الجهاد الاسلامي : مؤتمر البحرين أسوأ بكثير من "أوسلو" ومواقف السلطة ايجابية جدا

الإثنين 24 يونيو 2019 09:35 م / بتوقيت القدس +2GMT
الجهاد الاسلامي : مؤتمر البحرين أسوأ بكثير من "أوسلو" ومواقف السلطة ايجابية جدا



غزة / سما /

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام، أن مؤتمر البحرين عارٌ كبير، وهو تعبيرٌ صارخ عن مدى الانهيار، الذي تعيشه المنطقة أو النظام العربي الرسمي.
وقارن الشيخ عزام في تصريح إذاعي اليوم الاثنين، بين ما يجري التحضير له في البحرين، وما جرى في إطار مسيرة التسوية قبل ربع قرن. 
وأوضح أن ما يجري اليوم أسوأ بكثير مما حدث في "أوسلو"، لأن التكتل الذي حصل عشية التوقيع على "أوسلو" في أغلبه كان تكتلاً أجنبياً (الحضور من غير العرب)، لكن اليوم أغلب الحاضرين في المنامة، سيكونون من العرب.
ولفت الشيخ عزام إلى أن الصورة تنعكس اليوم، فالحضور سيكون في دولة عربية، وليس في حديقة البيت الأبيض، وأغلب الحاضرين والرعاة والدعاة لهذا المشروع المشؤوم في البحرين، هم من العرب، مع الأسف.
وقال بهذا الصدد:" ربع قرن مرّ بين المشهدين، حمل الكثير من الانهيارات، والكثير من التغيرات، وحاولت دول عربية بشكل شرس تبديل الأولويات، وكأنها تحاول إعادة صياغة عقل الأمة ووعيها وثقافتها وهويتها، وهذه المحاولة تُخلف آثاراً مدمرة على الواقع".
وأضاف الشيخ عزام "النتائج ستكون كارثية على المنطقة، وعلى شعوب الأمة".
ونوه عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إلى أن غياب السلطة عن مؤتمر البحرين، مثّل ضربةً كبيرة للمؤتمر ومن يقف خلفه، وخلف المخطط التآمري الأكبر "صفقة القرن".
وبيّن أن هذا الموقف يجب أن نقوله من باب الإنصاف، ومن باب الموضوعية، مشيراً إلى أن هنالك ضغوطاً هائلة مورست على السلطة للمشاركة بمؤتمر المنامة.
ورأى الشيخ عزام أن التوافق الداخلي ليس صعباً، في ظل توفر عناصر ومواقف مشتركة، منها رفض السلطة الفلسطينية ل"صفقة القرن"، ورفضها المشاركة في مؤتمر البحرين، ورفضها أيضاً أخذ أموال المقاصة منقوصة، ورفضها كذلك حضور مؤتمر الفتنة الطائفية والمذهبية في "وارسو"، مشيراً إلى أن كل هذه المواقف إيجابية جداً، ويجب أن تشجعنا على الالتقاء، والخروج بتوافق وطني.
وشدد على أن هذا الأمر ليس مستحيلاً، وهو الآن أيسر من السابق، وبالتالي المسؤولية علينا جميعاً، ولا يجوز أن تعيقنا التفاصيل الصغيرة، مع إشارته إلى أن هنالك - مع الأسف - خطوات وإجراءات في العامين الأخيرين، نتصور أن صعوبة المرحلة وخطورتها تستدعي من السلطة إعادة النظر فيها، وتستدعي كذلك منا جميعاً الذهاب لمائدة الحوار الوطني برؤى وعقلية مختلفة، معتبراً ذلك أفضل رد على "صفقة القرن".
وتابع الشيخ عزام :" هنالك مسؤولية كبيرة ملقاة علينا، ونحن لا نشك للحظة أن الحق سيعود، وأن الأمة ستنهض من جديد".
وبحسبه فإنه "لا يمكن إلزام الفلسطينيين بشيء، وعندما كانت السلطة مشاركة في احتفالية "أوسلو" قبل ربع قرن، كانت هناك معارضة من جهات وازنة ومؤثرة في الساحة الفلسطينية، الأمر الذي عرقل الكثير من الخطوات، وأيضاً سوء نية إسرائيل من الأساس، وانحياز أمريكا السافر لها، كلها عوامل اجتمعت لتصل بأوسلو لهذه النهاية التراجيدية".
وحذّر الشيخ عزام من أوهام كثيرة يجري تسويقها لتمرير هذه المخططات التآمرية، مستحضراً أنه عشية التوقيع على "أوسلو" كانوا يتحدثون عن سنغافورة، وجنة في الأرض، ومليارات واستثمارات هائلة، لكن هذا كله تبخّر بالهواء، وواجه الفلسطينيون بؤساً جديداً أضيف إلى بؤسهم.
وشدد على أن ما يجري تسويقه لا يعدو كونه مجرد أوهام، فالحديث عن عشرات المليارات يطرح تساؤلات عدة: من الذي سيدفع؟! .. وهل العرب الذين يمنون على شعبنا لمواجهة إسرائيل بفتاتٍ قليل؛ تحولوا فجأة إلى كرماء؟!.
وتطرق الشيخ عزام إلى أن هنالك دولاً عربية لن تذهب إلى المنامة، وهناك دول تتحفظ على "صفقة القرن"، وحتى الدول التي قررت الذهاب للبحرين، تذهب تحت الضغط والابتزاز الأمريكي، وبالتالي لن يكون هناك تفاعل كبير مع مخرجات هذا المؤتمر.
وقال بهذا الشأن:" واجب على الدول العربية التي ترفض مؤتمر البحرين، وحتى تلك التي تذهب إليه مكرهة، أن تقف مع الفلسطينيين، وأن تسندهم".
واستطرد الشيخ عزام قائلاً: "الإدارة الأمريكية تجهل تاريخ المنطقة ومزاج أهلها.. هذه المنطقة لا يمكن أن تتحول إلى سلعة، وأهلها لا يمكن أن يتحولوا لمجرد أدوات في سوق النخاسة يباعون ويشترون. ولو قرأ دونالد ترامب، التاريخ جيداً وسياقه سيُدرك أن محاولاته هذه ستبوء بالفشل".