يديعوت : الجهاد الإسلامي يدخل قائمة العظماء وهو الرابح الأكبر في هذه الجولة

الأحد 12 مايو 2019 04:15 م / بتوقيت القدس +2GMT
يديعوت : الجهاد الإسلامي يدخل قائمة العظماء وهو الرابح الأكبر في هذه الجولة



القدس المحتلة / اطلس الدراسات/

كتب  اليئور ليفي في الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت احرونوت العبرية : 

الجهاد الإسلامي، التنظيم الذي كان يومًا ما تنظيمًا صغيرًا وغير جدير بالاهتمام نسبيًا، هو من بادر هذه المرة للتصعيد وقادهُ، حتى أنه بدى أحيانًا أنه هو من يأخذ حماس 

معه يدًا بيد في الغرفة المشتركة، وليس العكس؛ هو من يحدد سير الأمور، الحوار، وطبيعة الجولة.

لمدة شهر، حاول التنظيم بطرق مختلفة تنفيذ عملية لـ "تخريب" محادثات التهدئة مع إسرائيل، وفي النهاية نجح بذلك، وقد جر معه حماس. مع انتهاء التصعيد الحالي، نصّب الجهاد نفسه كلاعب مهم في الساحتيْن الغزية والعربية.

وإن كان رجال المخابرات المصرية يكتفون بدعوة يحيى السنوار للمحادثات؛ فهم اليوم يُعطون قيمة لزياد النخالة أيضًا، وقد أصبح لديه كرسي ثابت على الطاولة المستديرة. حتى إن مسؤول الذراع العسكرية للتنظيم بهاء أبو العطا دخل للمجموعة الحصرية التي تجلس أمام المصريين بشكل واضح.

فعليًا، التنظيم دفع مقابل ذلك ثمنًا باهظًاً، لكن إن كان هناك لاعب اقتطع إنجازًا للمدى الطويل في الجولة فهو الجهاد الإسلامي الذي دخل لقائمة العظماء، ليس فقط في ساحة القتال؛ بل أيضًا في ساحة المفاوضات.

دعوة استيقاظ للإسرائيليين

منذ عملية "الجرف الصامد" في العام 2014، اعتدنا على أن القبة الحديدية تنجح بخلق حماية مثالية تقريبًا أمام سلاح الصواريخ. طوال سنوات وحماس تفكر كيف يمكن التعامل مع المنظومة، وتحاول تحدّيها بكافة الطرق. في غزة كانوا يسمون القبة بسخرية "القبة البلاستيكية"، لكن هذا التعبير تُرك بسرعة كبيرة بعد أن أدركوا مدى تأثيرها.

في الجولة الأخيرة، جربت حماس والجهاد مذهبًا جديدًا؛ بدلًا من التركيز على المدى البعيد، أطلقوا الصواريخ لبعد يصل لـ 40 كيلومترًا، لكن طريقة العمل تغيرت، وقرر كلا التنظيميْن إطلاق وابل من الصواريخ بشكل مكثف لعشرات الصواريخ بضربة واحدة، ونحو هدف واحد أو بدلًا من ذلك إطلاق وابليْن ثقيليْن نحو نقطتيْن فقط. الهدف كان التجربة بتسرّب صاروخ واحد أو حتى اثنين من بين الصواريخ التي يتم اعتراضها، باختراق الفقاعة الفعلية للقبة الحديدية، والانفجار في وسط السكان.

بعد سنوات من الإحباط في غزة، نجحت هذه التجربة وأودت بحياة 3 مواطنين إسرائيليين؛ وبذلك تحولت هذه الجولة للجولة الأكثر دموية منذ "الجرف الصامد"، هذه النتائج يجب أن تكون بمثابة دعوة للاستيقاظ بالنسبة للمواطنين الإسرائيليين بأن القبة الحديدية لم تعد فعليًا تقدم حماية محكمة خلافًا لما يعتقده الكثيرين هنا. شيء آخر، سقوط الصواريخ في أوساط السكان رغم وجود القبة الحديدية، هي فقط عرض ترويجي لما قد يحدث مستقبلًا في إسرائيل في حال اندلعت حرب في الساحة الشمالية أمام حزب الله وشركائه.

إشارة لقادة التنظيمات

مضت الكثير من السنوات منذ أن نفذ الجيش و"الشاباك" عمليات اغتيال مستهدفة ضد مسؤولي المقاومة في غزة. التجربة الماضية، القريبة والبعيدة، تؤكد على أن سياسات الاغتيالات كان فعالة أكثر وزرعت الخوف في قلوب كثير من الأعداء.

إن اغتيال الصراف حامد الخضري في وضح النهار من خلال الطائرات الإسرائيلية، في الوقت الذي كان يتنقل في شوارع مدينة غزة؛ كان مهمًا لأنه كان بمثابة عرض يُذكر كثيرًا من الناس بصور اغتيال الجعبري وسط مدينة غزة.

هذا الاغتيال كان بمثابة إشارة واضحة لقيادة حماس والجهاد الإسلامي في غزة بأنهم غير محصنين أيضًا. ولو عدنا مجددًا إلى تجربة الماضي، فإنه من المعقول أن الشعور بعدم الأمان سيجعلهم اتخاذ قرارات بشكل أكثر حذرًا، لأن حياتهم في النهاية هي المعرضة للخطر.