خبر : بين دبي وغزة بقلم: نداف هعتسني معاريف 28/2/2010

الأحد 28 فبراير 2010 11:18 ص / بتوقيت القدس +2GMT
بين دبي وغزة  بقلم: نداف هعتسني  معاريف  28/2/2010



  قضية تصفية محمود المبحوح في دبي لا تنزل عن العناوين الرئيسة عندنا، حيث أنه منذ نشر الصور من شرطة دبي بدأت النبرات الاعلامية عندنا توجه اصبع الاتهام الى الداخل – لاثارة الفزع، للتهييج، لتناول القضية وكأنه فشل للموساد واصحاب القرار في اسرائيل.             غير أن شيئا من كل هذا ليس صحيحا. محمود المبحوح كان قاتل للجماهير، عدوا لدودا، اقام منظومات ذبح وادى ادوارا هامة في قيادة الاجهزة التي تنكب على محونا من على وجه البسيطة. في هذه الظروف، فان اطفاء فتيل المبحوح شكل مهمة هامة بحد ذاتها ومن السهل التخمين كم من حياة الاسرائيليين وفرت. ولكن كان لها معنى اضافيا، استراتيجي، وهو – التجسيد  لمن يطلب روحنا، من احمدي نجاد وحتى هنية ونصرالله باننا نعرف ما يجري في غرفهم المغلقة بل ونصل الى هناك. يوجد لهذا معنى نفسي وعملي عظيم. من يشعر بنفسه منكشفا ومطاردا في دمشق، طهران ودبي، يحذر ويقلص جدا عمله الاجرامي.             العملية ذاتها، اذا ما كانت نفذها الموساد حقا، فقد كانت ناجحة وناجعة. نلاحظ انه في اطار الدروس القتالية، ثمة مجال للفحص، في المرة التالية، عدم استخدام جوازات سفر اسرائيليين والاعتماد فقط على جوازات سفر اجنبية مزيفة. ومرغوب فيه بالمناسبة، الاكثار من جوازات السفر البريطانية التي هي الدولة شبه المعادية لنا الاكثر على وجه البسيطة في هذه الايام. مرغوب فيه ايضا ان نفحص كيف التصدي لعصر التضخم في مجال الكاميرات.             ولكن يدور الحديث عن ملاحظات لا تضع قيد علامات الاستفهام الحاجة الى العملية أو مجرد نجاحها. ولا ينبغي ان ننسى – بان من لا يعمل لا يخطىء، وفي الاعمال المعقدة هذه، التي تتطلب استخبارات وقدرات تنفيذية هستيرية في ظل معارك الاجهزة السرية للدول والمنظمات المعادية، فان الفارق بين النجاح والفشل يمكن ان يكون دقيقا جدا.             التاريخ العالمي والاسرائيلي ملي بالنماذج التي تجسد الحاجة الى الجرأة والمخاطرة القائمة الى جانبها. من عنتيبة وحتى سابينا، من قضية نحشون فاكسمان وحتى معالوت، الجرأة كانت طريق الصهيونية العملية منذ بداية طريقها. غير أنه في العشرين سنة الاخيرة نصبح حريصين أكثر، نركز على لجان التحقيق، ايجاد مذنبين والندم على الخطيئة. هذا الميل الهدام، يؤثر، دون ريب، على من ينبغي له أيضا أن يتخذ القرارات بالنسبة لجلعاد شليت. قادتنا وزعماؤنا يخشون من لذع لسان المذيعين والمحللين، ويخافون مما من شأنه أن يتقرر  التماس للمحكمة العليا في شؤونهم. معقول انته بسبب هذه الظاهرة لا يزال جلعاد شليت محتجز على مسافة سير على الاقدام من بلدات غربي النقب، بينما نحن مشلولون. من يفكر بلجان التحقيق لا يخطط، لا يبادر ولا يجرؤ – يفضل ان يدير المفاوضات على الاستسلام، بدلا من المخاطرة وتنفيذ عمليات عسكرية لتحريره. وصحيح، عملية ايضا لتحرير شليت قد تفشل وتوقف ضحايا. ولكن مثل هذا الفشل افضل من أي صفقة سبق لحكومات اسرائيل أن عرضها على حماس.