الشيطان ووزارة الأوقاف..بقلم: عامر أبو شباب

الخميس 25 أبريل 2019 02:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
الشيطان ووزارة الأوقاف..بقلم: عامر أبو شباب



بعد مشوار متعب وصلت البيت مثل "بسكويت مشي عليه جراف"، وبدون حمام ولا غداء ولا عشا ولا عشاء نمت "كفي".

داهمني في ساعة النوم الأولى الطائر الغريب بقوله: يالله قوم.

رديت: بعد مشواري عند الرئيس والسنوار، مش طالع.. بدي أنام

-       بمكر شديد قال: مش حاب تفهم قصة وزارة الأوقاف؟

-       تحرك الحس الصحفي، وقلت: الشيخ الهباش وضح موقفه، هو أكبر من وزير، ويجلس بجوار الرئيس، ما قيمة حكومة تقشف.

-       رد الطائر العفريت: خسار فيك بطاقة نقابة الصحفيين، القصة غير يا معلم.

فجأة حلقت في السماء وأمامي ماء كثير، قلت: رايح طبرية عند المسيخ الدجال.

-       رد: لا عند الشيطان.

وفي مغارة وجدنا كائن غريب مقيد بسلاسل، نصف وجه جميل وبلحية والأخر بشع بلا لحية، يصرخ ويكرر: أنا وزير الأوقاف

-       قلت: يا ساتر، أنت لا يوسف دعيس ولا يوسف سلامة

-       رد الكائن الغريب: ما في وزارة أوقاف، لأن د. أشتية من حركة فتح ...صح؟

-       لم أرد.

-       تابع كلامه: فتح ومنظمة التحرير علمانية، مش لازمهم وزارة دينية.

-       قلت: وكيف أنت وزير أوقاف؟

-       رد على طريقة أبو العريف: غنيم والشيخ وعساف وزراء بلا وزارة

-       سألت بلهفة: أنت وزير كيف؟

-       إنشكح وقال: وزارتي أكبر وأغنى وزارة، أصلا فلسطين جزء من وزارتي، فلسطين أرض وقف.

-       قلت بدهشة: هل د. أشتيه صار حزب تحرير ويريد خلافة راشدة.

-       شد السلاسل وهو يضحك.. مخك راح بعيد، خذ القصة كاملة، أنا صاحب الفكرة ثم سجنوني لأني خطر على السلام العادل.

-       نظرت للطائر الغريب فهز رأسه يؤيد كلام شبيه الشيطان والانسان.

-       أكمل الكائن: نتنياهو يريد دولة يهودية يعني دولة دينية، وبما أننا البديل الحضاري، ونريد دولة علمانية، لذلك وزارة الأوقاف شكل عنصري، أمام أخوتنا المسيحيين شركاء الوطن، ومعنا الطائفة السامرية، لذلك اقترحت على الرئيس ورئيس الوزراء المطالبة بدولة على حدود 1948، وانشاء هيئة إسلامية مسيحية يهودية تضم الطائفة السامرية أصل اليهود، وإعلان جيرانا "إمارة صهيونية" بزعامة الأمير نتنياهو الخامس.

-       قلت بتعجب: فكرة غريبة.

-       رد وهو يبكي: فكرة عرضتني للضرب والحرق، السجن في المغارة.

-       قلت بألم وحسرة: مين عمل فيك هيك، الوقائي ولا الشباك.

-       لا يا غالي هؤلاء ولا حاجة، خطفتني قوات البحرية الامريكية ومعهم زعيم عصبي له شنب كبير.

-       قلت هذا مستشار الامن القومي الأمريكي

-       مش عارف اسمه، الله يكسر يده الثقيلة، كان يضربني بجنزير، ويصرخ أنت خطر على الامن القومي.. أنت خطر على صفقة القرن.

صحيت على عودة الكهرباء وارتفاع صوت التلفزيون، ومن الغريب أنه كان فيلم رامبو، التهمت تفاحة، وأنا أردد: يا محاسن الصدف.

بقلم: عامر أبو شباب

* كاتب وصحفي فلسطيني