خبر : لا تحريض عندنا / بقلم: عكيفا الدار / هآرتس 12/1/2010

الثلاثاء 12 يناير 2010 12:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
لا تحريض عندنا / بقلم: عكيفا الدار / هآرتس  12/1/2010



 يشكو رئيس الحكومة وبحق، من أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس شارك في مراسم افتتاح ميدان سمي باسم مخربة. حان في الحقيقة وقت تبديل اسماء جميع الميادين التي سميت باسماء مخربين منتحرين وقتلة ومحاربي حرية. يحتج بنيامين نتنياهو وبحق على نشر التحريض الذي يذيعه الفلسطينيون على اسرائيل. وكما قال اول من امس لشيوخ امريكيين "لا يصنع السلام كذلك". ليس هذا وقت تشجيع المتطرفين المتدينين وتمويل منظمات متطرفة تحرض على الجيران اليهود.             اما عندنا فان اولئك الذين يحرضون على الجيران العرب هم دائما "اعشاب شاذة". فلماذا تسقي حكومات اسرائيل هذه الاعشار بماء عامّ؟ خذوا مثلا صحيفة "شفات بشفتو" – وهي صحيفة الموعظة الاسبوعية التي توزع آلاف النسخ منها في الكنس في جميع انحاء البلاد. كتب الحاخام اسرائيل روزان، مؤسس مديرية التهويد ورئيس معهد "مفرق لشؤون الشريعة والتكنولوجيا" كتب في العدد الاخير انه "حان وقت "اعلان حرب" على عرب اسرائيل، وعلى فلسطيني يهودا والسامرة بطبيعة الامر، غير المخلصين للدولة، على حسب اختبارات واضحة تحدد، وان يعرفوا على انهم اعداء".             يقترح روزان في مقالة نشرت بحروف بارزة في موقع انترنت المعهد السلاح لمواجهة المواطنين العرب وهو: "سلب الحقوق، الجماعية ايضا (كالسفر في شرايين النقل العام)، ما لم يثبت لاختبار الاخلاص للدولة. كذلك حقوق التصويت للكنيست وحق الترشح، ليسا "شريعة معطاة لموسى من سيناء"ويحل النقص منهما بسبب عدم الاخلاص ولاسباب أمنية ومن "أتى لقتلك فبادر الى قتله"".             يجب على نظام حكم ديمقراطي مستنير ان يكظم غيظه ازاء اقوال من هذا النوع ايضا. لكن أي نظام ديمقراطي مستنير ينفق على جسم يقف من وراء نشر اقوال بغيظة مقاومة لمواطنيه؟ يحصل معهد "تسومت" (مفرق)، كغير قليل من "الاعشاب الشاذة" (مثل المعهد الديني "ما يزال يوسف حيا في نابلس" الذي يحل حاخامه اسحاق شابيرا قتل اطفال الاممين) يحصل كل سنة على مئات آلاف الشواكل من خزانة الدولة العامة. في 2007 – 2008 حصلت "تسومت" من وزارة العلوم على اكثر من 580 الف شيكل وعلى نحو من 100 الف شيكل من وزارة التربية وعلى 200 الف شيكل من المجلس الاقليمي غوش عتصيون.             كتب الحاخام روزان يقول: "سبب عدم قدرتنا على تحقيق هذه الحرب موجود في "عدونا الداخلي"". ومن هو ذلك العدو الفظيع؟ انه "اخوتنا يهود اليسار، وعلى رأسهم عدد من قضاة محكمة العدل العليا الذين يفضلون حقوق الانسان والشعور الانسان نحو الاعداء على أمن الدولة ومواطنيها (انظروا الشارع 443)". ويحذر هذا الفقيه من محاربة اولئك الذين يسميهم "الاخوة الاعداء"، وهذا تعريف أنقى من "خونة" او "مسلّمين". ان عضوة حاجز ووتش، عدنا كانتي، من سكان بيت "الشقيق الاكبر" في القناة الثانية، لا شك في انها تلائم هذا التعريف. فقد اجترأت على ان تقترح على الفلسطينيين رفض عرض بطاقات الهوية واجتياز الحواجز بجمهورهم. يقترح الحاخام الاهتمام بكانتي وامثالها بواسطة "الاقناع فقط ولا سيما البيان الحاد بل المجمد، فربما ننجح في ملاشاة "عدائهم" او دفعهم الى الحواشي على الاقل" .             تستطيع كانتي ان تتحدث كيف يبدو "علاج" كهذا؛ فالى جانب منشورات في الانترنت تدعو الى دفعها الى خارج "البيت" وعشرات الالاف مما ينشر فيه منددا بها، يتلقى أبناء عائلتها تهديدات بالقتل، واقتراحات ان يستبدل بها جلعاد شليت وما اشبه ذلك. تبلغ صديقاتنا اللاتي يردن الحفاظ على كرامة الفلسطينيين في الحواجز عن ان طرائق البيان التي يأخذ بها المستوطنون نحوهن تشتمل على صب الماء، والشتائم وأعمال العنف. أقلنا ان هؤلاء أعشاب شاذة؟             بنكاس سلفان             تقول احدى الروايات ان شلدون ادلسون صاحب صحيفة "اسرائيل اليوم" اليومية، هو الذي يقف وراء معارضة نتنياهو الشديدة تعيين الون بنكاس سفيرا في الامم المتحدة. بحسب تلك الرواية، يوجد في رأي ادلسون في ماضي بنكاس الكثير جدا من العيوب اليسارية. بيبي، الذي حظي قبل الانتخابات بمباركة من بنكاس غطاها الاعلام – بعد ان فشل هذا في الانتخابات التمهيدية للعمل بوقت قصير – هو بحسب هذه الرواية دمية لملك كازينوهات امريكا.             اليكم رواية اخرى اكثر غرائزية. قبل ست سنين غضب بنكاس الذي كان آنذاك القنصل العام في نيويورك، بسبب صورة انهاء سلفان شالوم الذي كان آنذاك وزير الخارجية حياته المهنية الدبلوماسية الناجحة.             في "رسالة وداع"، ارسلها الى عمال وزارة الخارجية ووصلت الى وسائل الاعلام، كتب بنكاس: "لقد حظيتم انتم وانا بالخدمة تحت سلطة وزير الخارجية شلوم، وهو سياسي تشرتشيلي لامع وسيد مؤدب كامل". بعد ذلك عدد بنكاس ساخرا "قائمة انجازات" الوزير، وفيها "ضم اسرائيل الى الاتحاد الاوروبي" وكذلك "تحسين العلاقات بجميع الدول العربية والنجاح بالامم المتحدة.             نذر شالوم آنذاك ان يطارد بنكاس وان يقف في طريقه الى كل تعيين. يمكن ان نجد تعزيزا لرواية انه لم ينس نذره في طوفان الرسائل والعرائض الذي يتلقاه نتنياهو ووزراء الليكود من أناس في الحزب – رؤساء فروع وأعضاء مركز – منذ نشرت نية تعيين بنكاس سفيرا في الامم المتحدة.             في هذا الحين يرفض ليبرمان التخلي من بنكاس. ومن المثير ان نعلم لماذا يصر الى هذا الحد؛ يصعب ان نعتقد ان وزير الخارجية لا يعلم ان بنكاس قد أسس مع افشالوم فيلان من ميرتس وكوليت افيتال من العمل "بيتا واحدا". هذه هي المنظمة التي تعمل من اجل تقديم قانون "اخلاء وتعويض" للمستوطنين، الذين يسكنون خارج الجدار ويريدون العودة الى اسرائيل. ليبرمان مثلا من مستوطنة نوكديم.