خبر : مواجهة الوجع..... بالوجعد. هاني العقاد

الخميس 18 مارس 2010 03:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
مواجهة الوجع..... بالوجعد. هاني العقاد



بات الموقف السياسي الإسرائيلي لا يبشر بخيركما توقع كثير من المحللين بالعالم العربي لان إسرائيل ستبقي حركة استيطانها في حالة تصاعد وفي حالة تسابق مع الزمن وكأن مفاوضات السلام التي كان من المتوقع أن تبدأ بشكل غير مباشر عبر الوسيط الأمريكي لا يعنيها شيء ولا يعتبر دافع لان تتوقف إسرائيل على الأقل عن إجراءاتها التهويدية والاستفزازية المستمرة ليس للفلسطينيين فقط وإنما للعرب أجمع . لقد بات الموقف اليوم يبرهن أن إسرائيل ترفض الاختبار وترفض منحها الفرصة أيضا لتتعاطي مع التوجه العربي لصنع السلام والعيش في دولتين متجاورتين تعنيانبحياة شعوبهما على قاعدة احترام حقوق الجميع حسب مواثيق هيئة الأمم وإتاحة الفرصة للشعب المحتل ليعيش كباقي شعوب العالم بعيدا عن التهديد والقتل والحرب والحصار وتحويل المدن الكبيرة إلى سجون وبعيدا عن برامج الوجع كالاستيطان ومخططات التهويد وسرقة الأراضي وتهويد المدن الدينية الفلسطينية أولها القدس العربية الفلسطينية الإسلامية ,عمق الأمة العربية ومجدها الذي لن يكتب إلا على بوابات مسجدها الأقصى وقبة صخرتها المشرفة .تتبجح إسرائيل عبر إعلامها المنوع بأنها عاقدة العزم على تنفيذ قرار البناء في منطقة (رامات شلومو) الواقعة على أرض شعفاط العربية بالقدس وأن هذا القرار ليس الوحيد بل هناك العديد من المخططات للبناء في القدس يبلغ عددها 19 مخططا لإقامة 7038 وحدة سكنية.  وأوضحت إن العديد من هذه المخططات جاهز للتنفيذ والأخر مازال قيد دراسة لجنة التخطيط والبناء و هناك 2193 وحدة سكنية سيتم إقرار تنفيذها قريبا وأن ما يقرب من 1083 وحدة سكنية سوف يتم بنائها في منطقة فندق شيفرد بالقدس أيضا , ولقد أوضحت التقارير أن ما يقرب من 50000 وحدة سكنية استيطانية مزمع إقامتها فيالقدس الشرقية وهذا يعني أن القدس ستصبح بالكامل تحت السيطرة الاستيطانية , بالإضافة إلى خلق أماكن دينية يهودية مزعومة ككنيس الخراب الذي تم افتتاحه اليوم و السعي لنقل حجارة لداخل المسجد الاقصي يعتقد أنها بعض من أساسات الهيكل اليهودي المزعوم و هذا وجع أخر في فؤادا للأمة الإسلامية, ليستحيل إدراج القدس على قائمة المدن الفلسطينية التي سيتم التفاوض عليها خلال الحل النهائي للصراع .  علينا أن نعرف أن هذه المخططات قسم منها جاهز للتنفيذ والآخر ما زال لدى لجنة التخطيط والبناء على طاولة البحث وهناك 2193 وحدة سكنية سيتم الموافقة عليها قريبا، مع أن اللجنة المختصة وافقت على بناء 1083 وحدة في منطقة راموت وتحديدا في منطقة فندق شيفرد, لقد بات حتميا الآن أن يشرع الفلسطينيون بإجراءاتهم النضالية لوقف الاستيطان الإسرائيلي وما دام الاستيطان لا يتوقف بالسلام فلا بد للفلسطينيين من مواجهة الوجع الصهيوني بوجع أخر في رأس كل إسرائيلي وأن الفلسطينيين باتوا خبراء في توجيه أنواع من الوجع لرؤوس الإسرائيليين دون خوف على مستقبلهمالسياسي . قد لا يوجد أي مفرا من المعركة لأنها أصبحت حتمية ولا مفرا من الدفاع عن القدس بالدماء ومواجهة هذه الغطرسة الوقحة وهذا التحدي الكبير لجميع المسلمين بالعالم , وخاصة أن الفلسطينيين أدركوا الآن أن ليس بإمكانهم الانتظار طويلا حتى يفعل الأمريكان شيئا لإعادة إسرائيل للاعتراف بالسلام كحل استراتيجي والاعتراف بأن القدس ارض محتلة تم احتلالها بالعام 1967, وبالتالي يحرم تغير معالمها و البناء الإسرائيلي فيها باعتبارها القضية الأولي في حلقات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي . لعل إعلان حكومة إسرائيل عن بناء 1600وحدة سكنية بالقدس العربية في وجود جوبايدن نائب الرئيس الأمريكي هو نوع من القصد الإسرائيلي لاختبار مدي الإخلاص الأمريكي لإسرائيل سعيا لتنفيذ ما تبقي من خطط إسرائيلية تهويدية موجعة للفلسطينيين, لذا فأن الحال يفرض علينا كفلسطينيين عدم انتظار التدخل الأمريكي والأوروبي لإجبار إسرائيل العودة عن قراراتها التهويدية والالتزام بسلوك يعزز فرص السلام بين الطرفين ,لكن إسرائيل لن تفعل هذا لا بضغط دولي ولا غير دولي دون إحداث وجع حقيقي لكل إسرائيلي يقطن القدس العربية بل والمدن الإسرائيلية الأخرى ليفقد شعب إسرائيل الأمن و يفقد الاستقرار وتهدد مصالح اليهود في كل مكانبفلسطين وخارج فلسطين ليدركوا أن سياسية اليمين المتطرف موجعة لهم أيضا , ولعل هذا أصبح يعني أن الفلسطينيين توجب عليهم الدفاع عن مقدسات الأمة الإسلامية بالطريقة التي تكبح جماح الاستيطان اليهودي بالقدس من خلال الطريقة والأسلوب الذي يساوي الوجع بالوجع والتخطيط بالشلل ليعرف العالم أن الاستيطان بالقدس العربية يعني البقاء في النار وليعرف العالم أن المقدسات الإسلامية هي خط النار في معادلة التعايش مع اليهود في فلسطين . لقد باتت الكرة الآن في الملعب الأمريكي والملعب الأوروبي المشجع لحل الصراع بالتفاوض والسلام لتثبت أن إرادة المجتمعالدولي يمكنها أن تنتصر إذا ما أخذت بالاعتبار تعرضت مصداقيتها و مصالحها للتهديد ,وهنا يتوجب علي الإدارة الأمريكية البدء بإجراءات دولية لعدم إبقاء مفتاح السلام بيد إسرائيل وحدها , وإجراءات تعطي الفلسطينيين أمل جديد في إمكانية تجميد الاستيطان دون الحاجة للجوء إلى مواجهة موجعة ,وإجراءات بإمكانها إبقاء مصالحها بالعالم العربي أيضا في دائرة المصالح المشتركة.    Akkad_price@yahoo.com