ليبرمان والأحزاب الحريدية : تعنت الساعات الأخيرة

الأربعاء 29 مايو 2019 09:04 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ليبرمان والأحزاب الحريدية : تعنت الساعات الأخيرة



القدس المحتلة / سما /

تمسكت الأحزاب الحريدية وأفيغدور ليبرمان بمواقفهم بشأن "قانون التجنيد"، فيما من المفترض أن تصوت الكنيست على قانون "حل الكنيست" نهائيا الأربعاء، إذا لم ينجح بنيامين نتنياهو بالتوصل لحل وسطي يمنع التوجه إلى انتخابات مبكرة للكنيست.

وصرح مصدران من قائمة "يهدوت هتوراه" الحريدية، التي أوصت بتكليف نتنياهو بمهمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية، أن القائمة شرعت بالتحضر لخوض انتخابات مبكرة، في ظل تعنت رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان، ورفضه الانضمام للحكومة.

يأتي ذلك فيما كتب ليبرمان، منشورا على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، جاء فيه "ليس لدينا أي نية للتخلي عن مبادئنا والتزاماتنا للناخبين، وبالتالي فإن مشروع القانون (قانون التجنيد) ليس نزوة، وليس نابعًا من الأنا (الغرور) أو الانتقام، ولكن حجر الزاوية في نظامنا".

وأضاف أن "منح الحكومة مهمة تحديد أهداف التجنيد عبارة عن تجميل لأمر مشوه، وليس تغييرًا طفيفًا وإنما جوهريًا، لذلك نحن نتمسك بمقترحنا". وأضاف: "نصر على تمرير قانون التجنيد في القراءتين الثانية والثالثة، تمامًا كما في القراءة الأولى، من دون أي تغيير".

ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، تصريحات عن مصدرين مختلفين في "يهدوت هتوراه" المكونة من تحالف الحزبين "ديغل هتوراه" و"أغودات يسرائيل"، وذلك قبيل انتهاء المدة الممنوحة لنتنياهو، والتي تنتهي منتصف الليلة المقبلة.

وأكد مصدر من "ديغل هتوراه" أن النقاشات داخل الحزب تبحث المسائل المادية والتمويل الذي قد يحصلون عليه لخوض الانتخابات المقبلة، مؤكدًا أن فرص تشكيل الحكومة قبل انتهاء الموعد المحدد.

وقال المصدر: "لا أحد يستطيع أن يفهم ما الذي يريده ليبرمان بالتحديد"، وتابع "بعد كل ما عرضته الحركة الحسيدية من تنازلات، لن نستطيع تقديم المزيد".

وادعى أن كل العروض التي تلقاها ليبرمان، رفضت، وبالتالي "لن نجري المزيد من المناقشات لأن الأمر بات يعتمد عليها أولاً وأخيرًا". ووفقًا للمصدر، يفضل الحزب إجراء الانتخابات في شهر آب/ أغسطس أو بعد الإجازات، ولكن ليس في شهر أيلول/ سبتمبر.

بدوره، قال مصدر من "أغودات يسرائيل": "من جانبنا، انتهى الأمر، نحن الآن في خضم مركة انتخابية"، وشدد على أنه ليس باستطاعة الأحزاب الحريدية، الخضوع لشروط ليبرمان، ولفت إلى التوافق بين المكونين الأساسيين لـ"يهدوت هتوراه" على خوض انتخابات وصفها بأنها "غير ضرورية".

وأضاف أن الأحزاب الحريدية مقتنعة بأن "المشاكل التي طرحها ليبرمان حول قانون التجنيد مفتعلة، وأنه يكره نتنياهو ويؤمن بأن الأخير أنهى مهمته وقرر الإطاحة به"، وتابعا أن ليبرمان "يدرك أنه إذا أعطى الفرصة لنتنياهو لتشكيل حكومة خامسة، فإنه سيبقى متربعًا على قمة الساحة السياسية لسنوات عديدة محصنًا من القضاء، وهو (ليبرمان) غير مستعد لرؤيته بعد الآن".

كما لفت المصدر إلى القناعات التي توصلت لها الأحزاب الحريدية، بأن ليبرمان قرر تلميع "صورته التي تزعزعت" خلال الفترة التي قضاها وزيرًا للأمن، وظهر خلالها كأنه الرجل الضعيف الذي يسير مطأطئ الرأس خلف نتنياهو.

لجنة برلمانية تقر قانون حل الكنيست تمهيدا للمصادقة النهائية

إلى ذلك، صادقت لجنة برلمانية خاصة بقانون "حل الكنيست الـ21"، مساء الثلاثاء، على مشروع القانون الذي حظي بصادقة الهيئة العامة للكنيست، الإثنين، بالقراءة الأولى، وذلك تمهيدًا لطرح مشروع القانون للقراءتين الثانية والثالثة.

ومن المتوقع أن تنطلق، في تمام الساعة الـ12 من ظهر يوم غد، الأربعاء، جلسة خاصة لمناقشة مشروع القانون، وطرحه للقراءتين الثانية والثالثة، في ظل فشل المفاوضات وغياب حل سياسي يضمن لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تشكيل حكومته الخامسة.

يأتي ذلك فيما تؤكد البيانات الرسمية الصادرة عن الليكود، أنه لم يطرأ حاليا أي تقدم على الاتصالات الجارية مع رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، ووزير الأمن السابق، أفيغدور ليبرمان. مشددة على أنه (ليبرمان) "يرفض جميع الاقتراحات ويحاول كسب الوقت، ويرفض قبول أي دعوة للاجتماعات مع ممثلي الليكود".

وتتواصل اتهامات مسؤولو اللكود لليبرمان بالتعنت وافتعال المشاكل حول قانون تجنيد الحريديين، ورفضه التوصل إلى أي موقف وسطي توافقي يحظى كذلك بموافقة المرجعيات الدينية للأحزاب الحريدية ("شاس" و"يهدوت هتوراه").

الليكود و"كولانو" يخوضان الانتخابات بقائمة مشتركة

وفي وقت سابق، صادقت اللجنة المركزية لحزب الليكود الحاكم، مساء الثلاثاء، بأكثرية مطلقة، على خوض الانتخابات بقائمة مشتركة مع "كولانو"، برئاسة وزير المالية، موشيه كاحلون، وذلك عبر ضم قائمة "كولانو" لقائمة مرشحي الحزب للكنيست؛ في ظل فشل مفاوضات تشكيل الحكومة، وانتخابات مبكرة تلوح بالأفق.

ووفقًا للاتفاق بين الحزبين، سيتم ترشيح كاحلون في المقعد الخامس للقائمة، فيما سيتم دمج أربعة مرشحين من "كولانو" في الأماكن من 15 حتى 35 في القائمة، على أن يضمن وزير الاقتصاد، إيلي كوهين، موقعه في المكان الـ15. 

وتعقيبًا على ذلك، قال نتنياهو، إن هذا الدمج سيمنحنا القوة، لقد فحصنا ذلك، سنحصل على 40 مقعدًا على أقل تقدير". وأضاف "كلما كان واضحًا أننا نتجه نحو الانتخابات، كلما زادت الفرص بألا تكون هناك انتخابات في النهاية".

وحاول نتنياهو طمأنة أعضاء حزبه من أصحاب المقاعد المتأخرة في قائمة الليكود، مشددا على أن الائتلاف سيعمل على سن ما يعرف بـ"القانون النرويجي" الذي يسمح لوزير بالاستقالة من عضوية الكنيست ليسمح بدخول مرشح من حزبه مكانه.