بما يستنتجه المرء من تلك الوقائع، ويعود ذلك لوجود لجنة قضائية مكلفة ببحث الموضوع والبت فيه، لكن مع الأسف كانت الأهداف القذرة المتوخاة من تلك الوقائع والبيانات قد تحققت وخسر روحي الكثير. اللجنة القضائية برأت أبا وسام، لكن سمعة روحي وموقعه في نفوس الناس وقلوبهم لم يسلما من عقابيل الحدث المدبر . الكتابة اليوم عن روحي بعد ما يزيد عن العامين من الواقعة والإدلاء بما أعرفه عن الرجل ليس فيه شبهة التحيز أو المصانعة التي كان يمكن أن نتهم بها في تلك الأيام، أو على أبواب مؤتمر حركة فتح في بيت لحم والذي كان مدعاة للسخرية بإجراءاته ومكانه ونتائجه، فروحي هو ابن قريتنا برقة التي لم يعرف عن أهلها الخسة والخيانة أو المس بالغير، كما أن والدته ابنة عمومتنا، ووالده كان صديقاً لوالدنا رحمه الله، وكان يمكن أن يقال قبل اليوم أن التصدي للدفاع عن روحي يأتي من خلال عصبية قبلية وعشائرية مرفوضة، وهي عندنا كذلك مرفوضة على اعتزازنا بأصلنا ونسبنا الذي لا نضيع بسببه طريق الحق أو نحيد عنها. واستطراداً وحتى تتضح صورة ما أكتب بدقة أقول أن الأخ روحي فتوح لم يقدم لي يد العون لنيل حقوقي التي أستحقها في وقت كنت أحوج ما أكون لها، وقد لجأت له وطلبت منه فوعد ولم يفي رغم قربه من الراحل عرفات وقدرته على انتزاع أي قرار منه بالخصوص ( لا اعرف للآن السبب )، وأقول هذا أيضاً لتكون خلفية ما أكتبه عن الرجل صافية الأمر الضروري لتوضيح الصورة. كنت أتطلع لهؤلاء الذين شهدوا لروحي أمامي على نزاهته وصدقه وإخلاصه أن يشكلوا له ليس طوق نجاة، بل درعاً واقياً كما كان لهم ذات يوم هذا الدرع. رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب بأغلبية كبيرة، والذي يحظى حسب معلوماتي المؤكدة بثقة حركة فتح ومعظم الفصائل الفلسطينية والراحل أبو عمار يتعمد الإسرائيليون أن يفتشوا سيارته وهم يعلمون ما بها، وبأنها ليست الوحيدة التي تحمل مواد مهربة للضفة الغربية، وحتى من معبر رفح المحاذي لقطاع غزة كانت سلطات العدو تعلم بما يتم تهريبه ولا تهتم سوى بالسلاح، فما الذي جعلها في ذلك اليوم ومع الأخ روحي فتوح تفعل هذا؟ أعتقد أن هناك من يستطيع الإجابة عن السؤال في الضفة الغربية...وفي رام الله تحديداً. الرجل الذي تولى عن جدارة مناصب رفيعة في العمل الوطني الفلسطيني وعرف عنه نظافة اليد والنزاهة والعلاقات الطيبة مع الجميع يتعرض لفضيحة تطيح به ولا يجد له نصيراً فهل هذا أمر مقبول؟! وهل الخشية من الخسارة يصل بالناس حد الجبن وقلة الوفاء؟ أعتقد أن الإجابة ستكون بنعم لو فهمنا معنى اتفاق أوسلو المشؤوم وتوابعه. السيد روحي فتوح ربما نتفق معه، وبالتأكيد نختلف معه سياسيا،ً لكننا لا يمكن أن نخترع له سلبيات ونواقص لمجرد اختلافنا معه، هذا بالنسبة لمن هم خارج فتح مثلي، أما رفاق الدرب والعيش والملح فكيف يتصرفون وهم يرون زميلهم وصديقهم وربما حاديهم يتعرض لتغول صفيق وهجوم مرير ؟ هل تدفعهم بعض الاختلافات التنظيمية أو الطموحات الشخصية لهدر دم الرجل وتركه وحيداً أمام عاصفة مفبركة جيداً؟ لقد استفسرت من عشرات الرفاق والمناضلين عن روحي فتوح وسمعت منهم كلاماً يدعو للاعتزاز وليس للطأطأة أو الانحناء. ليس لحادثة سخيفة يكررها العديد من أدعياء الطهارة ولم يرتكبها الرجل أن تعكر صفو حياة حافلة بالعطاء، ولا بأخلاق شهد الجميع بمتانة بنائها عنده. روحي فتوح لم أره وأجلس معه سوى أريع مرات فقط طوال عمري ولفترات محدودة لكني علمت فيها ومما سمعته من زملائه ومن كل الجيل الثاني في حركة فتح أنه من أفضل الكوادر الذين خرجتهم فتح من مدرستها النضالية النظيفة وليس المدرسة الفاسدة التي وجدناها بعد أوسلو وقيام السلطة، كما أنه وبشهادة المنافسين لحركة فتح مناضل صادق العزم والعزيمة. تحية للأخ روحي فتوح القائد الوطني المحترم، وبالتأكيد سوف يستعيد حقه عما قريب. Zead51@hotmail.com