خبر : تداعيات المشروع الإيراني على القضية الفلسطينية .. خالد محمد المغربي

الثلاثاء 06 أبريل 2010 12:51 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تداعيات المشروع الإيراني على القضية الفلسطينية .. خالد محمد المغربي



إن حجم الخداع العالمي الذي نتعرض له فيما يخص القضية الفلسطينية بلغ حدا خطيرا جدا ، ولا ينبغي السكوت عنه خصوصا بعد أن ازداد وضع القدس تعقيدا بعد ظهور مشروع إيران النووي إلى الساحة الدولية إنني أمام مسالة جد معقدة تستوجب تحليلا دقيقا لجمع كل الحيثيات التي تلتقي جميعها لإيضاح هذا الأمر .إيران هذا العدو المُفتعل والموجه من قبل الغرب صوب الأمة العربية من خلال مشروع الفتنة الصهيونية الخطير ، فمنذ بداية حرب الخليج الأولى ونحن نخسر كل يوم قوة إقليمية إسلامية كبرى ألا وهي إيران ، بل وندفع ثمنا كبيرا نتيجة هذا الخسران في الوقت الذي يحقق فيه العدو وحقق مكاسب كبيرة ، إن كل المشاكل التي بين دول الخليج وإيران يمكن حلها في إطار إسلامي صرف عندما تكون القوة التي نعتمد عليها هي القوة الإسلامية المنطلقة من القيم السمحة والمصالح المشتركة في ذلك والتي ينبغي أن نلتقي عليها في مشروع يكون هدفه بالدرجة الأولى الاتفاق على آلية يتم من خلالها حل كل المسائل المعلقة بأن يعقد العزم على ألا يغلق الملف إلا نهائيا لكافة تلك المسائل ، فنجاح العدو في تفعيل وتأجيج مصادر الخلاف العربية الإيرانية إلى درجة كبيرة جدا وصلت إلى اســـتعراض أكبر قوة غربية لترسانتها العسكرية على أرض إحــــدى أكبر الدول العربية من كافة النواحي في مناورات هدفها الرئيسي ردع إيران عن برنامجها النووي، والغريب أن هذه الدولة الكبرى ألا وهي الولايات المتحدة الأمريكية على استعــــداد للقيام بعمل عسكري كبير ضد إيران لمنع أي خطر يمكن أن تتعرض له إسرائيل في الــــوقت الذي نجـــــد فيه بعض الحكام والقادة العرب ممن لست أدري بما أصفهم يعولون على الولايات المتحدة الأمريكية لإيقاف إسرائيل عن بناء المستوطنات ، إنني أقول كمواطن عربي (إن كل رئيـــس أو زعيم أو سلطان أو ملك أو قائد أو أمير عربي يسعى إلى حل القضية الفلسطينية من خلال دور أمريكي أو غربي عموما هو بذلك يتستر بهذا الدور عن تخاذله وتنصله من هذه القضية) والسؤال الذي أريد أن أطرحه هو ماهي التداعيات التي وقعت على القضية الفلسطينية بسب الموقف الإيراني من خلال برنامجه النووي..؟دعمت إيران حزب الله وانتصر الحزب على إسرائيل داخل الأرضي اللبنانية عام2006 فمالذي عاد به هذا الانتصار للقضية الفلسطينية غير ازدياد عدد المستوطنات وتمسك الدول الكبرى بموقفها الداعم لإسرائيل بشكل أكبر مهما توهم من توهم غير ذلك ناهيك عن ضياع دولة لبنان بين أصوات سياسية وغيرها مختلفة وقوى متصارعة على السلطة .دعمت إيران سوريا ليصل هذا الدعم إلى خروج سوريا من لبنان ومعاداة أبرز القادة في لبنان لسوريا قبل الدبلوماسية السورية الأخيرة وضرب إسرائيل للمفاعل النووي السوري وتدميره نهائيا.ونتيجة كل ذلك الدعم شقاق عربي عربي مصر وسوريا وسوريا والسعودية وغير ذلك في تشابك وتداخل لامبرر له أبدا لو كانت هناك نية حقيقة للنهوض بواقع الأمة العربية.يجب أن ننظر للواقع بعين مفتوحة قبل أن نتوهم انتصارات ندعيها ونحن في واقع الأمر نخسر القدس يوما بعد يوم ، فبين انقسام الواقع العربي بين الولاء لإيران والولاء للغرب أصبحنا نمتلك قوة وهمية نعول عليها قوة بقدر ما تتكون كل يوم بقدر ما تزداد المستوطنات في القدس . فبقدر ما توهم الموالون للغرب القوة الغربية بقدر ما كانت هذه القوة قوة هلاك لهم مادامت هناك قوة عربية أخرى تعول علة قوة خارجية أخرى.وبقدر ما توهم البعض أهمية القوة الإيرانية في مواجهة المخطط الصهيوني بقدر ما كانت هذه القوة قوة هلاك لهم مادامت هناك قوة عربية أخرى تعول على قوة خارجية أخرى. إن ردة الفعل الإسرائيلية على المشروع النووي الإيراني هو كنيس الخراب وكلما زادت إيران من قوتها كلما زادت إسرائيل من استيطانها ، وما أن تصل إيران إلى القنبلة النووية حتى يكون بيت المقدس قد هدم لا سمح الله وتكون كل دول الخليج في مناورات كبيرة مع الحلف الأطلسي في المنطقة ويكون الطغاة من أهل الفساد في مجتمعاتنا العربية قد قضوا على أكبر عدد من المثقفين ومن السياسيين الذين ذهبوا للمطالبة بالديمقراطية والحرية في دولنا العربية أملا في تغيير واقع الحكام المتردي الذي أصبح فيه كل حاكم عربي يقدم الولاء والتنازلات للغرب بطرق مختلفة ضاعت جراءها القضية الفلسطينية وضاعت حقوق وثروات شعوبنا العربية بين ثلة من السماسرة وبين شعارات تلفيقية وبين حلول وهمية وتحديات هشة دمرت أمتنا العربية ويحدث كل ذلك تحت مظلات وشعارات ما إن يتم الإعلان عنها حتى تفقد مصداقيتها وماهي إلا خداع للشعوب أو لتصفية حسابات الدول العربية فيما بينها كل على حساب الأخرى.’ كاتب وشاعر ليبي