خبر : شكراً لمعالي د .عمرو موسى..عبد الناصر فروانة

الإثنين 21 يونيو 2010 01:44 ص / بتوقيت القدس +2GMT
شكراً لمعالي د .عمرو موسى..عبد الناصر فروانة



التقيت ومنذ إنشاء وزارة الأسرى والمحررين قبل قرابة العقد من الزمن بالعديد من الشخصيات الفلسطينية والعربية والإسلامية ذوي المكانة السياسية والقيادية والاعتبارية المرموقة ، كما التقيت بالعديد من ممثلي الحكومات والمؤسسات الدولية ، وذلك في غزة وفي عدة دول عربية وأوروبية .. لكن صدقاً هي المرة الأولى التي ألتقي فيها بشخصية قيادية بمستوى ومكانة د.عمرو موسى ، وهي بالمناسبة أول زيارة لأمين عام الجامعة العربية إلى قطاع غزة منذ نشأتها ، وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها أهالي الأسرى والشخصيات وممثلي المؤسسات الفاعلة من أجل الأسرى بالأمين العام لجامعة الدول العربية في استقبال حافل هو أقرب لمهرجان جماهيري حاشد . ولم يكن اللقاء عابراً أو عرضياً كما يتخيل البعض ، أو عفوياً ومجرد رفع عتب كما يحدث في كثير من الأحيان وكما يحاول البعض تصويره ، وإنما كان لقاءً مخططاً له مسبقاً ومُدرجاً على أجندة لقاءاته خلال التحضيرات لزيارته لغزة ، وكنت قد أُبلغت به من القاهرة في منتصف الأسبوع الذي سبق زيارته إلى غزة . وهذا يقودني إلى التأكيد على أن قضية الأسرى استحوذت على اهتمامه، فمنحها الأهمية وقرر الالتقاء بأهالي الأسرى والاستماع منهم مباشرة عن معاناتهم وظروفهم وتطلعاتهم في غضون خمسة وأربعين دقيقة هو الوقت المخصص لهذا اللقاء . وفي مدرسة الفاخورة وسط مخيم جباليا ، وحدَّ د.عمرو موسى الفلسطينيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم الحزبية في مشهد قلما شاهدناه في السنوات الأخيرة ، واستقبلته الحشود بترحاب شديد وتقدير عالي وهتافات تعكس مدى حبهم لمعاليه وتقديرهم لجامعة الدول العربية وعشقهم لمصر الشقيقة ، وأياديهم كانت تلوح بأعلام الجامعة العربية وأخرى بأعلام فلسطين ، وتحت شعار واحد " فلسطين ترحب بالأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور / عمرو موسى " ... نعم .. كان لقاءً ولا أروع لأهالي الأسرى بقائد عربي له قيمته السياسية والعربية ومكانته المرموقة ويحتل مكانة واسعة في أفئدة الفلسطينيين وعقولهم ويحظى باحترامهم وتقديرهم ، لقاء لا يمكن فصله عن زيارته التاريخية الجريئة الشجاعة لغزة ، والتي تندرج في إطار المساهمة العربية الفاعلة لكسر الحصار ورفعه بشكل كامل عن قطاع غزة .   لقاء تاريخي بكل معنى الكلمة ، سيبقى راسخا في أذهاننا وعقولنا وقلوبنا ، وآثاره تلازمنا وحاضرة فينا ، وكان له الأثر البالغ على نفوس الأسرى ومعنوياتهم ، والذين عبرَّوا خلال رسائلهم عن سعادتهم البالغة بلقاء د.عمرو موسى بذويهم وتقديرهم الكبير لدوره ومكانته ودور الجامعة العربية ودور الشقيقة مصر في دعم ومساندة قضية شعبهم وحرية وطنهم وإنهاء " الانقسام " وتحقيق المصالحة الوطنية ، بشكل عام ، ودعم ومساندة قضيتهم العادلة بشكل خاص.   وانه لشرف عظيم لي شخصياً بأن أحمل رسالة الأسرى الثقيلة بالمعاناة والمليئة بالهموم والحافلة بالتطلعات وأسلمها لمعاليه ، وأن أقدم له درع التقدير والإحترام . وانه لشرف عظيم لي أيضاً بأني لازمت هذا الرجل وجاورته الجلوس على المنصة طوال فترة اللقاء ، ودار بيني وبينه الكثير من الأحاديث الجانبية ، فلمست منه تعاطفاً كبيراً مع أهالي الأسرى والجمهور المحتشد بشكل عام ، وأبدى اهتمامه الكبير بقضية الأسرى وبدا متأثرًا للغاية خلال لقائه ذويهم ووعد بدراسة المذكرة ومضمونها ، وما تطرق له الأهالي خلال أحاديثهم .   ليس هذا فحسب ، بل خرج عن إطار البروتوكول المعد مسبقاً ، ولم ينصع لتعليمات وإشارات الوفد المرافق ، فأطال فترة وجوده ، وأتاح شخصيا الفرصة للعديد من الحضور للحديث ، واستمع لأهالي الأسرى وأمهاتهم وأهالي الشهداء ولممثلي مبعدي كنيسة المهد ، وأصغى باهتمام لكل الكلمات والصرخات والمناشدات التي ألقيت ، وأضحى وكأنه يدير اللقاء بنفسه وبدا ذلك واضحاً أمام وسائل الإعلام ، مما عكس مدى تفاعله مع الموضوع وتأثره بالاستقبال الحاشد ومشاعر الحضور تجاهه وتطلعاتهم وطموحاتهم . ويضيف فروانة في مقالته : عظيم كنت أيها القائد .. فشخصيتك ستبقى محفورة في الوجدان واسمك في القلوب راسخاً ، ولقائنا بك لم يمحَ من ذاكرتنا ولن ينسى أبد الدهر ، ونتطلع دائما إلى دور أكبر لشخصك الكريم وللجامعة العربية التي تقف على رأس الهرم فيها ، في دعم ومساندة أسرانا وقضيتهم العادلة . ففلسطين رحبت بك في غزة وحناجر شعبها هتفت تقديراً لزيارتك ، والألسن الفلسطينية ستردد اسمك احتراماً وتقديراً في كل زمان ومكان ، ونحن والأسرى وذويهم سنبقى نشكر لك هذا اللقاء ، وسنبقى أوفياء لمن كان وفيا لقضيتنا . نأمل أن تحقق زيارتك ما كنا ولا زلنا نأمل منها في كسر الحصار عن قطاع غزة واستئناف الحوارات الجادة لإنهاء الانقسام تحت رعاية الجامعة العربية بهدف استعادة وحدة الوطن والشعب الفلسطيني .، وأن يشكل لقاؤنا بك خطوة متقدمة لتفعيل دور الجامعة العربية تجاه قضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي . وفي الختام وحتى نعطي كل ذي حق حقه ، فلا بد من كلمة حق والإشادة بالدور البارز والمتميز للأستاذ / راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أحد أبرز الناشطين في مجال حقوق الإنسان في فلسطين والعالم العربي والحضور الدولي ، والذي كان له الدور الأوحد في إدراج قضية الأسرى وتحديد طبيعة هذا اللقاء على أجندة زيارة معالي د.عمرو موسى ، وتوفير كل الإمكانيات والاحتياجات اللازمة لإنجاح هذا اللقاء " المهرجان " . نشكرك معالي د.عمرو موسى على زيارتك التاريخية والجريئة لغزة ولقائك بنا وبالشخصيات وبممثلي المؤسسات الفاعلة من أجل الأسرى وبأهالي الأسرى ، وعلى سعة صدرك وحسن لقائك بنا وتعاونك معنا ، واصغائك لكلماتنا ، وتفهمك لمشاعرنا وتعاطفك واهتمامك بقضية أسرانا . نشكرك على ما أبديته من استعداد لدراسة مذكرتنا وما حملته في طياتها وبين سطورها بشأن الأسرى .