خبر : اليوم الذي اُعلنت فيه الدولة/يديعوت

الأربعاء 16 ديسمبر 2009 11:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اليوم الذي اُعلنت فيه الدولة/يديعوت



حصل الامر في حرب الاستقلال. توقفنا لان شابا نزل لربط رباط حذائه فاصيب بقذيفة بترته. غطيناه بستراتنا ونمنا. كان الجو باردا. وفجأة سمعنا صراخا: جاء واحد وقال انه سمع من شخص آخر بان بن غوريون اعلن عن اقامة الدولة واضاف: "يا شباب، هيا ننشد هتكفا"، سألنا اين اقام بن غوريون الدولة. قال في تل أبيب. قلنا له نحن هنا في القدس، في باب الواد، في حصار، هنا لا يوجد لـ بن غوريون أي دولة، ونمنا. فجأة ظهر بيني مرشاك وبدا اصغر بالفي سنة منفى كافح ضدها، يقفز على الجبال، ويتجاوز التلال، ولا يرى الشاب المبتور على الاطلاق.وقف صامتا، اشعث الشعر، يحاول انشاد "هتكفا" فتخرج عنه نفحات جيله الذي ظن بانه اذا صرخ المرء بصوت أعلى – فانه يكون اكثر حقا. وبدأ يرقص رقصة ثقيلة جاء بها من المنفى وامتعته التي يتحزم بها تتراقص معه إذ لم يعتمد في حينه على الرب الا وعلى جانبهم مسدس يتدلى. وهو يقفز ويهتف بالنشيد "الى بناء الجليل، الى بناء الجليل". فصرخت قائلا: هنا ليس الجليل، هنا باب الواد.كنت ضعيفا وهزيلا فحملني رغم ارادتي. فأمسك بي بقوة اكتسبها من اربعين سنة في جفعات هشلوشا، في القفر، في الساعة الرابعة فجرا، في قعر العالم، الى جانب جثة بدأت تتعفن، في بقعة نتنة بين طلقات الرصاص. بعض من الاغبياء الشباب يرقصون وينشدون "الى بناء الجليل" في القدس التي لم ترى الجليل ابدا، ويصرخون "دولة عبرية، دولة عبرية"، دون ان يعرفوا ماذا هذه بالضبط إذ لم يسبق لاحد ان رأى دولة كهذه من قبل.في ظل الرقص اغمضت عيني، وغفوت. ايقظوني، وذهب بيني يروي النبأ للشباب في التلة الاخرى وحملنا المبتور الى كريات عنفيم وسلمناه للشيوخ من الكيبوتس الذين كانوا مسؤولين عن الدفن. كان هذا الامر الاكثر اضحاكا الذي حصل لي في الحرب اياها، حين اقمنا دولة ونحن نيام ومنشدين، الى جانب رفيق مسكين مبتور لشطرين.