خبر : الخطة../ الخطة الكبرى./ معاريف

الخميس 19 نوفمبر 2009 01:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
الخطة../ الخطة الكبرى./ معاريف



الساحة السياسية تعمل الان في جبهتين متوازيتين: الخطة الكبرى والخطة الصغرى. الخطة الصغرى كشف النقاب عنها أمس يوسي بيلين عندما حصل على وسام شرف من الحكومة الفرنسية. وحسب بيلين، سيعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الايام القريبة القادمة عن تجميد البناء الاسرائيلي في المستوطنات على مدى 10 اشهر، باستثناء القدس. وقال بيلين ان الامريكيين سيرحبون بالتجميد وسيشيرون الى انهم لا يوافقون على البناء في القدس ولكنهم سيدعون الى الاستئناف الفوري للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال بيلين ان السلطة الفلسطينية لا يمكنها ان تقبل مثل هذه الخطوة التي تعني تسويغ دولي للبناء في شرقي القدس وستنهار بشكل نهائي. اما الخطة الكبرى فمثيرة اكثر للاهتمام: بموجبها، تقام دولة فلسطينية مستقلة في حدود مؤقتة، على نحو نصف من اراضي الضفة الغربية (اكثر قليلا مما للفلسطينيين الان). وبالتوازي، يتلقى الطرفان (اسرائيل والفلسطينيين) رسائل جانبية من الادارة الامريكية تتضمن ضمانات. كل طرف يتلقى الضمانات التي تهدأه. الفلسطينيون سيتلقون ضمانات على انهاء المفاوضات في غضون فترة زمنية محددة (بين سنة ونصف وسنتين) وكذا ضمانات في انه سيكون في ايديهم في نهاية المفاوضات ارضا مساوية في حجمها لما كان في ايديهم قبل حرب الايام الستة. اما اسرائيل في المقابل، فتتلقى رسالة جانبية تعترف بشكل رسمي بالطابع اليهودي للدولة وترفض بذلك حق العودة، وكذا الترتيبات الامنية اللازمة (التجريد وما شابه). المشاكل التي تقف امام هذه الخطة عديدة: الفلسطينيون لا يوافقون، والامريكيون لم يقتنعوا بانها ممكنة. رد فعل مكتب رئيس الوزراء: تطرح افكار سياسية مختلفة ولكن لم يتخذ قرار بعد. وبالمناسبة، فان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي يزور اسرائيل اقترح مسارا خاصا به: تجميد مطلق للبناء لثلاثة اشهر، بما في ذلك شرقي القدس – وبعد ذلك الشروع في المفاوضات. في الاشهر الاخيرة، وفي الايام الاخيرة بقوة اكبر، يتعرض الامريكيون لضغط كبير للموافقة على هذه الخطة وجلب الفلسطينيين معهم ايضا. ويمارس الضغط اساسا الرئيس شمعون بيرس ووزير الدفاع ايهود باراك. وكما كشف النقاب عنه في حينه في "معاريف" فان الرجلين شريكان معا في المفهوم المتعلق بالدولة الفلسطينية المؤقتة. زيارة شاؤول موفاز الى واشنطن الان مع خطة مشابهة، تساعدهما. مساعي الاقناع التي يقوم بها بيرس وباراك في الولايات المتحدة تتم، حسب مصادر سياسية رفيعة المستوى، بعلم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والسؤال هو هل علمه هو ايضا، في واقع الامر مصادقته ام ان بيبي من شأنه ان ترتعد فرائصه في اللحظة الاخيرة فيعرقل القصة. الوضع في منتدى السباعية لدى نتنياهو مثير للفضول: من جهة يقف ايهود باراك ودان مريدور المؤيدان للخطة، من جهة اخرى بني بيغن، موشيه (بوغي) يعلون وافيغدور ليبرمان المعارضين. وعلى فرض ان نتنياهو سيؤيد فان لسان الميزان سيكون الوزير ايلي يشاي. رئيس شاس قال في محافل مغلقة مؤخرا بأن شاس ستقف الى يمين نتنياها اذا قرر التوجه الى مفاوضات سياسية والى خطوة سياسية حقيقية. اما الان، فيتعين على كل هذه الخطط ان تنجح ايضا في اختبار الواقع العسير.