خبر : رسالة إلى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية / بقلم: محمود التعمري

الخميس 14 يناير 2010 11:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
رسالة إلى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية / بقلم: محمود التعمري



ليس شك في إن المواقف الوطنية المتميزة والمسئولة التي اتخذها ويتخذها السيد الرئيس أبو مازن في مواجهة صلف وتعنت تحالف أحزاب اليمين الإسرائيلي ، وأمام الموقف الأمريكي الداعم كليا لهذا التحالف والمنحاز له بالكامل ، وأمام العجز العربي والدولي الذي لا يستطيع أن يكوْن له موقف حازم وحاسم حيال ذلك ، وأمام ما هو اخطر من كل ما سبق ألا وهو واقع المأساة والانقسام والمهزلة في الواقع الفلسطيني الذي بات يهدد قضيتنا وتاريخنا وأطرنا التنظيمية والوطنية بالتدمير والخراب، قد كان لها أبعادها الفلسطينية والعربية والعالمية، من حيث الأسباب والمعطيات والظروف ،مأخوذة في سياقاتها وارتباطاتها وعلاقاتها المختلفة . وبعيدا عن الهرطقة السياسية ،وبعيدا عن طفولية السياسة،أو نرجسية  الذات ،فان الساحة الفلسطينية لن تكون إلا مرتعا خصبا لقوى وأطراف هي ابعد ما تكون عن المصلحة الوطنية أو القضية الوطنية ..  لقد جاء قرار الرئيس أبو مازن بعدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة،وعدم العودة إلى محادثات فارغة من كل المضامين،كما يريدها تحالف اليمين الصهيوني، لكي يضع النقاط على الحروف الضائعة والمبعثرة من جهة ، ويعيد كل الحالمين ،وكل الذين أقاموا قصورهم في الفضاء إلى جادة الصواب ،من جهة أخرى، لان الأحلام شي والواقع شيئا أخر ،في ظل موازين قوى هي ليست لنا ولا بجانبنا ماديا،وبالتالي وضع الجميع أمام خيارات متعددة ومتنوعة وصعبة،من ابسطها حتى اعقدها ولن يكون أحدا بحاجة إلى حشد الفتا حين والمشعوذين وقراء الكفوف لكي يصلوا إلى حقيقة معانيها ومضامينها المتعددة..      إن حالة العجز التام عن تحقيق أية انجازات ذات قيمة ،أو أية خطوات لا يكون من نتائجها تعزيز المواقف وتجذير التوجهات سيكون لها بالتأكيد نتائج وإحداثيات لا تحمد عقباها على أكثر الصعد التصاقا بالوضع الوطني الخاص والعام ،وهذا ما يفقد القبطان بوصلة الاتجاه حتى لو كان يمتلك السفينة ..       إن قرارات الرئيس أبو مازن هذه لم ولن تكون إلا تعبيرا واستجابة  لمواقف كل القوى الوطنية الأصيلة والحية في الساحة الفلسطينية والعربية بكل توجهاتها وانتماءاتها،لذا ومن هذا المنطلق ومن هذه الرؤية فان الوقوف على هامش الأحداث أو اتخاذ موقف المتفرج أو مواجهة الأحداث باللامبالاة واعتبار عبارة "اذهب أنت وربك وقاتلا " موقفهم اتجاه ما يجري ، إنما هو موقف لن يكافئهم عليه شعبنا بالتقدير والاحترام لان التاريخ لن يرحم من تقاعس أو تخاذل أو استسلم للأقدار دون فعل.. ولن يكون لهم أية تأثيرات فعلية في حركة الواقع، لا من حيث الأسباب ولا من حيث النتائج .      لذا، فان الواجب  الوطني والموقف الوطني والمسئولية الوطنية وضرورات الوحدة الوطنية ،يحتمان على الجميع الوطني بلا استثناء الوقوف الصارم والحقيقي خلف الرئيس أبومازن بتوحد وتعا ضد ووعي ودراية ..حتى لو كان الاختلاف في الرأي أو السياسة أو الموقف أو البرنامج واسعا وكبيرا أحيانا، لان هنالك ما هو أعظم واكبر وأقوى من أي اختلاف هنا أو هناك، وليتذكر الجميع إن منظمة التحرير الفلسطينية هي هذا الإطار الذي يوحدنا ويجمعنا ويقوينا لأننا جميعنا أبناء منظمة التحرير الفلسطينية،والرئيس أبو مازن هو من يقف في مقدمة كل قوى منظمة التحرير الفلسطينية على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم.. اتفقنا عليه أو اختلفنا..لان هذه هي الحقيقة في نهاية الأمر.   إن جماهير شعبنا لن تنتظر الحالمين حتى يصحوا من أحلامهم لكي ترفع عقيرتها عاليا ضد التخاذل والسكوت واللامبالاة والتشكيك..وويلُ لأحزاب وحركات ومنظمات تسبقها الجماهير ولا تمكنها من ذيل تتعلق به إذا وقعت الواقعة.. فهل سنسمع أن فصائل منظمة التحرير قد توحدت في الوقوف خلف رئيس منظمة التحرير وخلف رئيس السلطة الوطنية وأمام كل الاحتمالات  والمخاطر المختلفة والمتعددة التي تهدد قضيتنا ومستقبلنا ووجودنا..حيث حينها سيتحدد موقفنا وارتباطنا وفعلنا..!!؟ بعيدا عن كل الاملاءات والضغوطات ومصالح الآخرين غير الفلسطينية ،وغير الوطنية،لان مصلحة فلسطين اكبر وأعظم من مصلحة هذا الوالي أو ذاك الحاكم أو مصالح فئوية ضيقة اسمها مصلحة التنظيم أو مصلحة الحزب أو مصلحة ملثم أو ملتحي غير معروف الهوية والعنوان...؟؟؟ لان الذي لا يستطيع إن يتلمس نبض الشارع ومتطلباته واتجاهاته لن يكون جديرا بالادعاء لنفسه بان له الحق في تمثيل شعبنا ..!!