خبر : اسرائيليون نحن/بقلم: د. دورون افيطال/هآرتس 17/10/2010

الأحد 17 أكتوبر 2010 12:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
اسرائيليون نحن/بقلم: د. دورون افيطال/هآرتس  17/10/2010



 اليهود في الشتات طولبوا دوما بالتصدي لمطلب الرد على السؤال لمن يعطون ولاءهم – لأبناء بلادهم ودولتهم أم لأبناء شعبهم ودينهم. هل هم المان أم يهود، فرنسيون أم يهود. هذا السؤال أعطى الصدى على خلفية قضية درايفوس مثلا. يهوديته هي التي جعلت درايفوس مشبوها مريحا بالخيانة. إذ معقول أن يكون ولاءه لأبناء شعبه اليهود المتواجدين في المانيا، العدو اللدود لفرنسا، وليس للشعب الفرنسي – كما ادعى الساخرون. هرتسل، الذي غطى قضية درايفوس لصحيفته النمساوية، فهم بأنه يوجد فقط سبيل واحد لتحطيم الإسفين الذي يفصل بين اليهودي وبين مواطنته – بين ولائه لتراثه اليهودي وبين ولائه المدني لبلاده ودولته: دولة قومية للشعب اليهودي، والتي هي ليست سوى دولة اسرائيل. وها هي مرت أكثر من مائة عام، وفي انقلاب تاريخي مذهل بمفارقته، في ظل الدحض التام للمنطق الذي وجه خطى الحالِم بالدولة، تقرر دولة اسرائيل أن تقيم هذا الفصل من جديد، وأن تدق مرة اخرى إسفينا بين شعب اليهودي ودولته، بين يهوديته واسرائيليته. منذ سنين وبوادر الشغب والتشويش هذه توجد في الثقافة الاسرائيلية. متدربو حركات الشبيبة يترددون في مسألة ما هو الأسبق، اليهودي أم الاسرائيلي، ويقلبونها من جهة الى اخرى وينسون بأن "الاسرائيلي" – هو الجواب الذي يرمي الى وضع حد للهوية المزدوجة التي فُرضت على اليهودي على مدى التاريخ، الجواب الذي في سبيله سُفك دم كثير. اسرائيليون نحن، وولاؤنا هو لدولة اسرائيل. نقطة. التعقيد الذي ينطوي عليه عنوان "دولة اسرائيل" لا يمكن تحليله الى عناصر أولية ولا يمكن أن يُصب في قالب من التعريف الضيق كهذا أو ذاك. تاريخ كامل يقف خلف هذه العبارة، دولة اسرائيل. لن نستخف ايضا بالتعقيد الذي يختبيء هنا – تعقيدا أكثر حتى من ذاك الذي تنطوي عليه قصة دول قومية اخرى، ولكنها لا تختلف بشكل جوهري – وبموجبها، يشارك في الدولة ايضا مواطنون هم أبناء قوميات، أديان وثقافات اخرى. هم ايضا موالون لدولة اسرائيل وقوانينها. قسم وواجب مدني واحد للجميع، كما هو مناسب لمفهوم مدني مثل الدولة. ولليهود الذين يوجدون في المنفى نقول إننا يسرنا القُرب الوطني الذي بيننا، وهم مدعوون لأن ينضموا الينا بقوة قانون العودة وأن يكونوا اسرائيليين. لن نفرض عليهم هوية، سنحترم خيارهم، وليحترموا هم خيارنا – أن نكون اسرائيليين فخورين. الممثلة صوفيا لورين أدارت في حينه صراعا قضائيا مع سلطات الضريبة في ايطاليا، صراع منع دخولها الى الدولة. في مؤتمر صحفي شهير عُقد معها هاجمها عشرات الصحفيين والمصورين: "يا صوفيا، كيف تصدّيتِ للقرار؟ فأنت رمز ايطاليا، ولا يمكنك أن تدخلي بلادك؟!" وبغضب شديد ردّت النجمة: "ايطاليا؟! أنا ايطاليا!" اسرائيليون كثيرون لا بد يشعرون هكذا اليوم. يشعرون بأن عليهم أن يصرخوا: "اسرائيل؟! نحن اسرائيل!".