خبر : "بدائل" عباس.. و"ثوابت" القمم العربية!! .. هاني حبيب

الأحد 10 أكتوبر 2010 09:47 ص / بتوقيت القدس +2GMT
"بدائل" عباس.. و"ثوابت" القمم العربية!! .. هاني حبيب



.. مرة اخرى نحن في حالة انتظار، نحن اي كل الاطراف ذات العلاقة بالملف الفلسطيني - الاسرائيلي، لجنة المتابعة للمبادرة العربية، أوصت القمة الطارئة في سرت، بمنح إدارة اوباما شهراً آخر، لاتخاذ قرار حول استئناف العملية التفاوضية، بينما هذه الإدارة، ادارة اوباما، تنتظر نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس في الثالث من تشرين الثاني القادم، حيث تشير استطلاعات الرأي الى امكانية ان يفقد الحزب الديمقراطي اكثريته في الكونغرس، اسرائيل ايضاً في حالة انتظار وترقب لنتائج هذه الانتخابات، إذ ان ادارة اوباما، وهي كانت تمتلك الاغلبية في الكونغرس لم تتمكن من الضغط على اسرائيل بهدف ازالة العقبة الاستيطانية من أمام استئناف العملية التفاوضية، فكيف سيكون الامر عليه في حال فقدان هذه الادارة الاغلبية التشريعية، في وقت يهاجر فيه أباطرة المستشارين في البيت الابيض هذه الادارة التي لم تتمكن من أن تزيد من مستوى رضا الشارع الاميركي كما كان الأمر عليه اثناء الانتخابات الرئاسية الاخيرة والشهور الاولى لتسلمها مقاليد البيت الابيض.أما الفلسطينيون، وبعد أن اتخذوا قرارهم بوقف العملية التفاوضية الى حين وقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، واللجوء الى بدائل لوقف المفاوضات، فهم انتظروا، وما زالوا ينتظرون ان تدعم المجموعة العربية هذا الموقف، خاصة فيما يتعلق بالبدائل المقترحة، هذا لم يحدث، وعلى الاغلب انه لن يحدث، والحديث عن شهر اضافي لإدارة اوباما، ما هو الا شكل من اشكال التهرب من مسؤولية دعم الموقف الفلسطيني.ثلاثة موضوعات رئيسة طرحها الرئيس ابو مازن أمام لجنة المتابعة والقمة العربية الطارئة في سرت، المفاوضات، والانقسام، والحصار، ولم يتلق اية اجابة جدية حول اية مسألة من هذه المسائل، وظل انتظاره، وانتظارنا، بحلول عربية من غير طائل او أمل، فقد سمع كلاماً معتاداً، وأكثر من ذلك سمع ان ليس هناك امكانية لحشد الجيوش لفك الحصار، ولا فرصة للتوجه الى مجلس الامن ووضع القضية الفلسطينية برمتها على جدول أعماله، لكنه بالمقابل لم يستمع الى "بدائل" لهذه اللاءات، بل التخندق وراء الشعارات البالية، والتي لا تشير الا الى ان على الفلسطينيين ان يقلعوا اشواكهم بأيديهم، علماً ان معظم هذه الأشواك هي عربية بالدرجة الاولى، بالنظر الى وجود قوى عربية تستخدم وتستثمر الورقة الفلسطينية في علاقاتها الاقليمية والدولية، الامر الذي منع حتى الآن الفلسطينيين ان يتوصلوا الى طريقة جدية لوقف النزيف الداخلي الناتج عن الانقسام الداخلي.كما ان هناك لاءات عربية، لا لتحرك الجيوش لفك الحصار عن غزة، ولا لعرض المسألة الفلسطينية على مجلس الامن، هناك لاءات ينتظرها نتنياهو من ادارة اوباما، بالعودة الى تلك اللاءات التي اقرها الرئيس الاميركي السابق بوش الثاني، عندما كانت هذه اللاءات شرطاً لقبول حكومة شارون بخارطة الطريق، هذه اللاءات هي: لا للعودة الى حدود الرابع من حزيران العام 7691، لا لتقسيم القدس التي هي عاصمة أبدية لإسرائيل، لا لعودة اللاجئين الفلسطينيين. هذه اللاءات التي يطالب بها نتنياهو، هي البديل عن جملة الضمانات التي قيل ان ادارة اوباما تعهدت بها لإسرائيل مقابل تجميد جزئي ومؤقت لمدة شهرين للاستيطان في الضفة الغربية، حزمة الضمانات الاميركية لم تقنع او تكفي ادارة نتنياهو للاستجابة للمطلب الاميركي، وعوضاً عن ذلك طالبت هذه الادارة واشنطن بالعودة الى لاءات بوش لشارون، رغم ان حزمة الضمانات المشار اليها تتضمن أخطر اعتراف اميركي بشرعية الاستيطان الاسرائيلي في المناطق المحتلة بما فيها القدس، اذ من المعروف ان الادارات الاميركية اعتبرت الاستيطان، غير شرعي، وعقبة أمام السلام، في حين ان الحديث عن تجميد جزئي، او حتى كلي، هو اعتراف ضمني مباشر، بشرعية الاستيطان، وهو الذي يتنافى مع مواقف كافة الادارات الاميركية، بما فيها اليمينية الجمهورية.. رغم ذلك، اراد نتنياهو ان يضع عقبة جديدة أمام انطلاق العملية التفاوضية من خلال الحديث عن اللاءات المشار اليها والمطلوبة من ادارة اوباما التي تضعف يوماً بعد يوم على كافة الاصعدة.واضح من اشتراطات نتنياهو بالعودة الى ضمانات بوش الثاني، ان الحكومة الاسرائيلية تضع تجميد الاستيطان الجزئي والمؤقت، مقابل شيء واحد وهو ضم الكتل الاستيطانية الكبرى الى الدولة العبرية، هذا هو الفرق بين ضمانات اوباما، وورقة اللاءات في عهد بوش الثاني - شارون، في المحادثات التي جرت بين الادارتين، الاميركية والاسرائيلية مؤخراً في واشنطن، قال ممثلو الحكومة الاسرائيلية ان تعهدات اوباما تعني الرفض المطلق بالاعتراف بضمانات بوش الثاني لإسرائيل، وعلى البيت الابيض، مقابل التجميد الجزئي والمؤقت لمدة شهرين للعملية الاستيطانية في الضفة الغربية من دون القدس، ان تقر بشرعية ضم المستوطنات الكبرى الى الدول العبرية، وتحديداً مستوطنات غور الاردن وغوش عتصيون وغوش ارئيل - كادوميم، مدينة معاليه ادوميم، كريات اربع وغوش عوفرا - بيت إيل.. في حال إقرار هذه الرؤية الاسرائيلية، بالإمكان المضي قدماً بالعملية التفاوضية بعد تجميد الاستيطان الجزئي والمؤقت، أما الضمانات التي قيل ان ادارة اوباما، قد قدمتها الى اسرائيل فهي غير كافية لإقناع وزراء في حكومة نتنياهو بالاستجابة لطلب البيت الابيض بتجميد جزئي مؤقت للاستيطان في الضفة الغربية.. والافضل الانتظار لنتائج الانتخابات النصفية للكونغرس، كي لا يبقى أمام اوباما، سوى تجديد لاءات سلفه بوش الثاني لإسرائيل، بعدما يفقد الحزب الديمقراطي اغلبيته المحدودة في الكونغرس ويخضع اكثر من اي وقت مضى للضغوط الاسرائيلية وضغوط اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.القمة العربية، طارئة أم عادية، في سرت او في اية عاصمة عربية، لن تخرج من ثوبها المرقع والممزق، ولن تمنح الجانب الفلسطيني التشوق لموقف عربي يعبر عن الشعار المتداول، القضية الفلسطينية هي قضية العرب الاولى، والأرجح ان القيادة الفلسطينية وصلت في قناعتها الداخلية الى ان المنظومة العربية في وضعها الحالي أعجز من أن تتخذ اي قرار جدي، لا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قضيتها الاولى، ولا بالقضايا الاخرى، الأقل خطورة وشأناً، كقضية دارفور، وانفصال جنوب السودان، ولا حتى لتوزيع مياه نهر النيل، ولا حتى فيما يتعلق بتطوير الجامعة العربية، بيت العرب كل العرب، هذا لا يعني التنصل الفلسطيني من اعتبار قضيتنا قضية عربية، بل يعني ضرورة ان تسعى القيادة الفلسطينية الى جمع العرب حول قضيتهم الاولى ودعوتهم الى عدم التخلي عن المسؤولية العربية عن قضيتهم الاولى وليست الاخيرة!!.www.hanihabib.net