خبر : لجنة تحقيق في الانفصال/بقلم: نداف هعتسني/معاريف 29/7/2010

الخميس 29 يوليو 2010 12:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
لجنة تحقيق في الانفصال/بقلم: نداف هعتسني/معاريف 29/7/2010



في بدء 2005 توجه الي أمنون دانكنر الذي كان آنذاك محرر صحيفة "معاريف"، وطلب إلي أن أرسم سيناريو ما سيحدث بعد الانفصال. وبغير صعوبة بنيت تنبوءا نشر في ملحق الصحيفة لعيد الفصح. ودل على سلسلة الكوارث المتوقعة من الاجراء الذي قاده اريئيل شارون وشيعته. تمكن بطبيعة الامر العودة الى قراءة هذا التنبؤ وقياسه بالصورة التي عرضها رؤساء الحكومة والجيش في تلك الفترة. ستدلنا هذه المقايسة على مبلغ توقع تنبؤي للنتائج الخطيرة للهرب من غوش قطيف، وعلى مبلغ أنه لم يكن أساس لوعود قادة الدولة آنذاك – وعلى رأسها وعد "الانفصال" الكاذب. كل ما كنت أملكه آنذاك لبناء التنبؤ معرفة الميدان، ومقابلات مع عدة أشخاص، والمعلومات التي نشرت في الصحف، وعلمي اذ كنت مقدما في الخدمة الاحتياطية. لا يمكن قياس هذه المصادر الضئيلة بالمعلومات التي امتلكها رئيس الحكومة آنذاك ووزير الدفاع، ورئيس هيئة الاركان وسائر رؤوس جهاز الأمن. أجل، عارض رئيس الاركان آنذاك موشيه يعلون في حلقات مغلقة الاجراء وزعم أنه "سيدعم الارهاب". بيد ان رئيس الحكومة ووزير الدفاع آنذاك في رد على انتقاد يعلون الداخلي هذا وعلى نحو شاذ قررا عدم اطالة ولايته، واقالته في واقع الأمر. من البين أنني لم أكن الوحيد الذي توقع وحذر من الكارثة على الأبواب. فقد حذر آخرون ايضا من زعم أن وضعنا الأمني سيتحسن على كل حال، لأننا سنستطيع في حالة اطلاق النار من القطاع ايضا قصف غزة بكامل القوة – مع أصوات تصفيق العالم. رأينا النتائج في عملية "الرصاص المصبوب" وتقرير غولدستون الذي تلاها. إن حقيقة أن صاحب وسائل ومعلومات ضئيلة مثلي عرف كيف يرسم بخطوط واضحة الكارثة المقتربة تؤكد ذنب من ملكوا جميع المعطيات وتجاهلوا التحذيرات. الحديث قبل الجميع عن اللواء الفخم الشأن (في الخدمة الاحتياطية) اريئيل شارون، لكن المذنبين معه جميع مسؤولي ادارته الكبار وجميع رؤساء جهاز الأمن الذين لم يعملوا مثل رئيس الاركان المعزول يعلون. ولا يمكن أن نبرأ من المسؤولية ايضا الصحفيين المركزيين الذين ساعدوا على انشاء رأيي عام يمكن من الهروب والطرد والاقتلاع. جرى الحديث آنذاك كثيرا عن الدوافع الغامضة للفعل غير المنطقي الذي هيأه رئيس الحكومة. بل سن شعار "عمق الاقتلاع كعمق التحقيق". أي اتهام رئيس الحكومة بتقديرات أجنبية ومرفوضة وبأعمال جنائية. وانضم رئيس الاركان السابق ايضا يعلون الى الاتهامات وزعم ان شارون "مضى الى اجراء أحدث ضررا استراتيجيا باسرائيل لا لانه آمن بهذا الاجراء بل لانه اراد ان ينقذ نفسه عندما هددته التحقيقات الجنائية". يصعب أن ندرك في هذه الظروف كيف لم تحقق حتى اليوم الاسباب والظروف التي افضت الى "الانفصال". فنحن ننشىء لجان تحقيق لكل سخافة، ونحقق استيلاء حقا على سفينة معادية تركيا، ونثير قضايا مثل أولاد اليمن ومقتل اورلوزوروف، بل حققنا مع اريئيل شارون في مجزرة نفذها نصارى لبنانيون في نصارى ومسلمين لكننا لم نفحص فقط عن الفعل الغامض المركزي. صب الكثير من الكلام في هذه الايام حول ذكرى مرور خمس سنين على كارثة الانفصال. انشأت لجنة تحقيق رسمية من اجل التنديد باعادة التأهيل البائسة للمطرودين، لكن لم ينفذ تحقيق مناسب في الدوافع االغامضة والاخفاقات الشديدة للهروب والاقتلاع. لهذا حان وقت أن نتعمق ونفحص عن بواعث اريئيل شارون واجراءاته، مع استنتاج الاستنتاجات الشخصية والوطنية بلا خوف وبلا نفاق.