واشنطن تسعى لتحويل الدعم العربي والأوروبي المقدم إلى الاونروا لمصلحة صفقة القرن

الخميس 04 يوليو 2019 11:37 ص / بتوقيت القدس +2GMT
واشنطن تسعى لتحويل الدعم العربي والأوروبي المقدم إلى الاونروا لمصلحة صفقة القرن



غزة / سما /

بينما تسعى الإدارة الأميركية إلى تحويل الدعم الدولي والعربي المُخصّص لـ«الأونروا» لمصلحة رؤيتها الاقتصادية المتعلقة بـ«صفقة القرن»، تتواصل الأزمة المالية لدى الوكالة، بما يهدد استمرار دفع رواتب الموظفين، وأيضاً تقديم الخدمات الصحية والتعليمية إلى ملايين اللاجئين الفلسطينيين

و على الرغم من إعلان مدير عمليات «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) في غزة، ماتياس شمالي، أن الوضع المالي للوكالة خلال العام الجاري (2019) أفضل من الماضي، بفعل التحركات الكبيرة التي قامت بها «الأونروا» لجمع التبرعات، إلا أن هناك خشية حقيقية من صعوبة تأمين المبلغ في العام المقبل جراء الضغط الأميركي على الدول المانحة، علماً بأن الوكالة استطاعت الحصول على وعود بـ 600 مليون دولار من أصل 1.2 مليار تحتاج إليها موازنتاها، سواء الأساسية أو الطوارئ.

يقول مصدر إعلامي في «الأونروا»، لـ«الأخبار»، إن الإدارة الأميركية تسعى إلى تحويل الدعم العربي والأوروبي المُقدَّم إلى الوكالة لمصلحة «خطة السلام الاقتصادية» التي تقدَّر بـ 50 مليار دولار، وذلك بعد تغيير واشنطن مفهوم اللاجئين الفلسطينيين، ليصير عددهم في نظرها 70 ألفاً من أصل خمسة ملايين، على أن يتم توطين البقية في أماكن وجودهم.

هذه الفكرة أكدها مستشار الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، في تصريح أمس، قال فيه إن «خطة السلام قد تدعو إلى توطين دائم للاجئين الفلسطينيين في الأماكن التي يقيمون فيها، بدلاً من عودتهم إلى أراضٍ أصبحت الآن في دولة إسرائيل»، مضيفاً: «الرئيس دونالد ترامب مستعد للتواصل مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في الوقت المناسب بخصوص الخطة».

حصلت الوكالة على وعود بتأمين 600 مليون دولار من أصل 1.2 مليار


وفق المصدر نفسه، تتفشّى خشية حقيقية داخل أروقة «الأونروا» من العجز عن تأمين الأموال خلال العام المقبل (2020)، في حال فرضت الإدارة الأميركية خطتها على الدول العربية، وهو ما يعني تراجع عواصم عربية عن دعم الوكالة، وبالتالي خفض الميزانية الى أكثر من النصف، الأمر الذي يهدد القدرة على دفع الرواتب، وحتى الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية إلى اللاجئين.

حتى في ما يتعلق بالعام الدراسي المقبل، فعلى رغم توفير الأموال (110 ملايين دولار) خلال مؤتمر نيويورك الأخير، فإن مدارس الوكالة مهددة بالإغلاق بعد شهر، فيما تحتاج إدارة الوكالة الى أكثر من 60 مليوناً من أجل الاستمرار في تقديم المساعدات الغذائية إلى الأسر الفقيرة في غزة من دون انقطاع حتى نهاية العام الجاري، وفق شمالي.